11 عامًا من التطوير الشامل للمستشفيات الجامعية: 145 مستشفى تخدم 25 مليون مواطن سنويًّا

أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن منظومة المستشفيات الجامعية شهدت طفرة غير مسبوقة خلال السنوات الـ11 الماضية، بفضل الدعم الكبير والمتواصل من القيادة السياسية، ما ساهم في تحسين قطاع الرعاية الصحية والارتقاء بجودة الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين.
وأوضح الوزير أن الوزارة حرصت على تطوير الأداء المهني بالمستشفيات الجامعية، من خلال تقديم برامج تعليمية وتدريبية مكثفة للكوادر الطبية والتمريضية، وتوفير أحدث الأجهزة والتقنيات الطبية، والتركيز على التخصصات البينية، بالإضافة إلى تطبيق منظومة رقمية شاملة تسهّل على المرضى الحصول على الخدمات وتحسن من كفاءة العمل داخل المستشفيات.
وأشار الوزير إلى أن ميزانية المستشفيات الجامعية ارتفعت من 10 مليارات جنيه عام 2014 إلى 28 مليار جنيه عام 2023، مما يعكس أولوية الدولة لهذا القطاع الحيوي، موضحًا أن عدد المستشفيات الجامعية بلغ 145 مستشفى، بينها 52 مستشفى متخصصًا في مجالات دقيقة مثل علاج الأورام، الإدمان، الصحة النفسية، صحة المرأة، طب الأطفال، الجراحات الدقيقة، طب وجراحة العيون، المسالك البولية، جراحات اليوم الواحد، جراحة القلب والصدر، والأوعية الدموية.
وتشكل المستشفيات الجامعية ما يقرب من 30% من إجمالي أسرة الرعاية الصحية الحكومية، و50% من أسرة العناية المركزة، ما يجعلها ركيزة أساسية في منظومة الرعاية الصحية بمصر. وخلال عام 2024 – 2025، استقبلت هذه المستشفيات نحو 25 مليون مريض، وأُجريت أكثر من 620,440 عملية جراحية، من بينها 350 ألف عملية دقيقة، و220 جراحة روبوتية، منها 40 جراحة للأطفال. كما أُجريت نحو 588 ألف جلسة غسيل كلوي، مستفيدة من البنية التحتية التي تضم 34,618 سريرًا، منها 5,254 سريرًا للعناية المركزة، و896 حضانة للأطفال حديثي الولادة.
وضمن خطة تطوير البنية التحتية للمستشفيات، تم تنفيذ 160 مشروعًا بإجمالي استثمارات بلغت 19 مليار جنيه، شملت تطوير 33 مستشفى وتنفيذ 127 مشروعًا لرفع الكفاءة، ومن أبرز هذه المشروعات:
افتتاح مركز زراعة الكبد بجامعة المنصورة، أكبر مركز من نوعه في الشرق الأوسط وإفريقيا، بتكلفة مليار جنيه.
إنشاء المستشفى الجامعي بمحافظة السويس بتكلفة 2.4 مليار جنيه، ويضم 17 عيادة و15 غرفة عمليات و260 سريرًا ووحدات متخصصة.
تطوير المدينة الطبية بجامعة عين شمس بتكلفة 10 مليارات جنيه، مع إضافة وحدات جديدة مثل حضانات الأطفال المبسترين وزيادة أسرة العناية المركزة.
افتتاح وحدة قسطرة الأوعية الدموية ووحدة عناية القلب بمستشفى سموحة الجامعي، وتطوير مستشفى المواساة بالتعاون مع جامعة مانشستر.
كما جرى تطوير عدة وحدات في خمس مستشفيات جامعية عبر تقنية الفيديو كونفرانس، شملت وحدة جراحات عيون الأطفال، ومركز السمع والاتزان، مما ساهم في تحسين جودة الخدمة الطبية وزيادة القدرة الاستيعابية.
وفيما يتعلق بالمبادرات الصحية الرئاسية، أوضح الوزير أن المستشفيات الجامعية شاركت في عدد من المبادرات، أبرزها "التشخيص عن بعد"، ومبادرة "القضاء على قوائم الانتظار"، حيث تم علاج 414,395 حالة بنسبة إنجاز 80%، في تخصصات حيوية منها: جراحة الأورام، العظام، المخ والأعصاب، القلب المفتوح، زراعة الكلى والكبد، وزراعة القوقعة. كما شاركت المستشفيات في مبادرات الاكتشاف المبكر وعلاج الأورام في 12 محافظة.
من جانبه، أكد الدكتور عمر شريف عمر، أمين المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، أن المستشفيات ساهمت في تنفيذ توجيهات الرئيس في مجالات الصحة النفسية، وعلاج الإدمان، والتوحد، وتنظيم الأسرة، كما قدمت 81,044 استشارة طبية عن بُعد، ونفذت 535 قافلة طبية استفاد منها 303,469 مواطنًا. وشاركت 22 مستشفى جامعيًا في حملة "أكتوبر الوردي" للكشف المبكر عن سرطان الثدي.
وأضاف أن هناك تعاونًا دوليًّا لتطوير قطاع الأورام، حيث زار الوزير عددًا من المراكز الطبية بألمانيا مثل شركة "سيمنز هيلثنيرز" ومركز فرايبورج الجامعي للأورام، وناقش فرص التعاون في الكشف المبكر، والعلاج المتكامل، وتدريب الكوادر، ومن المنتظر أن يبدأ هذا التعاون بالتزامن مع افتتاح المعهد القومي للأورام الجديد في عام 2025.
وأشار الدكتور أحمد عناني، مستشار الوزير للسياسات الصحية، إلى أن الوزارة وقعت اتفاقيات تعاون مع الكلية الملكية للجراحين في أدنبرة، إضافة إلى بروتوكولات مع وزارة الصحة ومديرية الصحة بالدقهلية، والأمانة العامة للصحة النفسية، لتعزيز التعاون في التدريب والبحث العلمي، وعلاج الإدمان، كما تم توقيع بروتوكول مع الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية (GAHAR) لرفع كفاءة المستشفيات الجامعية وتأهيلها للاعتماد.
وأكد الدكتور عادل عبدالغفار، المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي باسم وزارة التعليم العالي، أن المستشفيات الجامعية لا تؤدي فقط دورًا طبيًّا بل تُعد مراكزًا تعليمية وبحثية رائدة، مشيرًا إلى أن الدولة تواصل ضخ الاستثمارات اللازمة لتحديث هذه المستشفيات وتحسين جودتها، بما يتماشى مع المعايير العالمية، ويخدم خطة الدولة نحو تطوير الرعاية الصحية الشاملة للمواطن المصري.