خالد حنفي من منتدى سانت بطرسبرغ: روسيا شريك استراتيجي للعرب رغم التحديات

أكد الدكتور خالد حنفي، أمين عام اتحاد الغرف العربية، خلال مشاركته في أعمال منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي الثامن والعشرين (SPIEF 2025)، والذي يُعقد في روسيا خلال الفترة من 18 إلى 21 يونيو 2025، بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعدد من قادة دول العالم ووزراء من روسيا والدول الأجنبية والعربية، إلى جانب مشاركة واسعة من المستثمرين ورجال الأعمال، أن روسيا ترسّخ مكانتها كشريك استراتيجي ورئيسي للدول العربية، رغم التحديات العالمية والاضطرابات الجيوسياسية.
وقال حنفي إن المنتدى يشكّل منصة دولية بالغة الأهمية تجمع صُنّاع القرار الاقتصادي والسياسي والخبراء، وذلك في ظل الأزمات التجارية والاقتصادية التي يشهدها العالم، وهو ما يتجلى من خلال النمو الكبير في أعداد المشاركين وتنوع القضايا المطروحة.
وأشار إلى أن المنتدى يعالج التحديات الاقتصادية التي تواجه الأسواق الناشئة وروسيا على وجه الخصوص، ويقدّم حلولًا عملية من خلال تبني مشاريع مبتكرة ونهج جديد للتكيّف مع المتغيرات العالمية.
واستعرض أمين عام اتحاد الغرف العربية تطور العلاقات التجارية بين روسيا والدول العربية، لافتًا إلى أن حجم التبادل التجاري بين روسيا والإمارات ارتفع بنسبة 68% ليصل إلى 9 مليارات دولار في عام 2022، في حين بلغ مع المملكة العربية السعودية 3.7 مليار دولار في 2023، صعودًا من مليار واحد فقط في 2018.
وأوضح أن صادرات روسيا للعالم العربي تشمل النفط المكرر، القمح، الشعير، الأسمدة، المعادن، الأسلحة، والآلات، في حين أن صادرات الدول العربية إلى روسيا لا تزال متواضعة، وتتركز في الصفائح البلاستيكية الخام، علب الألمنيوم، ومركبات البناء.
وفيما يخص الاقتصاد الروسي، أوضح حنفي أنه بدأ في التعافي بعد انكماشه عام 2022، نتيجة العقوبات والحرب في أوكرانيا، حيث حقق نموًا بنسبة 3.6% عام 2024، كما انخفض معدل التضخم إلى 7.9%، وتراجعت البطالة إلى 2.6%. رغم ذلك، انخفضت قيمة الروبل إلى 110 روبلات للدولار، لكن احتياطيات النقد الأجنبي ارتفعت إلى 606.7 مليار دولار، مما دعم الاستقرار المالي.
كما شدد على أهمية صندوق الاستثمار المباشر الروسي (RDIF) كمصدر رئيسي للاستثمارات الخليجية، لا سيما في قطاعات البنية التحتية والتكنولوجيا، مشيرًا إلى إطلاق روسيا برنامجًا تجريبيًا للتمويل الإسلامي عام 2023 بهدف جذب رؤوس الأموال من الشرق الأوسط.
ونوّه حنفي بدور تحالف "أوبك+" بقيادة روسيا والسعودية في استقرار أسواق النفط، مؤكدًا أن الاستثمارات العربية في روسيا تمثل عنصرًا حيويًا في دعم اقتصادها المتضرر من العقوبات، وخاصة في مجالات الطاقة، الزراعة، الخدمات اللوجستية، إلى جانب التكنولوجيا والتمويل.
واختتم بالقول إن انضمام السعودية إلى مجموعة "بريكس" يعكس تعمق التوافق السياسي والاقتصادي مع روسيا، التي باتت شريكًا استراتيجيًا للدول العربية في ظل النظام الاقتصادي العالمي الجديد.