المال لا يحترق.. شركات الكاش تُعوض وتطمئن الملايين

وسط الدخان الذي تصاعد من سنترال رمسيس، لم تكن ألسنة اللهب وحدها تهدد البنية التحتية، بل أيضًا الثقة العامة في الخدمات الرقمية التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياة ملايين المصريين، لكن الأزمة التي وقعت عصر الاثنين سرعان ما تحولت إلى اختبار حي لقدرة شركات التكنولوجيا المالية والاتصالات على الصمود، والاستجابة الفورية، والتواصل بشفافية.
iframeفي مقدمة الشركات التي تحركت بسرعة، جاءت شركة فورى، وقال المهندس أشرف صبرى، رئيس مجلس إدارة الشركة، إن 75% من خدمات فوري تعمل الآن بشكل جيد، فيما يجري العمل على استعادة الخدمات المتبقية خلال الساعات المقبلة.
وأوضح صبري أن 35% من المعاملات اليومية تأثرت بسبب الحريق، إلا أن فرق الدعم الفني بالشركة تعمل على مدار الساعة لضمان عودة التشغيل الكامل بشكل آمن وسريع، قائلًا: «جميع العاملين في فوري يبذلون جهدًا غير عادي حاليًا لإعادة التشغيل الكامل، ونعمل بتنسيق كامل مع الجهات المعنية لتجاوز هذا الظرف الطارئ».
أما شركة إي آند مصر (اتصالات سابقًا)، فأعلنت أن خدمات إي آند كاش وتطبيق “ماي إي آند” يعملان بكفاءة تامة، مؤكدة أن بنيتها التحتية لم تتأثر بالحريق، وأن المستخدمين يمكنهم الاعتماد على خدماتها بشكل طبيعي.
iframeوأكدت ڤودافون مصر أن خدمة «ڤودافون كاش» عادت للعمل بالكامل منذ مساء الاثنين، بينما لم يتأثر تطبيق «أنا ڤودافون» على الإطلاق، كما أشارت إلى تقديم تعويض لجميع العملاء المتأثرين، سيتم الإعلان عن تفاصيله قريبًا.
وفي سياق متصل، خرج إبراهيم سرحان، رئيس مجلس إدارة شركة «إي فاينانس»، بتصريحات مطمئنة، أكد فيها أن جميع خدمات الشركة تعمل بكامل كفاءتها التشغيلية ولم تتأثر بالحريق، موضحًا أن أي صعوبات تواجه بعض المستخدمين في الوصول إلى الخدمات تعود إلى اضطرابات مؤقتة في شبكات الإنترنت الخاصة بشركات الاتصالات، وليس إلى خلل في منصات «إي فاينانس» ذاتها.
iframeوأشار سرحان إلى أن الشركة تتابع لحظيًا أداء الشبكات الرقمية بالتعاون مع كافة الجهات الحكومية والقطاعات، مضيفًا: «نُهيب بالمستخدمين أنه في حال واجهوا صعوبة في الوصول إلى أي من خدماتنا، يُرجى تجربة شريحة اتصال من شركة أخرى مؤقتًا، لحين عودة الاستقرار الكامل لشبكات الإنترنت المحلية».
وأكد أن الشبكة المالية الرقمية للحكومة المصرية تعمل بكفاءة عالية، وكذلك الخدمات المقدمة للقطاعات الحيوية مثل الزراعة والسياحة والنقل والبترول وبرامج الدعم النقدي «تكافل وكرامة»، مشيرًا إلى أن الشركة بالتعاون مع وزارة الاتصالات وشركات التحصيل والبنوك تعمل على إعادة تشغيل خدمات الدفع والتحصيل الإلكتروني بأقصى سرعة.
iframeوفي ختام تصريحه، ثمّن سرحان جهود الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، قائلًا: «نُثمّن الجهود الكبيرة والاستثنائية التي تبذلها الوزارة لضمان استقرار واستمرارية الخدمات الرقمية في مصر، ونؤكد أننا في إي فاينانس على أتم الاستعداد للعمل جنبًا إلى جنب مع الوزارة حتى عبور هذا الظرف العارض بأمان كامل».
هكذا، ومن قلب الأزمة، يظهر وجه جديد لقطاع التكنولوجيا المالية في مصر: وجه يعتمد على الشفافية، وسرعة الاستجابة، والتعهد بحقوق المستخدم، تجربة سنترال رمسيس قد تكون قاسية، لكنها ربما تصبح نقطة تحول نحو بنية تحتية أكثر مرونة، وثقافة مؤسسية أكثر نضجًا.