أين تذهب الجمرات بعد رمي الحجاج الشيطان.. اعرف السر

في قلب مشعر منى، حيث يؤدي ملايين الحجاج شعيرة رمي الجمرات خلال أيام التشريق، تبرز "منشأة الجمرات" كواحدة من أعظم الإنجازات التنظيمية والهندسية التي تسهم في تسهيل أداء المناسك وضمان سلامة ضيوف الرحمن. فالسؤال الذي يتكرر كل عام: إلى أين تذهب الجمرات بعد رميها؟ الجواب يكشف عن منظومة دقيقة ومدروسة تُدار باحترافية فائقة.
فور سقوط الحصى في أحواض الجمرات، تنزل إلى قنوات سفلية وتتحرك عبر سيور ناقلة إلى محطات تجميع خاصة، حيث يتم فرزها والتخلص من المواد غير المناسبة، ثم تُنقل لاحقاً إلى مواقع مخصصة للتخلص منها، بعيداً عن حركة الحجاج.
وقد بلغت التكلفة الإجمالية لهذا المشروع العملاق أكثر من 4.2 مليار ريال سعودي، وتم تصميمه ليستوعب نحو 300 ألف حاج في الساعة، مع قدرة مستقبلية لاحتضان أكثر من 5 ملايين حاج عند الحاجة. يمتد الجسر بطول 950 متراً وعرض 80 متراً، ويتألف من خمسة طوابق، بارتفاع 12 متراً لكل طابق، مع بنية تحتية مجهزة بممرات وأنفاق تفصل حركة المشاة عن المركبات، وتدعم سهولة تدفق الحشود.
وتم تزويد المنشأة بنظام تبريد متطور يعتمد على تقنية التبريد الصحراوي لضخ رذاذ الماء وتخفيض درجة الحرارة المحيطة بالجمرات، إضافة إلى مهبط طائرات مروحية للحالات الطارئة، و11 مدخلاً و12 مخرجاً في الاتجاهات الأربعة، لضمان توزيع الحركة بكفاءة.
كما شملت التوسعات الأخيرة تنفيذ ساحة جديدة بمساحة 40 ألف متر مربع من الجهة الشمالية، وزيادة طول الساحة إلى 1000 متر، ما ساعد على تحسين تدفق الحجاج في الاتجاه نحو مكة. وتم أيضاً إعادة تنظيم الطرق المجاورة وتوسعة الأنفاق وتعديل المسارات لربط المشروع بالشوارع الحيوية المحيطة.
هذا التطوير المستمر يأتي ضمن جهود القيادة السعودية لحماية الحجاج وضمان راحتهم، من خلال القضاء على مخاطر التزاحم والتدافع وتحسين تدفق الحشود في واحدة من أهم مراحل أداء مناسك الحج.