كيف غيرت دائرة ترامب الداخلية موقفها لدعم ضربة محدودة فى إيران لمرة واحدة؟

ألقت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية الضوء على كواليس تغير موقف الدائرة الداخلية للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب من رفض المشاركة فى التصعيد بين إسرائيل وإيران، إلى دعم ضربة محدودة للمنشآت النووية الإيرانية لمرة واحدة.
وكان الرئيس الأمريكي يتعرض لضغوط هائلة من الجمهوريين المناهضين للتدخل، لعدم الانخراط في أي عمل ضد إيران، خوفًا من أن تنجر الولايات المتحدة إلى صراع طويل الأمد لإسقاط القيادة الإيرانية، أو أن الضربات على المنشآت قد لا تحقق نجاحًا كبيرًا.
وحاول بعض المستشارين، داخل البيت الأبيض وخارجه، ثنيه عن التورط فيما وصفوه بأنه صراع بدأته إسرائيل. واقترحوا في البداية أن تواصل الولايات المتحدة مساعدة إسرائيل بدعم من أجهزة الاستخبارات.
لكن في الأيام الأخيرة، ومع تزايد تفكير ترامب في احتمال شنّ ضربات، وإبلاغه مستشاريه بعدم رغبته في حرب مطولة لتغيير النظام، حوّل بعض المستشارين حججهم العلنية إلى اقتراح أن الولايات المتحدة قد تُنفذ غارة جوية سريعة إذا لم تستطع إسرائيل فعل المزيد.
ومنحت هذه الآراء المتغيرة ترامب غطاءً لإصدار أمر بشن غارة جوية استهدفت المنشآت النووية الثلاث في إيران. وصرح مسئول أمريكي يوم السبت بأن الضربات اكتملت، وأن قاذفات بي-2 المستخدمة في الغارة كانت خارج المجال الجوي الإيراني، وأنه لا توجد خطط لشن هجمات أخرى لاحقة.
ومع ذلك، سيُنظر إلى هذه الضربات، لا محالة، على أنها انتصار للمتشددين في الولايات المتحدة الذين سعوا إلى اتخاذ موقف حازم تجاه إيران، ودعم قوي للهجوم الإسرائيلي عليها، وتدخل عسكري أمريكي مباشر في هذا المسعى.
وفي النهاية، اقتصرت الضربات الأمريكية على منشأتي تخصيب اليورانيوم النووي الإيرانيتين في نطنز وفوردو، وهي المنشأة المدفونة في أعماق الأرض والتي تُعتبر الأصعب في إيقاف تشغيلها، وموقع ثالث في أصفهان، حيث يُعتقد أن إيران خزّنت اليورانيوم الذي يُقارب درجة استخدامه في صنع الأسلحة.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت عملية القصف قد ألحقت أضرارًا كافية لعرقلة قدرة إيران على امتلاك سلاح نووي، وما إذا كانت إيران قد نقلت بالفعل اليورانيوم الذي يُستخدم في صنع الأسلحة من مختبر أصفهان كما أشار بعض المسئولين.
وبدا أن ترامب ينظر إلى الغارات الجوية على أنها قابلة للمقارنة بغارته بطائرة بدون طيار لاغتيال الجنرال قاسم سليماني من إيران، وهو أحد إنجازاته التي يفتخر بها في ولايته الأولى والتي ذكرها مرارا وتكرارا في التجمعات الانتخابية، على الرغم من إداناته للعمل العسكري الأمريكى في الشرق الأوسط.