الصين تعلن تعيين مفاوض تجاري جديد وسط تصاعد الحرب التجارية مع واشنطن

أعلنت الصين اليوم الأربعاء، تعيين مفاوض تجاري جديد سيتولى دورا محوريا في أي محادثات مستقبلية لحل النزاع التجاري المتصاعد مع الولايات المتحدة.
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية عن بيان صادر عن وزارة الموارد البشرية والضمان الاجتماعي الصيني قوله "إنه تمت إقالة المسؤول التجاري المخضرم وانج شووين من منصبه ليحل محله لي تشنج قانج الذي يبلغ من العمر (58 عاما)، ويشغل منصب المندوب الصيني لدى منظمة التجارة العالمية".
ويعد لي من الوجوه البارزة في وزارة التجارة الصينية، وشغل سابقا منصب مساعد الوزير خلال ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأولى.
ولم يتضح بعد ما إذا كان وانج، الذي تولى منصب نائب وزير التجارة عام 2022، قد نقل إلى منصب آخر، خصوصا مع غياب اسمه عن قائمة قيادة الوزارة على موقعها الإلكتروني حتى صباح الأربعاء كما لم تقدم الوزارة أي تفسير رسمي للتغيير.
تأتي هذه التغييرات في وقت تتبنى فيه بكين نهجا أكثر تشددا في التعامل مع التصعيد الأمريكي، خصوصا في أعقاب فرض ترامب تعريفات جمركية تصل إلى 145% على الواردات الصينية، ما أدى إلى رد صيني برفع الرسوم إلى 125%.
وتزامن التغيير المفاجئ أيضا مع جولة للرئيس الصيني شي جين بينج في جنوب شرق آسيا، لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الجيران، في ظل استمرار التوتر مع واشنطن.
وكان وزير التجارة الصيني وانج ون تاو من بين كبار المسؤولين المرافقين للرئيس الصيني في زيارته لكل من فيتنام وماليزيا وكمبوديا.
من جانبه، قال المستشار في مركز الصين التابع لمجلس المؤتمرات الأمريكي ألفريدو مونتوفار-هيلو، "إنه تغيير مفاجئ ومحتمل أن يكون مربكا، خصوصا في ظل تسارع وتيرة التصعيد التجاري منذ يوم التحرير، ومع الأخذ في الاعتبار خبرة وانج شووين في التفاوض مع واشنطن منذ إدارة ترامب الأولى".
وأضاف أن هذا التغيير ربما يعكس قناعة القيادة الصينية بضرورة الدفع بوجه جديد قادر على كسر الجمود في المفاوضات، خاصة في ظل تمسك الطرفين بمواقف متصلبة حتى الآن.
الرسوم الأمريكية
وكان لي قد شن هجوما لاذعا ضد السياسة التجارية الأمريكية خلال اجتماع لمنظمة التجارة العالمية في فبراير الماضي، معتبرا أن الرسوم الأمريكية "أحادية الجانب" تخرق قواعد المنظمة وتزيد من حالة عدم اليقين في الاقتصاد العالمي.
وقال آنذاك: "النهج الأحادي للولايات المتحدة ينتهك قواعد منظمة التجارة، ويزعزع الاستقرار التجاري العالمي، وقد يقوض النظام التجاري المتعدد الأطراف القائم على القواعد.. الصين تعارض ذلك بشدة وتطالب واشنطن بوقف ممارساتها الخاطئة".
ويحمل لي خلفية أكاديمية قوية، حيث تخرج من جامعة بكين المرموقة، كما درس في جامعة هامبورج في ألمانيا وشغل سابقا عدة مناصب رئيسية في وزارة التجارة الصينية، من بينها إدارة المعاهدات، والشؤون القانونية، والتجارة العادلة.
وأكدت الولايات المتحدة أمس /الثلاثاء/ أن ترامب منفتح على إبرام صفقة تجارية مع الصين، لكنها شددت على ضرورة أن "تتخذ بكين الخطوة الأولى"، مشيرة إلى أن "الصين بحاجة إلى أموالنا"، في إشارة إلى الاختلال التجاري المستمر بين البلدين.
يأتي هذا التغيير في القيادة ضمن لحظة حرجة تشهد فيها العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم مزيدا من التوتر، ما يضع مفاوض الصين الجديد أمام اختبار صعب لكسر الجمود وإعادة الحوار بين الجانبين.