بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفي سمير دسوقي يكتب : إسرائيل تحترق

الكاتب الصحفى سمير دسوقى
-

وكأن السماء أعلنت غضبها، وكأن الأرض لفظت ظلمها، وكأن نارًا خفية قررت أن تنتصر للمقهورين والمُحاصرين، إسرائيل تحترق!

منذ ثلاثة أيام متتالية، ومناطق "نافى إيلان" و"شورش" و"ياد أشموناه" ،في جبال القدس تحولت إلى جحيم لا يُطاق. ألسنة اللهب تعلو كأنها دعوة سماوية بأن العدل الإلهي لا يغيب، حتى وإن طال صبره.
نيران تمتد لمساحات شاسعة، تبتلع ما يقف في طريقها، وتُسقط غطرسة التكنولوجيا الإسرائيلية أرضًا، سبعمائة فرقة إنقاذ، وسلاح الجو، وخبراء الأمن، وعشرات الاتصالات إلى أوروبا وأمريكا طلبًا للنجدة، وكل ذلك بلا جدوى!

فماذا لو كان ما يحدث ليس مجرد حرائق طبيعية ؟ ماذا لو كانت عدالة السماء قد قررت أن ترسل رسالتها إلى المحتل؟ أين ذهبت ترسانة إسرائيل الذكية ؟ أين طائراتها المُسيّرة، وأقمارها الصناعية، ومنظومتها الأمنية التي تزعم أنها لا تُقهر؟ كلها تهاوت أمام نارٍ تقول لهم بلغة لا يفهمها سوى المجرمون ، "ما جزاء الظالمين إلا الخزي في الدنيا، ولعذاب الآخرة أشد".

رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، نزل بنفسه إلى موقع الحريق ونقل مكتبه هناك! أليست هذه صورة مأساوية لمَن كان يتفاخر بأنه "المنقذ" و"الأب الروحي" للدولة العبرية؟!
وزير الخارجية غدعون ساعر يتوسل المساعدة من بريطانيا وفرنسا والأرجنتين والتشيك وحتى أذربيجان، ولكن أين الرب الذي يزعمون أنه وعدهم بالأرض؟!

إنها لحظة تأمل لكل مَن يتابع المشهد، فمن يزرع الظلم، لن يحصد السلام، ومن يُشعل نيران الحقد في غزة ورفح والضفة، سترد عليه الأرض بنيران أقسى، وأشد!

الرسالة وصلت، والعالم يشاهد، والنار التي اشتعلت في جبال القدس هي ربما أول الغيث لحساب إلهي طويل ينتظر دولة قامت على السلب والقتل والدماء، وها هي الآن تحترق دون عزاء ودون نجدة!