حسام زكى: الجامعة العربية تؤيد بقاء السلاح بيد الدولة اللبنانية فقط

قال السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، إن العامل الحاسم في المشهد الراهن هو صمود الشعب الفلسطيني، مشددًا على أن صمود الفلسطينيين يمثل "العنصر الأول والأهم" في المشهد الذي نراه اليوم، ولا بد من الاعتراف بذلك.
وأوضح زكي، خلال حوار خاص مع الإعلامية هدير أبو زيد، ببرنامج "كل الأبعاد"، على قناة "إكسترا نيوز"، أن الجامعة العربية تتحرك سياسيًا ودبلوماسيًا، فيما تبذل مصر وقطر جهودًا بارزة في ملف وقف إطلاق النار، في حين تقوم السعودية والأردن ودول أخرى باتصالات على صعيد الحل السياسي وقضية الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مضيفًا أن هناك تنسيقًا عربيًا قائمًا وجيدًا، لكنه أقرّ بأن هناك دائمًا مجالًا لتعزيزه.
وبيّن أن الجامعة تضم 22 دولة، ليس جميعها على الموجة ذاتها، غير أن نحو ست دول عربية تبدي اهتمامًا خاصًا بالملف، وتمتلك علاقات واتصالات قوية تسهم في دفع الجهود، بينما تُبلّغ بقية الدول بتطورات الموقف بشكل دوري.
وأشار زكي إلى أن اللجنة العربية الإسلامية تضم إلى جانب الدول العربية عددًا من الدول الإسلامية الأخرى مثل تركيا ونيجيريا وإندونيسيا، بما يضمن تحركًا عربيًا إسلاميًا منسقًا، مؤكدًا أن هناك مستوى "لا بأس به" من التنسيق في هذا الإطار.
وقال حسام زكي، إنه زار لبنان قبل أسبوع، مؤكدًا أن الموقف الذي عبّرت عنه الجامعة هو موقف منصوص عليه بوضوح في قرارات القمم العربية، ولا سيما القمة الأخيرة في بغداد، وهو موقف جامع يقضي بحصر السلاح في يد الدولة اللبنانية، دون تحفظ أو لبس.
وأضاف زكي، أن استمرار الوضع الراهن في لبنان، بلد تتعدد فيه الطوائف إلى نحو 18 طائفة، غير مقبول، مشيرًا إلى أن وجود حزب يمتلك سلاحًا يفوق بمراحل ما يمكن أن يكون موجودًا يخلّ بالتوازن الداخلي.
وأوضح أن اتفاق الطائف الذي أعقب الحرب الأهلية سمح لـ"حزب الله" بالاحتفاظ بسلاحه، لكونه مارس أعمال المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان، إلا أن إسرائيل انسحبت عام 2000، ومع ذلك استمر السلاح، ليتحوّل منذ عامي 2005 و2007 إلى الداخل اللبناني.
واعتبر أن هذا التطور مثير للقلق، إذ باتت طائفة واحدة تفرض إرادتها وسطوتها مستندة إلى ارتباط خارجي معروف للجميع، وهو وضع "لا يستقيم" في بلد مثل لبنان، مشيدًا بموقف الحكومة اللبنانية الحالية، التي وصفها بأنها اتخذت "وقفة قوية"، مؤكدًا أن الجامعة العربية أرادت دعم هذه الخطوة.