بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : مات ضمير العالم فبات الدعم مقرر لإجرام الصهاينه ضد إيران .

محمود الشاذلى
-

نعــم .. جميعا جنودا خلف قادتنا لحماية وطننا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أتصور أن مايحدث من غطرسة عمقها الصهاينه ، وقيامهم بإغتيال العلماء والقاده الإيرانيين ، والإفتخار بسحقهم ، وهذا الدعم الإجرامى من ترامب وماكرون يفرض علينا أن ننتبه ، وأن نسمع بعض ، ونتحدث بصدق مع بعض ، ونقول الحقيقه لبعض عبر حوار محترم ، ولعل أروع مافى هذا الحوار المنشود والمأمول هذا الذى يبتعد عن التكلف ويتسم بالمصداقيه وذلك عبر جلسات المصاطب في الريف ، أو دردشات مراكز الشباب ، أو سهرات الكافيهات بالنسبه للمثقفين ، لأن حوارات القاعات المكيفه ، والمكاتب الفخيمه التي يتصدرها مرتدين البدل الفخيمه ، والذاهبين إليها بالسيارات الفارهة فقدت قيمتها بالكليه ، أمام بساطة ملتقيات الحوارات ورغم تلك البساطه التي يكتنفها اللقاءات فإن آليات ومضامين ونهج الحوارات أراه من الضرورات منذ الحشد الشعبى ضد الإجرام الصهيونى ومايرتكبونه من مجازر بحق إخواننا بغزه فى زمن مات فيه ضمير العالم .

يبقى من الأهمية أن تنطلق الرؤيه من الإتزان السياسى ، والعمق الحزبى ، والحوار الموضوعى الخالى من الطبل والزمر ، و النفاق ، والإمعان فى التذلل ، وطرح الأمور بفجاجه لأن ذلك يتنافى مع المنطق السليم والعقل الرشيد ، أو يقتنع به طفل صغير ، وإدراك كارثية التقزيم التى طالت كثر فى بلاط صاحبة الجلاله ، الأمر الذى معه لم يعد لكتاب كثر قارىء يقتنع بما يطرحونه ، فباتوا يكتبون لأنفسهم دون أن يلتفت إليهم أحد ، فحرم الوطن من إبداعاتهم ، وعمق آرائهم ، وكذلك سيدركون خطورة الشعارات ، والخطب الرنانه التى تتصدر المؤتمرات ، فى محاولة لتعميق أن الحزب القريب من السلطه يتولى أمره ملهمين يتلقون الوحى من السماء ، وهذا يكون محل سخريه وإستهزاء من الشباب وفقدان للوجود الشعبى الحقيقى حتى وإن أحدث النشاط الحزبى للمسموح بهم ضجيجا مستمرا ، رغم أن به قيادات رائعه على مستوى المسئوليه ، وأصحاب رؤيه حقيقيه بل ويستطيعون بفكرهم فرض وجود حقيقى ومؤثر فى مجريات الحياه مبنى على أسس لأن لديهم المقومات لذلك .

لعلها فرصة أن نلتقط تلك الوطنيه التى برزت فى مواقف كل أبناء الوطن تجاوبا مع ماتحدثه إيران فى الصهاينه الملاعين ، وإصطفافا صادقا حول قادتنا ، شمل ذلك المنتمين للأحزاب ومن لاحزب لهم ، الساسه ومن كفروا بالسياسه ، البسطاء قبل العظماء ، الفقراء قبل الأغنياء ، تتعاظم تلك الفرصه عندما نلتقط تلك الروح العاليه ، ونحتضن كل من تجسدت بداخلهم الوطنيه ، ونعيد القامات إلى حضن الوطن واقعا عمليا ، ويتوقف فورا إستبعاد أصحاب الخبرات ، وإفساح المجال للشباب بلا خبره ، حتى لايفتقدوا قيمة التوجيه ، وأهمية تصويب المسلك وحتى الفهم ، خاصة بعد أن بات يستطيع أى أحد أن يوجههم كما يريد بعد سلب إرادتهم ، وجعلهم بلا رؤيه دون إدراك أن أصحاب الخبرات كنوز مجتمعيه بحق لو تم التقارب معهم عبر حوار محترم ، وليتوقف فورا نهج سحق القامات فى كافة المجالات لصالح عديمى الفهم قليلى الخبره من المحظوظين والمرضى عنهم حتى ولو كان فى ذلك ضررا للوطن ، بالضبط كالنهج الذى تم التعامل به مع القامات الرفيعه وأصحاب الخبرات فى مجالات عديده فى القلب منهم قدامى المحررين البرلمانيين ، والذى أفقد الصحافه البرلمانيه قيمتها ، وبدد نهجها ، وسحق تاريخها ، بدل أن يتم الإنطلاق بخبرات من فيها إلى ٱفاق المستقبل ، إنطلاقا من تواصل الأجيال الذى هو أساس الحياه ، حتى لاتشيخ الدوله ، أو يلاحق التقزم من يتم الإتيان بهم عبر نهج السمع والطاعه .

بلا مزايدات .. جميعا جنودا خلف قادتنا لحماية وطننا الغالى ، جميعا نحترم كل أجهزة الدولة خاصة الأمنية ، فى القلب منهم المسئولين لقيمة الدور الوطنى الذى يؤديه الساسه المنتمين للأحزاب القديمه وحتى الحديثه بعيدا عن دائرة الضوء ووهج التطبيل ، وما تؤديه الأقلام الشريفة ، والوطنية ، والتى تطرح رؤيه صادقه تضيف لهذا البلد كثيرا ، وذلك فى إطار من الموضوعيه والإحترام ، والحجه والبيان ، وإحترام الصحفيين لمهنتهم ، وأقلامهم ، والزود عنها كل مكروه وسوء ، وعشقهم لهذا البلد ، صمام أمان للإستقرار ، والتقدم ، وسبيلا لإحداث راحة يقينيه لدى الشباب .

خلاصة القول .. يتعين أن ندرك حتمية المشاركه الفاعله ، والإيجابيه ، فى هذا الظرف الدقيق الذى تمر به المنطقه ، خاصة بعد الإجرام الذى إرتكبه الصهاينه ضد إيران ، كما أن تحمل أمانة القلم أحد أسمى وأنبل مايتمناه الإنسان ، لذا وللمرة المليون لن يكون فى صالح أحد أن تقصف الأقلام ، أو تحجب الحقيقه ، أو يمنع صحفى من أداء رسالته بأى صوره من الصور ، وتحت أى زعم . وليفهم الجميع أن التردى ليس فى طرح رؤية تعجب البعض من الذين إعتادوا على أن تكون الأقلام قد تم برمجتها على المديح لهم حتى فى تناول خطاياهم كبشر وإخفاقاتهم الناتجه عن عمل .

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية عضو مجلس النواب السابق .