كيف يستعد منتخب فلسطين لخوض منافسات كأس الأمم الآسيوية؟

انهارت أحلام المنتخب الفلسطيني وجماهيره في لحظة بعد رحلة تصفيات شاقة استمرت 16 مباراة وظروف قاسية للغاية وسط الحرب.
غادر لاعبو فلسطين أرضية ملعب الملك عبد الله الثاني في العاصمة الأردنية عمان، يوم الخميس الماضي، وهم يبكون، بعد تبخر أحلامهم في التأهل لكأس العالم لكرة القدم لأول مرة بعد احتساب ركلة جزاء مثيرة للجدل في الوقت بدل الضائع، بينما تابعت الجماهير في المدرجات المشهد بصدمة وذهول.
قال عدي الدباغ نجم منتخب فلسطين لوكالة أسوشيتد برس (أ ب) "لقد كانت لحظة صعبة وقاسية للغاية، لأن التأهل للمرحلة التالية من التصفيات كان أمرا مهما للغاية لنا، فالاستعداد كان جيدا وأجواء الفريق إيجابية وهناك مساندة جماهيرية، وبذلن أقصى جهد ممكن، لكن كل شيء ضاع في لحظة".
كان المنتخب الفلسطيني المصنف 101 عالميا بحاجة للفوز في آخر ثلاث مباريات له في المجموعة الثانية للوصول إلى ملحق التصفيات للمنافسة على آخر بطاقتين آسيويتين مؤهلتين لكأس العالم.
فاز منتخب فلسطين على العراق في البصرة شهر مارس الماضي، وتغلب على الكويت في ملعبه يوم 5 يونيو، وبعد 5 أيام تقدم على المنتخب العماني 1 / صفر في الأردن حتى الدقيقة 97.
ووسط وضع مثالي غير مسبوق للمنتخب الفلسطيني نحو التأهل لكأس العالم، احتسب الحكم ركلة جزاء لمنتخب عمان ليتعادل 1 / 1 في اللحظة الأخيرة.
وبعد تجاوز اللاعبين لهذا الكابوس، تقدم الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بشكوى رسمية إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بشأن ركلة الجزاء، ولكن هذه الشكوى لم تغير حقيقة الأمر، وهي أن انتهاء الرحلة الطويلة والشاقة.
قال إيهاب أبو جزر مدرب منتخب فلسطين "حاولنا رسم البسمة على وجوه الشعب الفلسطيني وسط معاناته الكبيرة، اللاعبون أبطال، ونفخر بهم، إنهم رمز لكل ما هو جميل في الأمة الفلسطينية".
اللعب خارج الوطن
انضم المنتخب الفلسطيني لعضوية فيفا في 1998، وربما كان مصيره مختلفا إذا خاض مبارياته في الجولة الثالثة من التصفيات وسط جماهيره في غزة أو الضفة الغربية، لكن الحرب بين إسرائيل وحماس حرمته من هذه الميزة بل خاض الفريق العديد من مبارياته في العاصمة الأردنية القريبة، حيث تتواجد جالية فسطينية كبيرة.
قال الدباغ، الفائز بكأس اسكتلندا مع فريق أبردين في الشهر الماضي "اللعب في فلسطين أسهل، لكن الظروف هناك صعبة للغاية، لذلك اخترنا اللعب في عمان لقربها من فلسطين، كما تتواجد أعداد كبيرة من جماهيرنا هناك".
ولا تقام أي مباريات محلية في فلسطين منذ بدء الحرب عام 2023 التي أسفرت عن قتل مئات اللاعبين وسط استشهاد أكثر من 55 ألف فلسطيني في الصراع، بخلاف تدمير المنشآت الرياضية.
أضاف الدباغ "نشعر بالحزن جميعا لما يحدث، واللاعبون يحاولون التركيز على كرة القدم خلال المباريات، ونعتبر هذه المحنة حافزا لنا لإسعاد الشعب الفلسطيني".
ويرتبط جميع لاعبي منتخب فلسطين الـ 27 باستثناء لاعبين فقط بعقود مع أندية عربية وأوروبية، وتغير الوضع نسبيا عن بداية الصراع عندما لم يتمكن عدد من اللاعبين من مغادرة الضفة الغربية أو غزة للانضمام إلى المنتخبات الوطنية.
وخاض المنتخب الفلسطيني على مدار العام الماضي 2024 أكثر من معسكر تدريبي في الجزائر والسعودية وقطر استعدادا لتصفيات كأس العالم.
وتأهل الفريقان الأول والثاني في كل مجموعة من المجموعات الآسيوية الثلاث في الدور الثالث مباشرة إلى كأس العالم العام المقبل في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك بينما تأهل الفريقان صاحبا المركزين الثالث والرابع في كل مجموعة إلى ملحق التصفيات على مقعدين إضافيين.
كان الفوز على عمان يضمن لمنتخب فلسطين المركز الرابع في مجموعته، ولكن التعادل في اللحظة الأخيرة أدى إلى تراجعه للمركز الخامس بفارق نقطة واحدة خلف عمان.
ماذا بعد؟
ويستعد المنتخب الفلسطيني لتوجيه تركيزه واستعداده للمشاركة في كأس أمم آسيا 2027 بالسعودية، حيث تأهل للنهائيات بالفعل.
وشدد الدباغ على أن منتخب بلاده مستعد لإثبات أنه سيبقى قوة في كرة القدم الآسيوية، وسيواصل كونه سفيرا لملايين البشر.
وقال "سنواصل مسيرتنا واستخدام كرة القدم كرسالة للعالم بأن هناك أشياء أخرى في فلسطين، فالحلم لم ينته بعد بل تأخر فقط".