تصريحات نارية لسري القدوة: المجتمع الدولي مطالب بإلزام الاحتلال بالشرعية الدولية
قال سري القدوة، سفير الإعلام العربي في فلسطين ورئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية، إن ما يجري في قطاع غزة من تدمير شامل واعتداءات متواصلة يعكس إصرار الاحتلال على تقويض أي فرصة حقيقية للسلام، مشيرًا إلى أن الاعتداءات لا تقتصر على غزة، بل تمتد إلى المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، عبر هدم البيوت وتهجير السكان وتصعيد إرهاب المستوطنين.
وأضاف القدوة أن جيش الاحتلال والمستوطنين يمارسون سياسة ممنهجة تقوم على قتل المواطنين، وحرق الممتلكات، وقلع الأشجار، في سلوك من شأنه تدمير كل المسارات السياسية والإنسانية، وسط حروب فقدت أي جدوى أو مبرر.
وتابع أن قطاع غزة لا يزال يعاني حتى بعد وقف إطلاق النار، حيث يواجه السكان برد الشتاء القارس وأمطار غزيرة، مؤكدًا أن أطفالًا يفقدون حياتهم من شدة البرد، فيما تعيش آلاف الأسر حالة من التشريد والنزوح الداخلي، في ظل تعمد الاحتلال إفراغ وقف إطلاق النار من مضمونه والتنصل من التزاماته، وضرب الإرادة الدولية عرض الحائط.
وأشار القدوة إلى أن الاحتلال يواصل انتقامه الوحشي من النساء والأطفال وكبار السن، في تحدٍ واضح لكل القوانين والمواثيق الدولية، لافتًا إلى أن اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية تشهد تصعيدًا خطيرًا، كان آخره إحراق مركبات وكتابة شعارات عنصرية خلال الهجوم على قرية عين يبرود شرق رام الله، ضمن هجمات منظمة تجري بحماية مباشرة من قوات الاحتلال.
وأفاد بأن عشرات المستوطنين اقتحموا المقامات الإسلامية في بلدة كفل حارس شمال سلفيت، وقاموا بتدنيسها عبر أداء طقوس تلمودية وإشعال النيران، وسط أجواء من الترهيب والصراخ بحق المواطنين، بالتزامن مع تشديد عسكري مكثف لتأمين الاقتحام، الذي استمر حتى ساعات الفجر وتخلله تخريب للبنية التحتية ورشق منازل المواطنين بالحجارة.
وصرّح القدوة أن الأوضاع باتت أكثر خطورة وتعقيدًا، وهو ما يتطلب تدخلًا أميركيًا جادًا وفاعلًا لإنجاح أي رؤية للاستقرار، مؤكدًا ضرورة إعادة الحياة الطبيعية إلى قطاع غزة، ومساندة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ودعم صموده وتعزيز بقائه على أرضه.
وأكد أن السياسات الإسرائيلية المدمرة لأي جهد دولي لوقف العنف تتطلب تحركًا حقيقيًا للحفاظ على الشرعية الدولية والقانون الدولي، اللذين تصر سلطات الاحتلال على تجاهلهما، رغم الإجماع الدولي المتكرر داخل مجلس الأمن الدولي.
وشدد القدوة على أن الثوابت الفلسطينية تستند إلى حماية القدس ومقدساتها، والحفاظ على وحدة الأرض الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية وعلى رأسها القدس الشرقية، مطالبًا المجتمع الدولي بوضع حد فوري للانتهاكات الاستيطانية، خاصة بعد الإعلان عن بناء 19 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، في انتهاك صارخ للقرارات الأممية.
وختم تصريحاته بالتأكيد على أن المطلوب دوليًا، وخاصة من الولايات المتحدة الأميركية، هو الضغط على سلطات الاحتلال لإجبارها على إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة، بما فيها البيوت الجاهزة والخيام، وفتح المعابر دون قيود، ورفع العراقيل المفروضة على وكالة الأونروا، حتى تتمكن من أداء واجبها الإنساني تجاه الشعب الفلسطيني، وفق قرارات الشرعية الدولية والجمعية العامة للأمم المتحدة.
























