تهامي كرم يكتب : ”مصر أمانة.. فلنحملها معًا”

في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ وطننا، تقف مصر شامخة رغم كل التحديات، عصيّة على الانكسار، لا بفضل سلاح فقط، بل بعزيمة رجالها، ووعي شعبها، ووحدة صفوفها.
إن حماية مصر لم تعد حكرًا على سواعد الجيش وحده، بل أضحت واجبًا مقدسًا على كل مصري يؤمن بأن الأوطان لا تُصان بالكلمات، بل بالمواقف، ولا تُبنى بالأمنيات، بل بالعمل والتضحية والولاء.
-----------------
دروس من الجوار: لمن لا يعتبر:
أيها الشعب المصري العظيم،
انظروا حولكم وتأملوا مصير من تفرّقوا، وانقسموا، وسقطوا في فخ الفوضى.
ألم تروا ما جرى لإيران حين ضربتها يد الغدر في أعلى هرم قيادتها، واهتزّت أركانها من الداخل والخارج؟ وقبلها سوريا التي كانت درة المشرق، فغدت مسرحًا للدمار والتهجير، تتنازعها قوى الخارج وتئنّ تحت وطأة الانقسام.
وليبيا، أرض الثروات، كيف تحوّلت إلى صراع بين الأشقاء، ينهشها التدخل الأجنبي من كل صوب. والسودان، قلب إفريقيا النابض، الذي مزقته نار الصراع الأهلي، وسالت دماء أبنائه على ترابٍ كان بالأمس يجمعهم!
------------------
التدخلات الخارجية... وجه أمريكا الخفي:
لا يمكن أن نغفل الدور الذي لعبته بعض القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، في تأجيج الأزمات داخل أوطاننا العربية، تارة تحت شعار "الديمقراطية"، وتارة بدعوى "حقوق الإنسان"، بينما الحقيقة الواضحة أن الغرض واحد: تفكيك الجيوش، وتمزيق النسيج الوطني، وبسط الهيمنة على القرار السياسي والموارد.
لكن مصر لم تكن يومًا لقمة سائغة في فم الأعداء.
لقد حاولوا أن ينالوا منها بالفتن، ويضربوا أمنها بالشائعات، ويضغطوا على قراراتها بالإغراءات والتهديد، فكانت مصر دومًا سَدًّا منيعًا، تحكمها الإرادة الوطنية الخالصة، لا تنحني إلا لمصالح شعبها، ولا تتحرك إلا وفق بوصلتها السيادية.
---
كلنا مسئولون:
يا أبناء النيل،
كونوا درع الوطن الداخلي، كما جيشه درعه على الحدود. لا تسمحوا لمروج كذب أن يُفسد عقولكم، ولا لمأجور أن يعبث بأمنكم، ولا لمتخاذل أن يزرع اليأس في قلوبكم.
فالمعركة اليوم ليست على أرض فحسب، بل في الوعي، والإرادة، والولاء.
حين تحترم القانون، وتعمل بإخلاص، وتحمي مؤسسات دولتك، فأنت تحرس وطنك.
حين تزرع في أبنائك حب مصر، وتُعلمهم كيف يفتخرون بها، فأنت تبني جيلًا لا يُهزم.
حين ترفض دعاوى الهدم، وتصدّر صوتك الصادق في وجه الباطل، فأنت سلاحٌ لا يقل قوة عن أي سلاح.
---.........
مصر والقضية الفلسطينية... شرف الموقف وثبات المبادئ
لم تكن مصر يومًا بعيدة عن قلب القضية الفلسطينية، بل كانت دومًا عمودها الفقري، وصوتها الأعلى في المحافل الدولية. لم تتاجر مصر بآلام الأشقاء، بل مدت يد العون، وفتحت معبرها حين أُغلقت كل الأبواب، واحتضنت الجرحى والنازحين، وسعت للسلام حين اشتد أوار الحرب.
مصر تؤمن أن فلسطين ليست قضية شعب فقط، بل قضية كرامة أمة، وأن أمن غزة ليس معزولًا عن أمن سيناء، وأن نصرة المظلوم واجب لا يخضع لحسابات سياسية.
---
مصر تناديكم:
لقد آن الأوان أن ندرك أن مسؤولية حماية الوطن لا تقف عند حدود المعسكر، بل تمتد إلى البيت، والمدرسة، والمصنع، والمزرعة، والميدان.
كلنا جنود في معركة البقاء، وكلنا مطالبون أن نكون الحصن الذي لا يُخترق، والسدّ الذي لا يُكسر.
مصر تنادينا، ومصر تستحق.
فهبّوا أيها الأحرار، وكونوا كما عهدكم التاريخ: أوفياء، شجعان، لا تنكسرون أمام الريح، ولا تنحنون إلا لله.
ولنجعل من وحدتنا سورًا لا يُهد، ومن حبنا لمصر نورًا لا ينطفئ.
---
تحيا مصر... و
يحيا جيش مصر .... ويحيا شعبها العظيم.