رسالة توكاييف: كازاخستان تدخل عصر الذكاء الاصطناعي بثقة ورؤية استراتيجية

وجّه رئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توكاييف رسالة إلى الشعب حملت عنوان: "كازاخستان في عصر الذكاء الاصطناعي: المهام الحالية وحلولها من خلال التحول الرقمي".
وأكد توكاييف أن العالم يشهد ثورة غير مسبوقة بفعل التطور السريع في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية، وأن كازاخستان لن تكون بمعزل عن هذا التحول، بل ستسعى إلى أن تكون في مقدمة الدول المستفيدة من هذه الثورة التكنولوجية.
شدد الرئيس الكازاخي على أن بناء اقتصاد رقمي متكامل يعتمد على تطوير البنية التحتية الرقمية، وتوسيع شبكات الاتصالات الحديثة، إضافة إلى الاستثمار في رأس المال البشري من خلال برامج تدريب وتأهيل الكوادر الشابة في مجالات الذكاء الاصطناعي، وعلوم البيانات، والأمن السيبراني.
وأوضح أن الحكومة الكازاخية بصدد إطلاق عدد من المبادرات الوطنية لدعم ريادة الأعمال التكنولوجية، وتشجيع الشركات الناشئة في قطاع التكنولوجيا، بما يسهم في رفع كفاءة الاقتصاد الوطني، وتعزيز القدرة التنافسية للدولة على المستوى العالمي.
قال توكاييف إن التحول الرقمي ليس مجرد خيار، بل ضرورة استراتيجية لضمان التنمية المستدامة. وأشار إلى أن الرقمنة ستسهم في تحسين الخدمات الحكومية، وتحقيق الشفافية، وتقليل الفساد الإداري، فضلًا عن تحسين جودة التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية.
كما دعا إلى تسريع عملية الانتقال نحو الحكومة الإلكترونية، وتوسيع استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الضخمة، واتخاذ القرارات المبنية على المعرفة، الأمر الذي يضع كازاخستان على طريق بناء "مجتمع ذكي" يقوم على الابتكار والمعرفة.
لفت الرئيس الكازاخي الانتباه إلى أن الثورة الرقمية تفرض تحديات جديدة على الأمن القومي، حيث لم يعد التهديد التقليدي هو الوحيد، بل أصبحت الهجمات السيبرانية وتزييف البيانات من أخطر التحديات.
وأكد أن بلاده تعمل على تعزيز الأمن السيبراني، من خلال تطوير منظومات متقدمة، وتدريب كوادر متخصصة، وبناء شراكات مع كبرى شركات التكنولوجيا العالمية، لضمان حماية بيانات المواطنين والمؤسسات الحيوية.
أوضح توكاييف أن نجاح التحول الرقمي في كازاخستان لا يمكن أن ينعزل عن محيطه الإقليمي، داعيًا إلى تعزيز التعاون بين دول آسيا الوسطى في مجالات الرقمنة، والذكاء الاصطناعي، وتبادل الخبرات.
اختتم الرئيس توكاييف رسالته بالتأكيد على أن "عصر الذكاء الاصطناعي" لا يمثل تهديدًا بقدر ما يحمل فرصًا هائلة للتنمية والتطور. ودعا شعب كازاخستان إلى التحلي بالثقة والقدرة على التكيف مع هذا العصر، معتبرًا أن الإنسان يظل في قلب أي تحول تكنولوجي، وأن الغاية النهائية من الرقمنة هي خدمة المواطنين وتحسين جودة حياتهم.
كما شدّد على أن حكومته ستظل ملتزمة بتعزيز العدالة الاجتماعية، وضمان تكافؤ الفرص، وعدم ترك أي فئة خارج مسيرة التطور الرقمي.