سفير السودان فى القاهرة: الفاشر موطنا لما يقرب من 1.5 مليون مواطن بقي منهم 800
قال عماد الدين عدوي، سفير السودان فى القاهرة، إنه تم الإعلان عن وجود حالات مجاعة في الفاشر منذ أشهر، وقد دقت حكومة السودان وعدد لا يحصى من المنظمات الدولية ناقوس الخطر.
وأضاف عدوى أن الأمم المتحدة أعلنت أن استخدام التجويع في الفاشر كسلاح حرب يعد جريمة حرب مكتملة الأركان، وكذلك منع الإغاثة وعرقلة الوصول الإنساني فقد بدأ الحصار والتجويع، مشيرا إلى أن الفاشر موطناً لما يقرب 1.5 مليون مواطن، بقي منهم حوالي 800 ألف صامدون بعد أن قضى كثيرون جراء الجوع والأمراض الوبائية وتلك المرتبطة بنقص الرعاية التي لم تتاح لهم، كما أن كثيون قرروا واستطاعوا الخروج من المدينة.
هجوم واسع على الفاشر باستخدام غاز الأعصاب المحظور دوليًا
وأوضح أن الميليشيا الإرهابية شنت بتاريخ 26 أكتوبر هجومها الواسع على الفاشر، باستخدام غاز الأعصاب المحظور دوليًا، إلى جانب القصف الكثيف واختراق أحياء المدينة بالمدرعات والمشاة وقطع كامل للاتصالات عن المدينة والتشويش على الاتصالات بين الفرقة وقياداتها العملية. وحفاظًا على أرواح المدنيين المحتجزين داخل الفاشر وسلامة ممتلكاتهم والممتلكات العامة في المدينة، اتخذت قيادة الفرقة قرار الانسحاب إلى خارج المدينة إلى مواقع أخرى.
أضاف أنه بدخول ميليشيا الدعم السريع المدينة، بدأ تنفيذ مخطط كانت قيادات الميليشيا تعلنه وتهدّد به؛ وهو استهداف وإبادة جماعية لسكان الفاشر، خصوصًا من ينتمون إلى قبائل ومجتمعات بعينها. ونود أن نؤكد أن ما جرى ويجري في الفاشر حتى هذه اللحظة لم يكن حدثًا فرديًا كما تحاول الميليشيا تصويره، بل هو استمرار وتكثيف لنفس النهج البشع الذي اتبعته الميليشيا في كل المناطق التي دخلتها، من أحياء أم درمان إلى قرى الجزيرة ومناطق سنار والنيل الأبيض وفى الجنينة تجاه المساليت، فالميليشيا مبنية على استعلاء عرقي وعنصرية، وترى في مواطنينا الآخرين إنسانية أدنى تستحق الوحشية والقتل بأبشع الطرق.
وقال السفير السودان فى القاهرة أنه منذ 26 أكتوبر وثقت عناصر الميليشيا فيديوهات مصورة لهم وهم يستلذون بقتل وتعذيب وإهانة المدنيين العزّل من نساء ورجال وأطفال وشيوخ وجرحى. وقد صاحب ذلك نهب ممتلكات المدنيين، وأخذ هواتفهم وأموالهم وأوراقهم الثبوتية و ما يتم عرضه ليس سوى قطرة من بحر المجازر والانتهاكات التي ترتكبها الميليشيا بحق المواطنين، إذ أن ما وصل العالم من مقاطع هو ما روج له أفراد محددون داخل الميليشيا على منصات معينة، أما الجزء الأكبر مما جرى وما يزال فيختبئ وراء غطاء الانقطاع والتعتيم.
وكشف عن وصول بعض المعلومات المبدئية من مصادر متفرقة في ظل الحجب الكامل لشبكات الاتصال والانترنت عن الفاشر وما يجاورها يشير إلى أن هناك موجات نازحين مقدرون بنحو 28 ألف شخص إلى مدينة طويلة خلال الساعات 24 الأولى التي تلت دخول الميليشيا إلى الفاشر؛ يعاني معظمهم من صدمة وسوء تغذية بدرجات متفاوتة وآثار جروح وضرب، ويعاني حوالي 1000 منهم أوضاعًا صحية متردية، كما يعاني نحو 750 طفلًا تقريبًا من سوء تغذية حاد ويحتاج 318 طفلًا آخرين إلى تدخل نفسي عاجل، بجانب 465 شخصًا آخرين يحتاجون تدخلًا طبيًا عاجلًا.
كما أكدت مصادر إعدام حوالي 2700 شخص حتى يوم 28 أكتوبر الجاري، لكن جميع المصادر تتفق على أن الأعداد قد تكون أكبر بكثير، من بينهم نحو 2000 قضوا خلال الساعات الأولى لدخول الميليشيا المدينة.
وأشارت نقابة أطباء السودان كذلك إلى أن نحو 1200 منكبار السن والجرحى والمرضى تم تصفيتهم أو قضوا داخل المرافق الصحية الميدانية. وتشير روابط دارفور بالمملكة المتحدة إلى إحصاءات تصل إلى 6000 قتيل.
السفير: هناك ما بين 170 و 250 ألف مدني ما زالوا محاصرين داخل المدينة
وأوضح السفير أن هناك تقديرات مختلفة أخرى تشير الى أن هناك ما بين 170 و 250 ألف مدني ما زالوا محاصرين داخل المدينة، ويُرجّح تعرض بعضهم لعمليات قتل جماعية أو للحرائق. وتتوالى الشواهد على عمليات قتل وحرق للمدنيين داخل منازلهم وفي سياراتهم.
ووفقًا لتحليل معمل جامعة ييل للبحوث الإنسانية حتى 28 أكتوبر 2025 لمئات صور الأقمار الصناعية، تثبت وجود بقع دم كبيرة وأكوام جثث مرصودة من الفضاء، ما قد يرقى، إلى أعمال تُصنّف ضمن نطاق الإبادة الجماعية.
منظمة الصحة العالمية عن تأكيد مقتل ما يقرب من 500 مريض
كما أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تأكيد مقتل ما يقرب من 500 مريض ومرافق داخل المستشفى السعودي بالفاشر، الذي كان المستشفى الصحي الوحيد العامل في المدينة، وتوثق لقطات مصورة جثث قتلى يجوب المعتدون بينها للتأكد من وفاة الجميع وإطلاق النار على من يثبت بقاؤه على قيد الحياة.
وأضاف أن هناك معلومات موثوقة من شهادات النازحين لطويلة إلى احتجاز الميليشيا نحو 300 سيدة وفتاة، وتأكد حتى الآن تعرض عشرات منهن للتعذيب وعشرات أخريات للاغتصاب، كمؤشرات إضافية على استخدام الميليشيا العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك الاغتصاب الجماعي كسلاح حرب.
وأكد أنه خلال الأحداث في الفاشر وحدها قتل نحو 237 من الكوادر الطبية والصحية بينهم 4 طبيبات كما تأكدت تصفية 6 عاملين في المجال الإنساني في مدينة بارا، ونزوح ما يقرب من 50 ألف مواطن منها.
وأضاف السفير : تشترك الأدلة ومقاطع الفيديو المتداولة على وجود نية مبيَّتة وشواهد مُثبتة للإبادة الجماعية والتطهير العرقي، واتباع سياسات تنطوي على جرائم حرب تشمل الإعدامات خارج نطاق القانون والإعدامات الميدانية و القتل الجماعي وعمليات الإعدام من منزل إلى منزل و الاعتداء على المستشفيات وقتل الجرحى والعاملين الطبيين و الحرق المتعمد وتدمير المنازل والأسواق والممتلكات المدنية التمثيل بالجثث وانتهاك حرمة الموتى و العنف الجنسي والجرائم القائمة على النوع الاجتماعي و القتل بدوافع عرقية والتحريض على الإبادة الجماعية و استخدام التجويع والحصار كأداة للإبادة و النهب وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية و التهجير القسري والتطهير العرقي و الترويج العلني للجرائم وبث مشاهد الفظائع عمدًا لبث الرعب.
أكد السفير أن كل هذا جرى رغم صدور قرار مجلس الأمن رقم 2736 القاضي بفك حصار الفاشر ووقف الهجمات عليها منذ يونيو 2024، وفي ازدراءٍ لقرار مجلس الأمن رقم 1591 لحظر الأسلحة في دارفور.
و في الجانب الإنساني كما هو معلوم فتحت حكومة السودان 13 معبراً بريًا لمرور المساعدات 7 مطارات في ولايات السودان، وأجرت حكومة السودان أكثر من 80 ألف إجراء لتسهيل عمل المنظمات الدولية ووصول الإغاثة لمحتاجيها، بما في ذلك إصدار التأشيرات وأذونات السفر وأذونات عبور شحنات الإغاثة والإعفاءات الجمركية وغير ذلك من الإجراءات تتعاون أجهزة حكومة السودان مع كافة المنظمات الدولية والإقليمية المعتمدة لديها، وتثمن جهودها ودعم الدول المانحة وتمويلها.





















