بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

النائب أحمد قورة يكتب : من السادات إلى مبارك، ومن العندليب إلى السيسي.. تظل مصر هي الملحمة الأبدية

النائب احمد قورة
-

حين تُذكر مصر، تُذكر البطولات، ويُذكر التاريخ الذي لا يُشترى، وتُرفع الرايات التي لم تنكس أبداً، ففي كل حجر على أرضها حكاية، وفي كل نغمة في نشيدها دمعة فخر، وفي كل جندي قصة بطولة لا تنتهي.

مع احتفالات ذكرى تحرير سيناء، لا يمكن أن نكتفي بمجرد كلمات عابرة، لأننا نتحدث عن ملحمة وطن، وعن رجال حملوا أرواحهم على أكفهم ليكتبوا المجد بدمائهم.

السادات... قائد جاء في التوقيت المستحيل

كيف ننسى الرجل الذي نظر إلى السماء يوم السادس من أكتوبر 1973، وقال للعالم قد قررنا أن نحارب، محمد أنور السادات الزعيم الذي أعاد لمصر كرامتها وهيبتها، الرجل الذي آمن بجيشه، وبشعبه، وبقدرة المصري على صنع المعجزة، معجزة عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف في ست ساعات.

لم يكن السادات قائداً عادياً، بل كان فارساً من فرسان القدر، مزج بين الشجاعة السياسية والعسكرية ليصنع أعظم نصر عرفته الأمة العربية في العصر الحديث.

مبارك... الضربة التي فتحت بوابة النصر

ثم يأتي اسم الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، قائد الضربة الجوية الأولى، الذي قاد أسراب الطائرات المصرية وهي تُحلّق في سماء سيناء، وتضرب بعمق في قلب العدو، فتُسكت راداراته، وتربك صفوفه، وتُمهّد الطريق للعبور.
إنها ليست ضربة فقط، بل لحظة فارقة في تاريخ العسكرية المصرية، لحظة كتبت على وجه التاريخ أن مصر حين تقرر القتال، فإنها تقاتل لتنتصر، وتنتصر لتبقى.

عبد الحليم حافظ... صوت المعركة ونبض الشعب

ومَن منّا لا يتوقف قلبه لحظة، إذا سمع: "عاش اللي قال للرجال عدو القناة، لم تكن أغنية، بل كانت صفّارة انطلاق لروح المصري، كانت طلقات تخرج من حنجرة العندليب إلى صدر العدو،عاش اللي قال، فالكلمات كانت حناجر الجنود، والموسيقى كانت أنفاس الأبطال، وعبد الحليم لم يغنِّ، بل قاتل بطريقته، وحفر في وجداننا لحظة لن تُنسى.

السيسي... من سلاح المعركة إلى معركة البناء

واليوم، في زمن آخر، تتجدد البطولات، الرئيس عبد الفتاح السيسي، رجل وقف في وجه المؤامرات، وانتشل الوطن من فوضى كاد فيها الوطن أن يضيع ، لم تكن معركته بالسلاح فقط، بل كانت ضد الإرهاب، وضد التشكيك، وضد الجهل والفتن ، ونجح أن يبني ما هُدم، ويُعمر ما تهدم، ويعيد سيناء ومُدن القناة إلى صدارة الخريطة التنموية، طرق، أنفاق، مدن جديدة، مشروعات قومية، استصلاح أراضٍ، تأمين الحدود، كلها دلائل على أن المعركة لم تنتهِ، لكنها تحوّلت من بندقية إلى مجرفة، ومن خندق إلى ناطحة سحاب، ومن عبور عسكري إلى عبور حضاري.

مصر لا تركع... لأن جيشها لا يُهزم

من السادات إلى مبارك، ومن العندليب إلى السيسي، ومن السويس إلى سيناء... تظل مصر هي الملحمة الأبدية، جيشها ليس فقط درع الوطن، بل قلبه النابض بالحياة، شعبها لا ينسى، وذاكرتها لا تموت، لأن من يُولد في حضن النيل، لا يعرف الهزيمة.

فيا كل مصري، حين تسمع أغنية عبد الحليم، قف كأنك فى ميدان القتال، وحين ترى صورة السادات، تأمل وتذكر ان الشجاعة قد تغير مجرى التاريخ،وحين تمر بأنفاق الرئيس السيسى فى قلب سيناء افتخروأعرف أن البناء لايقل بطولة عن القتال، لأنك تنتمي إلى وطن لا يُقهر، وجيش لا يُهزم، وتاريخ لا يُمحى، ورؤساء لا يهابون، وشعب لا ينكسر.

كاتب المقال النائب أ حمد قورة عضو لجن النقل والمواصلات بمجلس النواب.. وعضو الهيئة البرلمانية لحزب " حماة الوطن "