رحلات مراقبة بريطانية فوق غزة تثير تساؤلات عن تقديم مساعدة للجيش الإسرائيلى

قالت صحيفة "جارديان" إن بريطانيا تواصل تسيير رحلات مراقبة شبه يومية فوق قطاع غزة بمساعدة شركة أمريكية، فى وقت تتزايد فيه التساؤلات حول كيفية استخدام المعلومات الاستخباراتية التى يتم جمعها، ومشاركتها مع الجيش الإسرائيلى.
وأشارت الصحيفة إلى أن خبراء تتبع الرحلات الجوية يقدرون أن طائرات "شادو" التابعة لسلاح الجو الملكى البريطانى قد نفذت أكثر من 600 رحلة فوق قطاع غزة، انطلاقًا من قاعدة أكروتيرى الجوية فى قبرص، فى محاولة لتحديد مكان الرهائن المتبقين لدى حماس منذ ديسمبر 2023.
وأفاد هؤلاء الخبراء أن رحلات التجسس بدأت فى عهد المحافظين، لكنها استمرت فى عهد حزب العمال، مع نشر تفاصيل قليلة علنًا، بمعدل رحلتين يوميًا تقريبًا فى البداية، ثم انخفضت إلى رحلة واحدة يوميًا مؤخرًا.
وتم نقل مهام المراقبة إلى شركة سييرا نيفادا الأمريكية فى أواخر يوليو الماضى لخفض التكاليف، وأشارت مصادر فى سلاح الجو الملكى البريطانى إلى أنها تستمر معظم الأيام باستخدام طائرة مماثلة. لكن فى غضون أيام، حدث خطأ عندما تم الكشف عن تحليق طائرة التجسس الجديدة فوق خان يونس فى 28 يوليو.
حتى ذلك الوقت، تم إطفاء أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بطائرات التجسس فى منتصف رحلتها من أكروتيرى باتجاه غزة فوق شرق البحر الأبيض المتوسط. لكن هذا الخطأ يعنى أنه "يمكن تأكيد رحلات سلاح الجو الملكى البريطانى (المتعاقد عليها الآن) فوق غزة، وليس فقط بالقرب منها"، وفقًا لمتتبع الرحلات الجوية والمحلل ستيفان واتكينز.
وأضاف واتكينز أن تشديد الإجراءات الأمنية لاحقًا جعل تتبع الرحلات أكثر تعقيدًا، على الرغم من أن طائرة التجسس شغلت وأوقفت أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بها فى 3 و4 و6 أغسطس قبل مغادرة أكروتيرى.
وأوضحت جارديان أن طائرات RAF Shadows تستخدم للمراقبة البصرية ليلًا أو نهارًا، وغالبًا ما تكون لدعم عمليات القوات الجوية الخاصة. وقال مصدر دفاعى إنه تم "تدريبهم على مبانٍ فردية" فى غزة فى محاولة لتحديد ما إذا كانت هناك أى علامات على الحياة لدى الرهائن العشرين الذين يُعتقد أنهم ما زالوا على قيد الحياة.
وعلق جيريمى كوربين، الزعيم العمالى السابق، والذى يؤسس حزبًا يساريًا جديدًا، إن "استمرار التعاون العسكرى البريطانى مع إسرائيل أمر لا يمكن تبريره بتاتًا فى ظل بث الإبادة الجماعية مباشرةً حول العالم". وأضاف: "ما زلنا نجهل سبب استمرار هذه الرحلات الجوية وما هى المعلومات الاستخباراتية المقدمة".
بينما قالت هيلين ماجواير، المتحدثة باسم حزب الديمقراطيين الليبراليين فى شؤون الدفاع، إنه فى حين تدعم أنها جهود بريطانيا لتحديد مكان الرهائن المتبقين، "يجب على الحكومة توضيح الخطوات التى اتخذتها لضمان عدم قدرة إسرائيل على استخدام المعلومات الاستخباراتية البريطانية فى عملياتها العسكرية فى غزة".
وتقول الحكومة البريطانية إنها تتخذ خطوات حذرة للتحكم فيما تتشاركه مع إسرائيل. وعند سؤاله تحديدًا عن رحلات المراقبة الجوية الشهر الماضى، قال وزير الخارجية البريطانى ديفيد لامى: "سيكون من الخطأ تمامًا أن تساعد الحكومة البريطانية فى ملاحقة هذه الحرب فى غزة. نحن لا نفعل ذلك. ولن أفعله أبدًا".