سامح محجوب: بيت الشعر العربي يحرص على التنوع والوصول إلى أقصى نقطة ممكنة فى مصر
قال الشاعر سامح محجوب مدير بيت الشعر العربي بالقاهرة إن البيت حريص على الوصول بالشعر لمستحقيه كما أنه حريص على القضاء على فكرة المركز والوصول بنشاط بيت الشعر لأقصى نقطة ممكنة فى مصر والعالم العربي بل والعالم كله لترسيخ مركزية مصر الثقافية وقدرتها على انتخاب وفرز نخب إبداعية جديدة تكمل مسيرة نشر الشعر وثقافته.
ويستضيف بيت الشعر العربي بالقاهرة بمقره ببيت الست وسيلة خلف الجامع الأزهر كوكبة من شعراء الجنوب في السادسة مساء يوم الأحد المقبل، حيث يقدم هؤلاء الشعراء أشكالًا من الشعر الشفاهي المنتشر في مدينة إسنا وفي جنوب مصر.
أضاف محجوب في تصريحات خاصة لــ"بوابةالدولة الاخباريه": "يحرص بيت الشعر فى الوقت نفسه إلى إبراز الموزاييك الثري الذي تتمتع به الشعرية المصرية على مستوى الشكل والمضمون والنوع الشعري، بخاصة فى شعر العامية المصرية الذي يختلف كلية من جغرافيا لجغرافيا ومازال تربة بكر لم تكتشف بعد على مستوى الكتابة والنقد والبحث العلمي وأظن أن أمسية الأحد القادم فى بيت الشعر العربي ستكون حلقة أولى فى تقديم هذه الشعريات المتنوعة والثرية التي مازالت حتى اللحظة الراهنة تعاني من دخول متن المشهد الشعري المصري والعربي إما بسبب البعد الجغرافي عن المركز أو بسبب عدم تهيئة الذائقة لاستقبالها فنيا وثقافيا".
يشارك في أمسية ملتقى بيت الشعر العربي عدد من الشعراء والنقاد والفنانين، وهم كالتالي: محمود خضيري، رمضان مسلم، أيمن حرب ـ حمادة النخيلي، حمادة العجمي، محمد كوش، أسماء الصعيدي، والنقاد الدكتور أسماء خليل محمد، والدكتور عبد الكريم الحجراوي، والفنانان الشافعي القاضي، إسماعيل الهبولي، ويدير الأمسية الشاعر محمد المتيم.
وأوضح سامح محجوب أن الجنوب المصري ينفرد بالعديد من الفنون الأدائية الشفاهية الشعبية ذات الطابع الارتجالي، وليس هذا بغريب على مجتمعات تعرف قيمة الكلمة وتبحث عن الجمال فيها، وتعبر بشعرها الشفاهي عن قيمها وعاداتها وتقاليدها الراسخة. ويمكن رصد هذه الفنون الشعبية القولية المتنوعة في إسنا في فن «الكف» بأنواعه المختلفة (المتلوت والعالي والتحدي) وكذلك فن «النميم»، و«الموال» بجميع صوره (الرباعي البغدادي والخماسي والسداسي والسباعي النعماني) بالإضافة إلى رواية السيرة الشعبية شعرًا وصياغتها على شكل مواويل بصور مختلفة، ومن بينها أيضًا فن «الواو» الفن الشفاهي الذي يلقى إلقاء، دون أدوات غنائية مصاحبة، وإن غنى بعض المطربين كلماته، مثل ما غنيت واوات كثيرة لابن عروس منها مقدمة مسلسل ذئاب الجبل، والواو الشهير: «ولا بد من يوم معلوم، تترد فيه المظالم… أبيض على كل مظلوم، وأسود على كل ظالم".
وقد عرفت مدينة إسنا الكثير من القوالة في مثل محمد عبدالواحد نقيب الأشراف في إسنا وقنا المتوفى في أربعينيات القرن المنصرم ولقب باسم «قوال المديرتين» أي مديرية إسنا وقنا، ومن أقواله في فن الواد (بكت العواهر بلا دموع.. ولمين أقدم بلاغي.. كلام النساء صار مسموع.. وكلام الرجال صار لاغي) وتكون صورة قوافي فن الواو على هذه الصورة (أ..ب..أ..ب) أي أن نهاية قافية الشطر الأول تكون مثل الشطرة الثالثة، والثانية مثل الأخير. وقد يكون الجناس تمامًا في فن الواو أو الجناس ناقصًا، ويقسم حسب موضوعه إلى واو أخضر أي في الغزل أو موال أحمر الذي يتناول القضايا الأخرى البعيدة عن الغزل.
والنميم وفن الكف أيضا يأتيان في شكل المربعات، ويفرق بين النميم والكف بأن فن النميم شفاهي إذا ما أداه الفنان بصحبة آلات موسيقية أصبح من فن الكف ، ومن أشهر مربعات فن النميم «قالت لي بريدك يا ولد عمي، تعى دوق العسل سايل على فمي، على مهلك علي ما بحمل الضمي، على مهلك علي دانا حيلة أبوي وأمي» ويلاحظ فيها اتحاد القافية في الأشطر الأربعة.
ومن أكثر أشكال المواويل شيوعًا بعد فن الواد في إسنا الموال النعماني أو السباعي (أ، أ، أ، ب، ب، ب، أ) وقد نسج من خلاله الشيخ محمد أبو برين والشيخ عبدالنبي الرنان الكثير من الموضوعات مثل قصص الأنبياء والأولياء الصالحين أو حتى التغني والإشادة بحرب أكتوبر، ومن هذه المواويل قول جمال الإسناوي «بختي العدل مال والمايل صبح معدول/ مسكت القلم أكتب وقع القلم معدول/ يا قلبي ما كنت خالي إيه اللي وقعك مع دول (مع هؤلاء)/ أكلوا بتاعك ونسيوا الود وجميلك/ يا ما راح شبابك مع الأيام وجميلك (جمالك)/ الله يجازي الزمن اللي خان الود وجميلك/ ياما راح جميلك مينفعش الوداد مع دول».
