بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب :اللواء الدكتور محمد درويش... رجل دولة

الكاتب الصحفى صالح شلبى
-

في زمنٍ تاهت فيه المعاني الحقيقية للمسؤولية والانتماء، يطل علينا نموذج فريد من نوعه في العمل العام، عنوانه الإخلاص، ومضمونه الوطنية، ونهجه الحب والاحترام المتبادل، إنه اللواء الدكتور محمد درويش، المستشار السابق للشئون السياسية والبرلمانية بوزارة التضامن الاجتماعي، في عهد الوزيرتين غادة والي ،والدكتورة نيفين القباج، والذي سيظل اسمه محفورًا في ذاكرة البرلمان والوزارة على حد سواء.

لقد نجح هذا الرجل، بذكائه الفطري وخبراته المتراكمة، في أن يعزف سيمفونية فريدة من نوعها، جمعت بين مجلسي النواب والشيوخ من جهة، ووزارة التضامن من جهة أخرى، على وتر الحب والتقدير والتعاون المثمر، لم تكن علاقاته مع النواب مجرد عمل بروتوكولي، بل كانت جسرًا إنسانيًا صلبًا، تسير عليه الثقة والاحترام، وتُبنى عليه حلول لمشكلات قد تستغرق أيامًا في دهاليز البيروقراطية، لكنه كان يحسمها في دقائق.

رجل يعرف طريقه إلى القلوب والعقول، قبل أن يعرف طريقه إلى الملفات والمكاتب.

من يعرف اللواء الدكتور محمد درويش عن قرب، يعلم تمامًا أنه ليس مجرد مسؤول يؤدي مهامه، بل هو رجل دولة من الطراز الرفيع، يحمل على كتفيه عقودًا من الخبرة العسكرية والبرلمانية، ويضع نصب عينيه مصلحة الوطن قبل أي اعتبار، موسوعة تدرس في فنون العلاقات العامة، مدرسة في فن الحوار، وقدوة في الإدارة المتزنة والتواصل الفعّال.

كان حضوره داخل أروقة مجلسي النواب والشيوخ حضورًا لافتًا. قاد العمل في حرس البرلمان لعقود، وكان يتمتع بقدر هائل من الحكمة والحنكة والهدوء، وكان يعرف كيف يطفئ نيران الخلافات قبل أن تندلع، لا يرفع صوته، لكنه يُسمع الجميع. لا يتصدر المشهد، لكنه يدير الكواليس بمهارة القادة الكبار.

وعندما انتقل للعمل كمستشار للشؤونالسياسية والبرلمانية بوزارة التضامن، لم يكن غريبًا عليه النجاح، فقد امتلك مفاتيح اللعبة من قبل، لكنه أضاف إليها لمسته الخاصة، فتحولت الوزارة في عهده إلى بيت مفتوح للنواب، ونافذة مضيئة للتعاون مع البرلمان.

نموذج للولاء والانتماء
ما يميز اللواء الدكتور محمد درويش ليس فقط كفاءته الإدارية أو قدراته الفائقة في حل الأزمات، بل أيضًا إيمانه العميق بالدولة المصرية وقيادتها السياسية، وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، كان ولا يزال يؤمن بأن خدمة الوطن ليست مجرد وظيفة، بل رسالة، وأن الولاء الحقيقي يُترجم إلى أفعال، لا شعارات.

لقد ضرب هذا الرجل أروع الأمثلة في الالتزام والانضباط، وجعل من موقعه منصة للعطاء الوطني، ومن شخصه مصدرًا للثقة والاحترام لدى الجميع. لم يسع يومًا للظهور أو التصدر، لكنه تصدر قلوب من تعاملوا معه، وترك في كل مكان عمل فيه أثرًا طيبًا لا يُنسى.

"ياليت الزمان يعود يومًا"

ورغم مرور السنوات، لا يزال كثير من النواب يذكرون اللواء الدكتور محمد درويش بكل تقدير وامتنان، وكأن وجوده بينهم كان بالأمس القريب، فكم من نائب وجد لديه الحل قبل أن يشرح المشكلة، وكم من أزمة أُغلقت أبوابها ففتحها درويش بقراراته القوية ومواقفه الإنسانية.

ويكفي أن نعلم أن رموزًا برلمانية كبيرة على سبيل المثال لا الحصر، المستشار أحمد سعد الدين – وكيل أول مجلس النواب النائب أحمد عبد السلام قورة،والنائب تيسير مطر،الدكتور عبد الهادي القصبيرئيس لجنة التضامن الاجتماعى بمجلس النواب، النائب أحمد السجيني رئيس لجنة الادارة المحلية ،النائب محمد الحسيني،ما زالوا يتحدثون عن هذا الرجل الحكيم بكلمات كلها وفاء واحترام، ويقولون دائمًا: "ياليت الزمان يعود يومًا لنلتقي بهذه الشخصية التي كانت تختصر المسافات، وتفتح كل الأبواب المغلقة بقراراتها الجريئة التي دائمًا ما كانت تنحاز للضعفاء والبسطاء."

لقد ترك اللواء الدكتور محمد درويش بصمة لا تزول، وذكرى لا تُنسى، واسمًا محفورًا في دفتر الوطنية والوفاء، رجل اجتمع على حبه الجميع، لأنه لم يكن مجرد مسؤول، بل كان قيمة وقامة في زمن نفتقد فيه كثيرًا من تلك النماذج النادرة.

تحية لهذا القائد الإنسان، لهذا المصري الأصيل، لهذا الرجل الذي اختصر معنى الدولة في سلوك، والانتماء في فعل، والإخلاص في حياة.