بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب : انتخابات نقابة الصحفيين.. والدروس المستفادة

الكاتب الصحفى  صالح شلبى
-

شهدت انتخابات نقابة الصحفيين أمس الجمعة مشهدًا ديمقراطيًا لافتًا، عكس ،على الرغم من الجدل الذي أعقب إعلان النتائج حيوية المهنة واشتباكها مع الواقع السياسي والاجتماعي في مصر، تنافس شرس، وحشدغير مسبوق، ونتيجة قلبت الموازين وأحدثت نقاشًا واسعًا في أوساط الصحفيين، بعد فوزالكاتب الصحفى خالد البلشي للمرة الثانية بمنصب النقيب، وخسارة الكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة، أحد رموز الصحافة القومية.

قراءة في النتيجة

من المهم الإشارة إلى أن فوزالكاتب الصحفى خالد البلشي لم يأتِ من فراغ، فهو يمثل جبهة قوية من الصحفيين المدافعين عن الحريات، وهو تيار يحظى بدعم بين شباب المهنة الذين يرون في العمل النقابي وسيلة للضغط من أجل تحسين الأوضاع المعيشية والمهنية، ومواجهة بعض الممارسات التي تقيد حرية التعبير، وفي المقابل، عانى التيار القومي من تراجع في الشعبية بسبب شعور البعض بانفصال الصحف القومية عن هموم الصحفيين اليومية.

مشهد انتخابي حيوي ونزاهة محل إشادة

لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة أعلنت ترحيبها بالنتائج، مؤكدة أن العملية الانتخابية جرت في مناخ شريف ونزيه، وعكست الشكل الحضاري لنقابة تعتبر من أعرق الكيانات المهنية في مصر، بشير العدل، مقرر اللجنة، وصف المشهد بالراقي، وأثنى على التنظيم وعلى التزام الجمعية العمومية التي قالت كلمتها.

عبد المحسن سلامة : الانتخابات شابها التزوير قبل أن تبدأ

في أول تعليق صادم له عقب إعلان النتائج، أكد عبد المحسن سلامة بوضوح أن الانتخابات قد شابها التزوير قبل أن تبدأ، للأسف، بدأت بحملات ممنهجة من التشكيك في شخصي وفي مؤيديّ، ثم طالت البرامج الانتخابية التي أطرحها، حتى وصلت إلى التشويه المتعمد. هناك من انزلق في فخ الدعاية السوداء وتأثر بها، وهذا هو ما رجّح كفة الطرف الآخر. ولكن رغم كل شيء، أنا بشكركم جدًا، وأشكر كل زميل ساندني ووقف بجانبي في هذه المعركة، رغم التعب والضغط والإرهاق الذي مررنا به جميعًا."

محمد القباحي يفتح النار: الدولة تخلّت عن الصحف القومية

من جانبه، قال الكاتب الصحفي الكبير محمد القباحي إن سقوط عبد المحسن سلامة له جذور أعمق تتعلق بموقف الدولة من الصحف القومية، مشيرًا إلى أن الدولة تخلت عن هذه المؤسسات منذ عام 2011، وأوقفت التعيينات فيها، ما فتح الباب على مصراعيه للصحف الخاصة والمستقلة التي أصبحت تتحكم اليوم في عملية دخول النقابة.

وأضاف القباحي،الذين يعملون في هذه الصحف لهم أيديولوجيات عديدة ومناهضة للدولة المصرية، واليوم هم الذين يتحكمون فى انتخابات نقابة الصحفيين قائلاً فين أيام مكرم محمد أحمد، وإبراهيم نافع، الذين كانوا ينجحون من الساعة العاشرة صباحًا"

وأعرب القباحى عن حزنة الشديد على سقوط النقابي المحترم عبد المحسن سلامة، الذي كان سيحقق إنجازات حقيقية، منها رفع بدل التكنولوجيا إلى 1500 جنيه، وتخصيص أراضٍ زراعية في المنيا، ووحدات سكنية للصحفيين. كان لديه مشروع بناء حقيقي. لكن للأسف،
وختم القباحي تصريحه بقوله: "مبروك لخالد البلشي، بس مش من قلبي، هو نقيب للصحفيين لكن ملوش سلطة عليّ."

تحليل الواقع: بين سرديتين وقلق على المستقبل

ما بين اتهامات التزوير من عبد المحسن سلامة، ونبرة النقد الحادة من محمد القباحي، وبين الاحتفاء الرسمي من لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة بالعملية الانتخابية، يتضح أن هناك انقسامًا حادًا ليس فقط في الرؤية، بل في تقييم المشهد كله، فبينما يرى البعض أن الجمعية العمومية أرادت التغيير، يرى آخرون أنها انزلقت خلف حملات ممنهجة قادت إلى إسقاط مشروع إصلاحي متكامل.

علينا اليوم جميعاً أن نكون يداً واحدة للنهوض بالصحافة المصرية، وأن تتعالى روح المحبة بين أبناء المهنة. لا بد أن ندعو الزملاء الذين لم يوفقوا في الانتخابات إلى أن يكون لهم دور إيجابي في دعم زملائهم الفائزين، والمشاركة في تقديم برامجهم الخدمية التي تستهدف الجميع دون تمييز—سواء كانت أراضي أو وحدات سكنية، أو تخفيضات في وسائل النقل والقطاعات الصحية.

لا يجب أن تكون الخسارة سببًا في الانزواء والابتعاد، بل حافزًا للمشاركة من موقع مختلف. لا تحرموا زملاءكم من الخدمات التي سعيتم لتحقيقها خلال المعركة الانتخابية. علينا جميعاً أن ننسى ما حدث في تلك الانتخابات، فالمعركة انتهت، والأجدر بنا أن نلتفت إلى المستقبل، لا إلى الوراء، وقد قُضي الأمر.

المعركة انتهت، لكن آثارها مستمرة. نقابة الصحفيين اليوم تقف عند مفترق طرق، وتحتاج إلى جهد مضاعف من الجميع، بعيدًا عن الاصطفافات، لإنقاذ المهنة من التدهور، واستعادة ما تبقى من كرامة الصحفي في مصر.

ما أجمل الذكريات حين تلتقى بالزملاء

وفي خضم المعركة الانتخابية، كم سعدت بلقاء أعز الزملاء إلى قلبي، الذين جمعتني بهم سنوات من المهنة والشغف والكفاح؛ أسماء لامعة لا تغيب عن الذاكرة: الأساتذة يحيى قلاش،حامد محمد حامد، ومحمد سعد، وممدوح الصغير، وكريمة أبو زيد، ومحمد عبد الناصر، وماجدة صالح، ومحمود غلاب، ومحمد المصري،وشريف عارف ، وسامى ابو العز،ومحمد سعيد، وكامل كامل،ومحمد القباحى ، وسليمان عبد العظيم ، وهشام عبد الجليل، ومحمود حسين، ومحمد حسني، وتهاني ترك، وصبري حافظ، ومحمود شاكر، والدكتور أسامة السعيد، والدكتور محمود مسلم، ورفعت رشاد، وطلعت إسماعيل، وكريمة موسى، وسليمان عبد العظيم، ومجدي عبد الرحمن، وأحمد مكاوي، ورانيا نبيل، ومحمد نجم، وعاطف الحملى، وعادل صبرى ، ومحمد حسنى، وهبة أمين ، ومحمود فايد ، وعمر الديب، وخالد ميرى، ومحمد طرابية، وشيماء صلاح الدين

لقد أعادت تلك اللقاءات إلى ذهني ذكريات لا تُنسى، من جلسات التحرير الساخنة إلى المؤتمرات والسفريات داخل مصر وخارجها، حيث كنا نرفع اسم الصحافة المصرية وننقل الحقيقة بشرف. في كل محطة، كان لكل منهم بصمة لا تمحى، ومواقف تنبض بالنبل والمهنية.

كانت تلك اللحظات فرصة نادرة لاسترجاع عبق الزمن الجميل، زمن كانت فيه الكلمة مسؤولية، والزمالة درعًا وسندًا، والاختلاف لا يفسد الود، بل يثري الحوار.

فى نهاية المقال اننى اناشد المجلس الجديد بأن يلبى مطالب كاتبنا الصحفى الكبير"على هاشم " الذى تعلمت على يدية أجيال وأجيال ،عدم قبول الحاصلين على شهادات التعليم المفتوح، وتكليف مجلس النقابة بتعديل لائحة القيد لغلق الأبواب الخلفية أمام غير الممارسين للمهنة، ومنع القيد من الصحف المتوقفة أو التي لا تمتلك هياكل إدارية واضحة والتي تسرب منها للأسف أعداد غير قليلة لعضوية النقابة في السنوات الأخيرة دون سبب معقول، وهو ما أضر بالنقابة ضررًا بالغًا، وفتح الباب لغير المستحقين للالتحاق بها.