بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

عمرو رمضان: تنوع إنتاج اللقاحات المتعلقة بالأوبئة أهم بنود اتفاقية الجائحة القادمة

خلال توقيع اتفاقية الجائحة فى جنيف
شيماء خالد -

كشف السفير عمرو رمضان مساعد وزير الخارجية الأسبق ونائب رئيس اللجنة التفاوضية، وممثل إقليم شرق المتوسط فى هيئة مكتب اللجنة التي وضعت مسودة الاتفاق لمواجهة الجائحة القادمة خلال مؤتمر عقدته منظمة الصحة العالمية في جنيف مؤخرا، أن التوصل لاتفاق لمواجهة الجائحة القادمة يعتبر إنجازا تاريخياً، فى ظل تفاوت المواقف وتباينها بين دول الشمال المتقدم، ودول الجنوب، إزاء العديد من الموضوعات والأحكام التى شملتها الاتفاقية، وتصور كل من المجوعتين لما يجب أن يكون عليه تركيز الاتفاقية.

وأوضح إلا أن هيئة مكتب الاتفاقية التى تضم ممثل لكل من المجموعات الإقليمية الست بالمنظمة لعبت دوراً كبيراً فى تقريب وجهات النظر، وطرح صياغات توفيفية عديدة، ودفع الدول إلى الاتفاق فى النهاية، بالنظر إلى أهمية وجود ترتيب دولى ينظم التعامل مع أى وباء عندما يظهر، وتفادى الفوضى التى صاحبت ظهور وباء كورونا عام 2021، سواء على مستوى رفع قدرات الوقاية والاستعداد والاستجابة أو على مستوى توفير الأمصال، مشيراً إلى أن وباء كورونا حصد أرواح 7 مليون شخص حول العالم فضلاً عن تكلفته الاقتصادية التى تخطت 16 تريليون دولار على أقل تقدير.

وأضاف السفير رمضان بأن الاتفاقية تشمل 37 مادة، وحوالى 30 صفحة، وتقوم على مبادئ الإنصاف والتضامن قدر الإمكان، وتضم 3 فصول رئيسية هى: الهدف والمبادئ والديباجة، وخطوات أو إجراءات العمل الدولى المشترك، والترتيبات المؤسسية.

وكشف عن أن أهم بنود الاتفاقية هى تعزيز القدرات الصحية للدول فى التعامل مع الأوبئة من خلال رفع القدرات والتعاون الدولى، والتنسيق فى عدة مجالات بهدف رفع الوقاية والاستعداد والاستجابة، ومناهج التعامل مع ذلك، والبحث العلمى، والعاملين فى المجال الصحى، والوصول للمنتجات الطبية خاصة اللقاحات فى الوقت المناسب وبشكل منصف، والعمل على نقل التكنولوجيا وتوسيع قاعدة إنتاج اللقاحات من خلال إجراءات محددة نصت عليها الاتفاقية، والتعاون والدعم المالى، وكذلك إنشاء شبكة عالمية للإمداد باللقاحات سيجرى التفاوض على ترتيباته فى ملحق منفصل بعد اعتماد الاتفاقية فى مايو المقبل خلال جمعية الصحة العالمية.

وأكد السفير رمضان، إن مسئولياته داخل هيئة المكتب شملت تيسير التفاوض على 4 موضوعات رئيسية هى تنوع واستدامة إنتاج المستحضرات الطبية ذات الصلة بالأوبئة، والعمل على نقل التكنولوجيا وتوسيع قاعدة إنتاج اللقاحات من خلال إجراءات محددة نصت عليها الاتفاقية، وكذلك إنشاء شبكة عالمية للإمداد باللقاحات، ونظام المناقصات والتوزيع، وهى موضوعات كانت صعبة ولم يتسن الاتفاق عليها بشكل نهائي إلا مع انتهاء المفاوضات.

وأضاف السفير عمرو رمضان، إنه قد يكون توقع البعض عدم إمكانية التوصل لاتفاق بالنظر لتعقد المصالح وتشابكها، فضلاً عن الظرف الدولى الراهن غير الموات، إلا أن الدول المشاركة فى المفاوضات أظهرت حرصها ومدى التزامها فى نهاية المطاف بهذا الموضوع الهام والحساس والمرتبط بالصحة العالمية ولا يعرف حدوداً جغرافية، وأن الاتفافية حتى وإن لم تشكل غاية ما كان يتطلع إليه كل طرف إلا أنها تمثل الحد الأدنى من القواسم المشتركة للعمل الدولى فى هذا التوقيت بما يفيد دول الجنوب والدول الأفريقية بصفة خاصة، وهى خطوة مهمة للغاية، ويمكن البناء عليها خلال تنفيذ الاتفاقية ودور مؤتمر أطراف الاتفاقية فى متابعة التنفيذ ومراجعة الأحكام كل 5 سنوات.

وكشف السفير عمرو رمضان أن الاتفاقية نصت على توفير شركات الأدوية التى ستنضم لنظام تقاسم المنافع الذى يتيح لها الحصول على مسببات الأمراض بما يمكنها من سرعة التوصل إلى اللقاحات، موضحا، إن هناك كمية من اللقاحات ستوزع من خلال منظمة الصحة العالمية تصل إلى 20% من إنتاج هذه الشركات، منها 10% على الأقل كتبرع دون مقابل مادى، وما زاد عن ذلك بسعر محتمل، وهو إنجاز تاريحى بكل المقاييس إذا استرجعنا ما كان يحدث وقت كورونا والصراع على اللقاحات دون أى ترتيب دولى.

وقال السفير رمضان، أن الوفد المصرى فى المفاوضات كان ملحمة من العمل المشترك بين وزارة الصحة، ووزاة الخارجية، والبعثة المصرية فى جنيف بقيادة السفير علاء حجازى المندوب الدائم لدى منظمة الصحة والمنظمات الدولية بجنيف – ومن قبله السفير الدكتور أحمد إيهاب جمال الدين-، وكذلك المستشار الدكتور خالد مرسى عطا الله الذى يتولى تمثيل البعثة وحضور كافة الاجتماعات والمشاورات بما فيها اجتماعات المجموعة الأفريقية وإجتماعات إقليم شرق المتوسط وتولى فى ذات الوقت مهمة الممثل الشخصى للسفير عمرو رمضان فيما يخص مسائل هيئة المكتب.

يذكر إن لجنة التفاوض الحكومية الدولية بمنظمة الصحة العالمية قد انهت التفاوض على اتفاقية دولية للوقاية من والاستعداد للأوبئة، بعد أكثر من 3 سنوات من التفاوض بين 194 دولة هم أعضاء المنظمة، علماً بأن الولايات المتحدة أوقفت مشاركتها فى المفاوضات آخر شهرين وبعد تولى ترامب رئاسة الولايات المتحدة منتصف يناير الماضى.