بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الخرطوم تقطع شعرة معاوية: الإمارات دولة عدوان

الخرطوم
سمير دسوقى -

في تصعيد غير مسبوق، أعلنت الحكومة السودانية عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإمارات العربية المتحدة واعتبارها "دولة عدوان"، متهمةً أبوظبي بدعم قوات الدعم السريع بالسلاح والمرتزقة في حرب دامية أحرقت السودان منذ أبريل 2023.

خلفيات الأزمة

تراكمت الشكوك والاتهامات على مدى شهور، حيث كشف مسؤولون سودانيون عن وجود دعم لوجستي وعسكري قدمته الإمارات لقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). وأشارت تقارير رسمية إلى أن أكثر من 400 طائرة إماراتية هبطت في مطارات داخل تشاد لنقل أسلحة ومعدات إلى قوات حميدتي، إلى جانب معالجة جرحى هذه القوات في مستشفيات داخل الأراضي الإماراتية.

من الطرد إلى القطيعة

كانت البداية بطرد الخرطوم 15 دبلوماسيًا إماراتيًا في ديسمبر 2023، لترد الإمارات بالمثل، وتتوتر الأجواء تدريجيًا حتى قررت السودان إلغاء اتفاق اقتصادي ضخم مع أبوظبي لتطوير ميناء “أبو عمامة”، الذي كان يُتوقع أن يجلب استثمارات إماراتية بنحو 6 مليارات دولار.

تصريح ناري

وزير الخارجية السوداني، علي صادق، صرح بلهجة غاضبة قائلاً: "الإمارات اختارت أن تكون عدوًا للشعب السوداني، وشريكة في الخراب وسفك الدماء عبر دعمها المفضوح لقوات التمرد."

ارتدادات محتملة

هذا القرار قد يلقي بظلاله الثقيلة على الجالية السودانية في الإمارات، التي تتجاوز 200 ألف شخص، ويهدد بتبخر المصالح الاقتصادية المشتركة، خصوصًا أن الإمارات كانت شريكًا تجاريًا مهمًا للسودان في ملفات الذهب والموانئ والاستثمارات.

بوادر وساطة

ورغم نبرة التصعيد، لم تُغلق الخرطوم الباب تمامًا، إذ أعلنت ترحيبها بالوساطة التركية شريطة توقف الإمارات عن تسليح قوات الدعم السريع وسحب المرتزقة، تمهيدًا لأي تهدئة محتملة.

ختامًا

هكذا قررت الخرطوم أن تقطع "شعرة معاوية"، وتضع حدًا لتراكمات ما وصفته بـ"التدخل الوقح"، فهل تتوقف أبوظبي عن اللعب بالنار السودانية؟ أم أن القادم أعنف في صراع بات علنيًا؟ الأيام وحدها ستجيب.