وزير الثقافة يتفقد ”مبنى فيني” التراثي بالإسكندرية تمهيدًا لافتتاحه كمركز للعروض المتحفية

تفعيلًا لبروتوكول التعاون الموقع بين وزارة الثقافة، والبنك الأهلي المصري، لتشغيل واستغلال مبنى السلطان حسين التراثي المملوك للبنك –والمعروف بـ"مبنى فيني"–، تفقد الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، أروقة المبنى التاريخي الكائن بمدينة الإسكندرية، للوقوف على حالته من حيث الانتهاء من أعمال التجهيزات الفنية والإدارية اللازمة لاستضافة الأنشطة الثقافية والفنية، وذلك تمهيدًا لافتتاحه -خلال خمسة أشهر- كمركز للعروض المتحفية والفنية يتبع قطاع الفنون التشكيلية، برئاسة الدكتور وليد قانوش، وذلك بحضور د. علي سعيد، مدير عام مراكز الفنون بقطاع الفنون التشكيلية،و من البنك الأهلي: مهندس مصطفى فاروق، مدير إدارة الصيانة بالإسكندرية،مهندس إيمان نبيل، إدارة متابعة التنفيذ، عمرو أبو المجد، مدير الفرع.
وخلال جولته بالمبنى، أكد وزير الثقافة أن هذا المشروع يُمثل إضافة نوعية للخريطة الثقافية المصرية، مشيرًا إلى أن تحويل مبنى فيني إلى مركز للأنشطة المتحفية والفنية يعد خطوة مهمة للحفاظ على التراث المعماري وإعادة توظيفه بما يخدم أهداف التنمية الثقافية الشاملة، وأوضح أن المبنى، بما يحمله من قيمة تاريخية وطابع معماري فريد، سيصبح منصة جاذبة للأنشطة الثقافية والإبداعية التي تعكس تنوع الهوية المصرية و ثرائها الحضاري.
وأشار وزير الثقافة إلى أن الوزارة حريصة على تعظيم الاستفادة من المباني التراثية عبر شراكات مثمرة مع مؤسسات الدولة والقطاع المصرفي، مؤكدًا أن التعاون مع البنك الأهلي المصري في هذا المشروع يجسد نموذجًا رائدًا للتكامل بين المؤسسات الثقافية والمالية في خدمة المجتمع.
كما شدد على أن الوزارة ستواصل دعم الشراكات التي تفتح آفاقًا جديدة للإبداع وتخدم أهداف الدولة التنويرية، لافتًا إلى أن المبنى بعد افتتاحه سيشكل مساحة تفاعلية تحتضن المعارض والفعاليات التي تسهم في بناء الوعي الفني والجمالي لدى الأجيال الجديدة.
وتابع وزير الثقافة جولته داخل أروقة المبنى متفقدًا قاعاته الداخلية وواجهاته المعمارية، مؤكدًا أن الشغف الكبير الذي يحمله المكان وتاريخه يجعله مؤهلًا ليكون حاضنة متميزة للأنشطة الفنية والثقافية، وأن افتتاحه سيضيف بعدًا جديدًا للمشهد الثقافي السكندري والمصري على حد سواء.
كما استمع وزير الثقافة إلى عرض مبسط من الدكتور علي سعيد، مدير عام مراكز الفنون، الذي استعرض خلاله ملامح الخطة المقترحة لتحويل مبنى فيني التراثي إلى مركز للفنون بنظام العروض الممتدة، وكذلك في الرؤية تقوم على إعداد المبنى ليضم عرضًا تاريخيًا دائمًا يوثق نشأته وقيمة صاحبه، إلى جانب عرض فني طويل الأمد لمدة عام كامل، يضم مختارات من مقتنيات متاحف وزارة الثقافة، وذلك بهدف تقديم صورة شاملة عن الإسكندرية كمدينة متعددة الثقافات.
وتطرّق العرض كذلك إلى مكونات المشروع، ومنها الشق التاريخي الذي يبرز تطور الإسكندرية عبر صور ووثائق نادرة، والشق الفني الذي يجمع أعمالًا لفناني الجاليات الإيطالية واليونانية والفرنسية ممن عاشوا في المدينة، إلى جانب رواد الحركة التشكيلية المصرية الأوائل، كما يتضمن المشروع قاعة للمعارض المتغيرة تستضيف أعمالًا لفنانين معاصرين، إلى جانب عرض صفحات أصلية من صحف ودوريات تاريخية وصور فوتوغرافية نادرة.
واستعرض الدكتوروليد قانوش رئيس قطاع الفنون التشكيلية الخطة الزمنية للمشروع التي تمتد على مدى عدة أشهر، تبدأ بالتنسيق مع المتاحف الفنية واستعارة الأعمال، مرورًا بتجهيز القاعات والنصوص التعريفية واستلام الأعمال، وصولًا إلى المراجعة الكاملة والترويج الإعلامي والتدريب على الاستقبال، لتنتهي بالافتتاح الرسمي للمركز وإطلاق برنامج مصاحب للمعارض والورش التفاعلية.
وأوضح أن الأثر المتوقع من المشروع يتمثل في الجمع بين المبنى التاريخي كجزء من هوية المدينة وبين أهم رموز الفن التشكيلي المصري، وإتاحة أعمال فنية نادرة للجمهور السكندري لأول مرة، بما يعزز مكانة الإسكندرية كمركز للفنون والسياحة الثقافية، ويعيد إحياء دورها في عصرها الذهبي ضمن النهضة الثقافية للجمهورية الجديدة.
وتجدر الإشارة الى أن المبنى هو أحد الأبنية التراثية المعمارية بالإسكندرية تم بناؤه عام 1907 على يد المهندس المعماري الشهير "جان ساين" وترجع ملكيته الى السيد "أوزوالد فيني" الملحق التجاري البريطاني بمصر وإفريقيا والذي كان يدير بورصة القطن بالإسكندرية آنذاك، وهو من أهم المباني المملوكة للبنك الأهلي المصري والتي تحمل طابعا أثريًا، والتي حرص البنك على تطويرها اعتمادًا على أحدث الأساليب العلمية المعتمدة عالميًا في الحفاظ على الطابع المميز للمباني الأثرية.