الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : إستنفار الأجهزه لحماية الشعب من كوارث الفيس يكشف عن عظمة المصريين .

المجتمع المصرى الذى كان مضرب الأمثال بكل الفضائل تلاشى منه الإحترام ، وإنعدم فيه الأدب ، تلك حقيقه يقينيه ونتيجه طبيعيه للصمت على إستخدام الفيس بوك الإستخدام السيىء ، وجعله منصه للتشويه ، وترسيخ الموبقات ، وتصفية الحسابات ، وهدم الرموز والقامات ، عمق ذلك فى الوجدان ، حيث إستيقظنا على حقيقه مفجعه مؤداها خطورة الفيس على المجتمع إذا ترك بلا ردع لمن ينطلقون منه لتدمير الأشخاص ، وخطورة التهاون مع كل من يسيئون إستخدامه خاصة هؤلاء الذين يدشنون كتائب ألكترونيه وهميه ، من خلال خطوط التليفونات لتصفية الحسابات ، وتشويه الخصوم ، والقضاء مجتمعيا على الرموز عبر الإغتيال المعنوى ، إلى الدرجه التى معها إنتقلت خلافات الجيران من الواقع إلى الفيس حتى فجعنا بهذا القدر من قلة الأدب بينهم حتى إستقر اليقين أن الإحترام تلاشى ، والأدب إنعدم ، والناس الطيبين لم يعد لهم وجود وتلك مأساه حقيقيه خلفها أبشع جريمه مجتمعيه فى العصر الحديث ، أثبت ذلك يقينا الخبر المسيىء الذى روج لها مستخدمين للفيس بوك بالزعم بتورط أحد المحامين العموم بالنيابة العامة ، وعدد من ضباط الشرطة في تجارة المخدرات مع المنتجة سارة خليفة ، وأنهم يخضعون للتحقيق بعدما تقدم عضو النيابة بإستقالته ، الخبر إنتشر بالفيس بوك إنتشار النار فى الهشيم رغم أن منطلقه أكاذيب .
مرارا وتكرارا حذرت من خطورة تلك الظاهره على المجتمع المصرى ، وتركها بلاردع ، وناشدت الأجهزه المعنيه بسرعة التحرك دون إستجابه ، أو حتى إهتمام ، اللهم إلا عند إدراك أن تلك الظاهره المريبه التى قد تعصف بالمجتمع هى نتاج طبيعى للتهاون فى ردع مروجيها ، وتلك الحاله من الرحرحه التى إنتابت تلك الأجهزه حتى وصل الأمر إلى إساءة البعض لتلك الأجهزه الرقابيه نفسها ، من خلال تشويهها وإلقاء غيوم من الشك على أعمالها ، ومحاولة نزع الوطنيه منها ، وخلق رأى عام ضدها مجافى للحقيقه ، ومخالف للواقع ، ساعد على تنامى تلك الظاهره المريبه حصار الصحف وتقزيم دورها ، والتهاون فى مواجهة السخافات التى إنتشرت على الفيس بوك ، وإستخدامه فى تعميق نهج قلة الأدب ، والإنحطاط ، فى تصفية الحسابات والإبتزاز ، ونشر على صفحات التواصل الإجتماعى الفيس بوك موضوعات تفتقد للمصداقيه ، الأمر الذى معه يفتح الباب على مصراعيه لنشر الشائعات ، وتداولها على نطاق واسع .
إنطلاقا من تلك المعاناه المجتمعيه التى أصبح يعانى منها كل الشعب المصرى ، إنتاب بلا مبالغه كل الشعب حالة من السعاده للنهج الجديد فى التعامل مع تلك الظاهره البغيضه القائمه على تدخل الأجهزه وردعها بقوه ومسئوليه للمتجاوزين ، أدركت ذلك حين أمرت النيابة العامة بضبط وإحضار عدد من الأشخاص المتورطين في نشر وإعادة نشر أخبار كاذبة ، عبر مواقع إلكترونية وصفحات بمواقع التواصل الاجتماعي ، زعمت أن النيابة العامة أجبرت أحد أعضائها على تقديم استقالته ، فضلًا عن ضبطه برفقة عدد من ضباط الشرطة وبحوزتهم مواد مخدرة ، بزعم صلتهم بالتحقيقات الجارية في واقعة ضبط المتهمة سارة خليفة فى تأكيد للنيابة العامة بعدم صحة هذه المزاعم جملةً وتفصيلًا ، مشددة على أنها تأتي ضمن محاولات مغرضة لتضليل الرأي العام ، وتكدير الأمن والسلم العام ، كما وجه المستشار النائب العام بإتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق القائمين على نشر وتداول هذه الأكاذيب ، مع تكليف الجهات المختصة بتتبع الحسابات والمواقع المسئولة عنها .
الرائع فى الأمر هذا التحرك السريع والناجز ، حيث تم تحديد عدد من المتورطين في نشر وإعادة نشر تلك الأخبار الكاذبة ، وأصدرت النيابة العامة قرارات بضبطهم وإحضارهم ، تمهيدًا لإستجوابهم وإتخاذ ما يلزم قانونًا حيالهم ، مع تكليف إدارة الرصد الإلكتروني بمواصلة تتبع باقي الحسابات وتحديد القائمين عليها لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضدهم ، عظم ذلك تأكيد الرقابة الإدارية عدم صحة ما تم تداوله بشأن صدور أية قرارات من المستشار النائب العام إلى الهيئة بضبط أى من أعضاء الهيئات القضائية ، أو ضباط الشرطة بذلك الشأن ، أضاف بيان الرقابه الإداريه أن ذلك يأتي في ضوء ما رصده المركز الإعلامي للهيئة لأخبار متداولة على وسائل التواصل الإجتماعي عن أعمال الهيئة مخالفة للحقيقة .
لاشك أن بيان النيابه العامه الموقره وماأعلنته من إجراءات ، وكذلك بيان هيئة الرقابه الإداريه الشامخه يعيد للمجتمع المصري إنضباطه ، ويعطي درسا للجميع بعدم التسرع في النشر أو مشاركة الأخبار الكاذبة ، أو التجنى على الناس إستغلالا لمساحه من الحريه فى النشر أتاحها الفيس بوك ، دون إنتباه إلى أن أى نشر غير موثق يضع ناشريه تحت طائلة القانون ، وتنبيه فعلى لمباحث النت بحتمية التحرك لحماية المجتمع ، وكذلك ضرورة الإنتباه إلى أن السوشيال ميديا ليست مساحة حرة بلا محاسبة ، لأنه لو ترك الأمر هكذا بلا ضابط لدمرت الأسر ، وهدمت البيوت الآمنه ، وضاعت هيبه الدوله ، لذا أنقذ هذا التحرك السريع للنيابه العامه الموقره ، والأجهزة الكرام كل من فيها فى القلب منهم الرقابه الإداريه المجتمع المصرى من فتنه كادت تعصف بكيانه ، نتيجه طبيعيه لما يحدث على الفيس بوك من تطاولات ومزاعم كاذبه بلا ردع ، خاصة ونحن مقبلون على إستحقاق إنتخابى بدأ الإعداد له لإستخدام الفيس فى عمليات تشويه منظمه لتحقيق إنتصارات على حساب سمعة المنافسين من المرشحين وشرفهم .
يقينا .. ماتم يرسخ للقواعد الثبوتيه التى مؤداها أن كل حق يقابله واجب ، وأن الحرية المطلقه مفسده مطلقه ، لذا إبتهج الشعب المصرى بكامله لهذا التحرك السريع الذى بث الطمأنينه فى نفوسهم ، وأرجعهم إلى الأمان الحقيقى الذى كانوا يعيشونه قبل ظهور الفيس بوك فى واقعنا الحياتى ، ويتم إستخدامه هذا الإستخدام الإجرامى ، متمنيا أن تكون تلك المواجهة الرادعه من الأجهزه منطلقها نهج حقيقى ثابت وراسخ ينطلقون منه ، وليس ردة فعل لواقعه هزت المجتمع المصرى بكامله ، مع أهمية أن تتفاعل مباحث النت مع البلاغات الرهيبه المقدمه إليهم ولم يتم التفاعل معها ، وساهمت لاشك فى توحش تلك الظاهره وتغولها فى كل حياتنا ، وتستجيب لمن طالبوا بمحاسبة وردع من نشر تلك المزاعم الكاذبه ، وأذاع الأضاليل وسب وقذف وتطاول بحق تلك القامه الرفيعه ، وشوه ضباطنا الكرام ولو عن جهل ، لذا محاكمة هؤلاء على رؤوس الأشهاد بات أمرا هاما فى ردع الجريمه لأن الشرف والكرامه دونهما الموت حتى لمن هم على قيد الحياه .
الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .