تهامي كرم يكتب:”التعليم… المعركة التي تربح بها الأوطان”

الاوطان لا تنهض بالشعارات ولا بالصراعات، بل بالعقول التي تُصنع في هدوء الفصول، وبالضمائر التي تُغرس في صدور الطلاب على أيدي معلمين مخلصين يدركون أن رسالتهم أمانة، وأن التعليم هو السلاح الأقدر على مواجهة الجهل والتخلف.
أبناء مصر يستحقون تعليمًا أفضل، لذا كرست جهدي مع كل المخلصين لخدمة الوطن في مجال التعليم، مؤمنًا بأن بناء الإنسان هو البداية الحقيقية لأي نهضة، وأن المدرسة هي المصنع الأول الذي يخرج للمجتمع مواطنًا صالحًا وواعيًا.
دروس من تجارب الأمم الناهضة:
التاريخ مليء بالشواهد لمن أراد العبرة:
اليابان، التي نهضت من تحت أنقاض الحرب العالمية الثانية، حين قال إمبراطورها: "أعيدوا بناء الإنسان قبل أن تعيدوا بناء المصانع". فجعلوا المعلم في منزلة القائد، فنهضوا بأسرع مما يتخيل العالم.
فنلندا، التي كانت تعاني تدني مستوى التعليم، فقررت أن تجعل المعلم هو حجر الأساس، وأن تمنحه الثقة الكاملة، فتحولت إلى الدولة الأولى عالميًا في جودة التعليم.
كوريا الجنوبية، التي وضعت شعارًا بسيطًا لكنه عظيم: "من لا يتعلم لا ينهض". فأنفقت على التعليم بسخاء، واليوم صارت قوة اقتصادية وتقنية يحترمها الجميع.
هذه التجارب تقول لنا بوضوح: من أراد المجد فعليه أن يبدأ من المدرسة، ومن أراد القوة فليزرعها في عقول أبنائه.
المعلم… بطل المعركة الحقيقي:
المعلم ليس مجرد موظف يؤدي واجبًا، بل هو بطل حقيقي في معركة بناء الوطن. هو الذي يغرس في طلابه القيم والانتماء، ويصنع مواطنًا يعرف حق وطنه وواجباته نحوه. تكريم المعلم والاهتمام به ليس ترفًا، بل هو استثمار وطني من الدرجة الأولى، لأن الأمم لا تتقدم بأموالها بقدر ما تتقدم بعقول أبنائها.
---
مدير المدرسة… قائد لا إداري:
ومدير المدرسة ليس مجرد موظف ينظم الجداول ويوقع الأوراق، بل هو قائد تربوي يصنع بيئة تعليمية سليمة، ويفتح الباب للأفكار المبدعة، ويقود المعلمين بروح الفريق الواحد، ويزرع في نفوسهم حب المهنة ورغبة الإصلاح. المدرسة الناجحة تبدأ من مدير قائد ومعلم مخلص وطالب طموح.
---
رسالة وطنية صادقة:
أنا أكتب هذه السطور من قلب مخلص لبلده، لا أبحث عن مجد شخصي ولا منصب، بل أضع خبرتي كمدير مدرسة في خدمة مصر وأبنائها. لم تكن كتاباتي يومًا إلا دعمًا صادقًا للوطن، ونصيحة مخلصة من رجل تعليم يعرف قيمة الكلمة وأثرها.
وأجدد هنا تأييدي الكامل للدولة المصرية وقيادتها الوطنية الرشيدة وعلى رأسها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولجيشها العظيم وشرطتها الباسلة ولكل يد تبني وتعمر. وهذا التأييد ليس تكبيلًا للرأي ولا مجاملة صامتة، بل هو دعم واعٍ ومساندة مخلصة، وحث دائم على تقديم الأفضل، لأن مصر تستحق أن تكون في مقدمة الأمم.
تحية لمصر العظيمة التي نحبها ونعمل من أجلها كلٌّ في موقعه، ودعاء صادق أن يحفظها الله آمنة مستقرة، وأن يجعل مستقبلها مشرقًا بأبنا
ئها المتعلمين المخلصين.