بوابة الدولة
الأحد 21 سبتمبر 2025 06:32 مـ 28 ربيع أول 1447 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية
أبرزها إيقاف ثنائي الزمالك، عقوبات الجولة السابعة من الدوري الممتاز وزير الرى يكرم مدير هندسة ري النقرة تقديرًا لجهوده المتميزة الدوري الإسباني، مايوركا يتعادل سلبيا مع أتلتيكو مدريد في الشوط الأول رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية يبحث مع سفيرة أوروجواي بالقاهرة تعزيز التعاون كريستوفر نولان: انتخابي رئيسا لنقابة المخرجين الأمريكية من أعظم التكريمات بمسيرتى هيئة الدواء تختتم مشاركتها في المنتدى الدولي لمنظمي المستلزمات الطبية باليابان وزير الصناعة والنقل يترأس اجتماع الجمعية العامة للشركة القابضة لمشروعات الطرق والكباري والنقل االبرى حالة الطقس في محافظة الفيوم غدا الإثنين 22-9- محافظة الفيوم غدا الإثنين 22-9-2025 مجلس الشيوخ يدعو الصحفيين لتغطية تسليم بطاقات الأعضاء الجدد الداخلية تكشف ملابسات فيديو ”المطاردة والملثم” بالإسكندرية امين صندوق البارالمبية: إقامة بطولة العالم بالعاصمة الإدارية يعكس مكانة مصر كوجهة رئيسية للأحداث الرياضية مسلسل وتر حساس الحلقة الأولى، رشيد يعود من السفر لتنفيذ خطة انتقامية

سامح الصريطي يروي قصته مع صديق العمر عبدالوهاب مطاوع

الفنان سامح الصريطي
الفنان سامح الصريطي

أسعد لحظات حياتي معه عندما كنت أراه يضحك.. فهو كان مهموما دائما بمشاكل الناس

غنيت في حفل زفافه على سطوح منزله بمدينة دسوق
كنا نخرج ونتمشى ونفطر على عربة فول ونجلس على مقهى بلدي لا يعرفنا فيها أحد
أدعو لإعادة نشر تراثه في بريد الجمعة.. وكل من قرأ حرفا للأستاذ لايمكن أن ينساه أبدا
كان يذوب في حكايات بريد الجمعة.. وفقدت طعم الصحافة برحيله

في السادس من أغسطس عام 2004، رحل عن عالمنا الكاتب الكبير الأستاذ عبدالوهاب مطاوع، بعد رحلة حافلة بالإبداع في بلاط صاحبة الجلالة، كان خلالها صاحب عالم خاص مليء بالتفاصيل الإنسانية التي ربما لم يكتشفها القارئ العابر للسطور، في حين كان هذا العالم أشبه بكتاب مفتوح لصديق العمر الذي لم يفارق صاحب "بريد الجمعة" يوما واحدا، إنه الفنان الكبير سامح الصريطي، والذي كانت علاقته بالأستاذ عبدالوهاب نموذجا فريدا للصداقة الحقيقية النابعة من الوجدان.. كانت شوارع القاهرة ومقاهي البسطاء الملتقى المفضل للصديقين، حيث كانت "نزهة الليل" أشبه باستراحة محارب من متاعب الحياة.. في السطور القادمة يتحدث "الصريطي" عن هذه الرحلة التي وصلت للمحطة الأخيرة منذ 21 عاماً.

كيف بدأت صداقتك بالكاتب الراحل عبدالوهاب مطاوع؟
الحقيقة أنني لا أعرف بالضبط كيف بدأت علاقتي بالكاتب الكبير الراحل عبدالوهاب مطاوع، يبدو الأمر لي وكأنني ولدت وأنا أعرفه، وكل الذي أتذكره أننا أننا كنا نجلس على مقهى في باب اللوق، مع مجموعة من الكبار، وهو كان يقول لي "أنا كنت أصغرهم.. لكن الآن أنت أصغرنا"، كانت هذه المجموعة تضم كلا من عباس الأسواني وعم رخا ومجموعة أخرى من أصحاب الأقلام، كنا نجلس ونتكلم ونتناقش معاً، وفي مرة وأنا كنت أمين اللجنة الفنية العليا في الجامعة وهو كان سكرتير عام نقابة الصحفيين فطلب مني أن نقيم حفلة في نقابة الصحفيين، وأحضرت الفرق كلها، وعملنا عرض منوعات قويا جدا في النقابة وحضره عدد كبير من النجوم الكبار والمخرجين، وهو كان في منتهى السعادة وقتها، وبعدها ساد التعاون والود بيننا.

كيف كانت طبيعة هذه الصداقة خاصة أن هناك فارقا زمنيا يتجاوز 10 سنوات بينك وبينه؟
كانت صداقة فكرية بالدرجة الأولى، ويمكن أن أسميها "صداقة صعلكة"، يوميا بعدما ينتهي من عمله في الأهرام كنا نلتقي ونتجول في الأحياء الشعبية، ونجلس على مقهى بلدي، وكنا أحيانا نقف ونأكل على عربة فول في الشارع، وهو كان يعشق هذا الجو جدا، وأسعد لحظات حياتي معه عندما كنت أراه يضحك، لأنه كان مهموما دائما بمشكلات الناس، ودائما يفكر وأشعر أنه "تعبان" باستمرار، ولذلك كنت أشعر بالسعادة عندما كان يخرج من هذه الحالة، أيضا كنا نحكي لبعضنا البعض الكثير من التفاصيل والأسرار اليومية، فكان سري عنده وسره عندي.

نعرف أنك أحييت ليلة زفافه بالغناء.. ما كواليس هذه الليلة؟
جمعنا مجموعة من الأصدقاء والمحبين بمنتهى الجمال والتقاليد والأصول القديمة البعيدة عن زيف العصر، وذهبنا إلى بلدته لنشاركه حفل زفافه، حيث أحضرنا فريق الجامعة، وأحيينا ليلة بالغناء في بلدته دسوق بمحافظة كفر الشيخ، وكان الفرح فوق السطوح، وكان أجمل ما فيه صدق المشاعر وفرحة الأصدقاء، وهو ظل يحمل هذه القصة في ذاكرته ولم ينس أبدا أننا ذهبنا إليه في هذه الليلة وشاركناه فرحته.

كان الأستاذ عبدالوهاب صاحب مدرسة خاصة في الحياة.. ما أهم القيم التي وجدتها في شخصيته وتأثرت بها؟
الأستاذ عبدالوهاب لا أعتقد أنه كانت لديه هموم خاصة، وإنما كانت همومه عامة، فكنت أشعر أنه منغمس دائما في عمله، كان جادا، كما كان أمينا جدا، وكان يعرق ويتعب ويبذل مجهودا كبيرا أكبر من أي عائد مادي يحصل عليه، وإنما كان يجد العائد عندما يحل مشكلة ما أو يصنع السعادة لأي شخص يواجه متاعب الحياة، بالإضافة إلى أن أهم سمة فيه أنه كان بسيطا جدا ومتواضعا وأستاذا في نفس الوقت وكان"مدرسة" بمعنى الكلمة، وكانت الصفة الوحيدة التي أرفضها فيه وكانت تحدث مشادة بيننا بسببها أنه كان يدخن بشراهة بسبب كثرة الهموم، فكان لا يترك السيجارة، وكان يقول لي: "حتى المتعة الوحيدة بالنسبة لي تريد أن تحرمني منها"، وللأسف كان التدخين من أهم الأسباب التي تسببت بوفاته.

باب "بريد الجمعة" كان نقطة مضيئة منحت الأمل لأصحاب آلاف الرسائل منذ عام 1982 وحتى يوم وفاته.. كيف كنت تتابع هذا الباب الأسبوعي؟ وهل كنت تناقش الأستاذ في بعض ردوده؟
مصر كلها كانت تقرأ باب بريد الجمعة، وكان عدد الأهرام ينفد بسبب هذه الصفحة، وكنا نتأثر به جدا، وكانت حكاياته كلها تستحق أن نقف عندها ونناقش تفاصيلها، لكن الحقيقة أنني كنت أفضل ألا نتكلم في مشاكل بريد الجمعة عندما كنا نلتقي فكنا نقوم بخلع ثوب العمل حتى يخرج مما هو فيه لأنه كان ينغمس ويذوب كلية في المشاكل التي يعيشها، وكم كبير من المشاكل كان يتم حلها بعيدا عن الكتابة.

المتعارف عليه بين زملاء الأستاذ عبدالوهاب والمقربين منه أنه كان صاحب شخصية حازمة في العمل.. من خلال صداقتك به كيف وجدت هذه الشخصية في الحياة العادية؟
الأستاذ عبدالوهاب إذا كان يبدو قاسيا للبعض فإن ذلك ينطبق عليه قول الإمام علي بن أبي طالب: "فقسا ليزدجروا، ومن يكُ حازما فليقسُ أحيانا على من يرحم"، فلو انفعل على أي شخص كان ينفعل بشيء من الحنان خوفا على مصلحته، ولكن في العمل كانت ابتسامته عزيزة لأنه كان يغرق في العمل، وبالتالي لم يكن قاسيا في العمل وإنما كان جادا جدا، فكان يضع كل تركيزه وحواسه وأعصابه في خدمة العمل، لكنه كان حنونا للغاية مع القراء الذين يزورونه ويستوعب مشكلاتهم وهو صامت وذائب فيها حتى يخرج بالحكمة التي كنا ننتظرها مقروءة في بريد الجمعة، والكثيرون لايعرفون أن الأستاذ عبدالوهاب كان يحب أن يضحك وأن يعيش حياة بسيطة عادية جدا وتلقائية.

وبالمناسبة مجلة الشباب لها محبة خاصة في داخلي والأستاذ عبدالوهاب مطاوع هو الذي صنع هذه المجلة في ثوبها العصري والشبابي وخلق منها كوادر صحفية راقية، وكان يتعامل مع الناس بجدية شديدة، وطلب مني أن أكتب بالمجلة فقلت له أنا "باتعذب علشان أكتب" لأن موهبتي في التمثيل أكثر، ولذلك لم أكتب، وحاول وأصر أكثر من مرة ولكن دون جدوى، مع أنه خلال هذه الفترة شجع الكثيرين على الكتابة، أيضا كان الأستاذ عبدالوهاب يهوى المشي، وعندما كان ينتهي من عمله قرب الفجر كنا نخرج ونتمشى وأحيانا نفطر على عربة فول ونجلس على مقهى بلدي لا يعرفنا فيها أحد، وكان يعشق هذه الأماكن أفضل من الأماكن الفاخرة لأنه كان يشعر أن وجوده في هذا الأماكن البسيطة يعني بالنسبة له أنه يعيش مع ناس حقيقيين بدون ماكياج.

كيف تلقيت نبأ وفاته يوم 6 أغسطس 2004؟ وما هي الأشياء التي افتقدتها برحيله؟
بالتأكيد أنا تلقيت نبأ وفاته ببالغ الحزن والأسى، كان هذا النبأ صادما لي، صدمة فقدان أخ وصديق وقيمة وجزء مني، وأنا كنت في مارينا ووصلني خبر وفاته، ولا أتذكر إلا أنني أخذت سيارتي وسافرت سريعا إلى مدينة دسوق، وحضرت العزاء وكان يوما قاسيا جدا، لكني شعرت بأن هموم الأستاذ عبدالوهاب أكلت من عمره، وأنه كان متفانيا جدا في خدمة غيره، ولذلك سيجعل الله كل ذلك في ميزان حسناته.

التراث الكبير الذي تركه الأستاذ عبدالوهاب في بريد الجمعة.. كيف يمكننا الاستفادة به مرة أخرى خاصة بالنسبة للأجيال الجديدة التي تحتاج لنصائح ثرية بالخبرة؟
بالطبع التراث الكبير الذي تركه الأستاذ عبدالوهاب مطاوع في بريد الجمعة يمكن الاستفادة منه بكل الطرق الممكنة، مثل أن يعاد نشره مرة أخرى، وأن تعود القيمة التي يضمها هذا التراث إلى النور مرة أخرى، لكن الحقيقة هي أيضا ترك تراثا من البشر، بمعنى أنه ترك مواقف وتجارب وأشخاص وصحفيين وكتابا استفادوا من حكمته وأقواله المأثورة.

عبدالوهاب مطاوع قال في رده على إحدى الرسائل "الأعزاء لا يموتون حين يواريهم الثرى، وإنما يموتون حقا بالنسيان".. كيف يمكننا استعادة دوره وسيرته كواحد من رموز الثقافة والصحافة في تاريخ مصر؟
جملة صادقة جدا بالفعل، لكن الذي قدمه الأستاذ عبدالوهاب مطاوع لا يمكن أن يُنسى، سواء من الأشخاص الذين استفادوا منه أو الذين قرأوا له، فكل من قرأ حرفا للأستاذ عبدالوهاب لا يمكن أن ينساه أبدا، وأنا ألتقي بأشخاص كثيرين حتى الآن وعندما يتم ذكر سيرة الأستاذ عبدالوهاب أجد الثناء والترحم عليه من القلب والدعاء الصادق له، فالأستاذ عبدالوهاب سيظل حاضرا في قلب وعقل ووجدان كل من عرفوه، وشباب اليوم ليسوا محظوظين لأنهم لم يعاصروا الأستاذ عبدالوهاب ولم يقرأوا له، وبالتالي يجب أن نستعيد سيرته دائما، لأنه سيظل واحدا من أهم رموز الثقافة والصحافة والاجتماعيات، رغم أنه بدأ حياته بالكتابة في الصفحة الاقتصادية، لكنه صنع مدرسة كبيرة جدا في مجال الاجتماعيات وفي خدمة الناس وأعمال الخير، وأتمنى أن تستمر هذه السيرة الحسنة. والحقيقة أنني كواحد من أقرب أصدقائه أشعر بأنني أفتقده كثيرا، ورغم أن جريدة الأهرام صرح كبير وتاريخها معنا كبير جدا لكنها فقدت كثيرا بوفاة الأستاذ عبدالوهاب مطاوع، أما أنا شخصيا ففقدت طعم الصحافة بفقدان صاحب بريد الجمعة، لكن ربنا يجمعنا به في الجنة.

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى21 سبتمبر 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 48.1749 48.2749
يورو 56.5766 56.7085
جنيه إسترلينى 64.8723 65.0455
فرنك سويسرى 60.5364 60.7002
100 ين يابانى 32.5528 32.6314
ريال سعودى 12.8446 12.8723
دينار كويتى 158.0022 158.3821
درهم اماراتى 13.1149 13.1442
اليوان الصينى 6.7699 6.7848

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5686 جنيه 5663 جنيه $118.48
سعر ذهب 22 5212 جنيه 5191 جنيه $108.60
سعر ذهب 21 4975 جنيه 4955 جنيه $103.67
سعر ذهب 18 4264 جنيه 4247 جنيه $88.86
سعر ذهب 14 3317 جنيه 3303 جنيه $69.11
سعر ذهب 12 2843 جنيه 2831 جنيه $59.24
سعر الأونصة 176846 جنيه 176135 جنيه $3685.01
الجنيه الذهب 39800 جنيه 39640 جنيه $829.33
الأونصة بالدولار 3685.01 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى