بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : الوضع البرلمانى لله ثم للتاريخ فهل ينتبه الوطنيين أصحاب القرار .

محمود الشاذلى
-

أياما مضت تناولت فيها قامات مجتمعيه فى محاوله لإراحة البال بالإبتعاد عن تناول الأمور السياسيه ، والواقع الإنتخابى ، خاصة بعد أن أوجع قلبى ماأدركته من أجواء ، وتلك الفخامه التى إنتابت إجتماعات الأحزاب للإتفاق على مرشحيهم فى مجلس الشيوخ فى قائمه هى بمثابة تعيين ، وإقرار بالنجاح المطلق حتى بالنسبه لمرشحى الفردى لإتساع الدوائر الإنتخابيه ، والتى معها لايستطيع اى شخص ترشيح نفسه لإفتقاد الجميع لمظله يستطيع من خلالها الإنتشار ، أو حتى يقين أن تلك إنتخابات بجد ، حزنت كثيرا على ماأدركته من جد ممزوج بالهزل ، ومن قامات شكلوا غرف عمليات لإيهام الشعب بوجود إنتخابات بجد ، وأحزاب ذا تاريخ تهرول لتنال جزءا من الكعكه حتى ولو فتات .

بحق الله حزنت كمواطن من شعب مصر ، إستقر لديه اليقين أنه لن يكون هناك بعد اليوم نائبا من نسيج هذا الشعب ، من عمقه وكيانه ، يولد من رحمه ، يعبر عن أوجاعه ، لأنه أحد الموجوعين مثلهم ، يقيم فى رحابهم وليس فى قصر أو فيلا بالتجمع الأول أو الثانى وحتى الخامس ، أو الكمباونتات منتجع البهوات ، يتعاظم الألم أن أحدا من هؤلاء الذين بحكم الواقع ناجحين فور تقديم أوراقهم للترشح لايمكن أن يتلقى طلبا من مواطن بل قد يمتعض لو طرح عليه آلامه ويتعجب لأنه من نسيج آخر وشعب آخر ، بل إنه سيرحل من حيث أتى بالباراشوت ولاعزاء للبرلمان بل للحياه النيابيه برمتها ، حتى لايزايد عليا أحد ، أو يعبث عابث من الساسه بوشايه بحقى لدى الأجهزه ، يتعين التأكيد أننى أطرح ذلك ككاتب صحفى ينتمى إلى جيل الرواد بنقابة الصحفيين بعد أن تعدى عامه الأربعين فى بلاط صاحبة الجلاله الصحافه ، ووصل لأعلى موقع صحفى بالصحافه المصريه كنائبا لرئيس تحرير جريده قوميه ، ورئيسا لتحرير موقع صحفى ، والكاتب الصحفى المتخصص فى الشئون السياسيه والبرلمانيه والأحزاب ، وكنائب خرج من رحم الشعب ، وليس صنيعة سلطه لأنه ينتمى للمعارضه الوطنيه ، دفع به الواقع ألا يزهد فى البرلمان والإنتخابات فحسب بل فى كل الحياه ويستعد للقاء رب كريم ، بعد أن سطرت تاريخا هو بفضل الله فخرا لأبنائى وأحفادى وأبناء جيلى وبلدتى ، وميراثا من الشرف ، أطرح ذلك بضمير وطنى وحبا فى هذا الوطن الغالى وتنبيها لمن يديرون دفة الأمر لينتبهوا جيدا لمضامين ماطرحت ، قبل أن نصل إلى مرحله تتعاظم فيها الفجوه بين الشعب وهؤلاء النواب الجدد الذين لاشك محل تقدير بحق ، وإحترام بصدق لأنهم قامات ورموز كل فى مجاله ، لكن ليس معنى ذلك أن يتم الدفع بهم نوابا إنطلاقا من وجاهة إجتماعيه ، وترسيخا أن الشعب لاقيمة له ، لذا يتم إلغائه وتقزيمه فى شخوصهم .

أدرك أن الوطن يمر بمنعطف صعب يتعلق بالوضع البرلمانى شيوخ ونواب ، من يقول بغير ذلك لايعى جيدا مضامين المشهد الإنتخابى الذى خيم عليه أجواء هزليه ، ومناقشات سوفسطائيه ، وحوارات لها العجب العجاب ، أهدرت قيمة المجلس التشريعي ، طال هذا الهزل من يريد ترشيح نفسه من القامات ، الأمر الذى أزعجنى كثيرا ما أدركته من زخم إنتخابى إستعدادا للإنتخابات البرلمانيه شيوخ ونواب ، حيث أدرك الجميع أن عضوية البرلمان أصبح الحصول عليها الٱن لاعلاقة له بالإراده الشعبيه ، أو رغبة الناس ، إنما بات منطلقها الوجاهة الإجتماعيه عبر الملايين ، أو دعما من صاحب سلطه ، لذا أصبحت حكرا على البهوات ، وأبناء البهوات ومن يمتلكون الملايين من البهوات ، هؤلاء الذين من الطبيعى أن يمارسون السياسه من باب الوجاهة الإجتماعيه ، لذا يعتبرون الحصول عليها أحد ٱليات تلك الوجاهة .

يتساوى فى ذلك المنتمين للأحزاب جميعها حتى التى صنفت معارضه ، وتلك المحسوبه على الاغلبيه أى أغلبيه ، والمستقله ، ساهم ذلك فى تعاظم ظاهرة الآباء والأبناء الأعضاء تحت قبة المجلسين شيوخ ونواب وبشكل واضح وصريح فى سابقه لم يكن يجرؤ على تدشينها أحد فى البرلمانات السابقه على مدى التاريخ ، ليس هذا على سبيل التندر ، أو المجاز ، إنما هذا تجسيدا للواقع المرير ، دلالة ذلك أنه بالبرلمان الحالى شيوخ ونواب ، رئيس حزب معارض سابق نائبا بالشيوخ قبل أن يترك رئاسة الحزب ، وإبنته نائبه بالنواب ، ورئيس حزب آخر مستقل نائب بالبرلمان وإبنه الشاب نائب بالبرلمان أيضا ، ونائب بالنواب رئيس لجنه ، وإبنته عضوا بالشيوخ ، ونائب بالشيوخ عن بنى سويف ، وإبنته بالنواب ، الأمر الذى معه أدرك الشعب أنه خارج تلك المعادله بكاملها ، وكذلك أدرك من مارسها إنطلاقا من الإراده الشعبيه فأخذ خطوات للخلف حفاظا على ماسطره من تاريخ ، وحققه من إنجاز ، وأخذ يتابع المشهد من خلف ستار والحسرة تنتابه على ماألت إليه الأمور ، يعتصر قلبه الحزن على برلمان الأمه ، لتتوه الحقيقه ويغيب الجميع عن الوعى .

حتى لايفهم البعض ماطرحته بالمقلوب يتعين التأكيد على أن البرلمان شيوخ ونواب محل تقدير وتوقير وإحترام ، شأنه شأن كل مؤسسات الدوله ورجالاتها الكرام ، وهو الهيئة التشريعية في الدولة ، وهو كما فى الدستور يمثل الشعب ويقوم بسن القوانين ومراقبة أداء الحكومة ، أما النائب البرلماني فهو عضو في البرلمان يمثل المواطنين طبقا للدستور أيضا ، ويشارك في صنع القرارات التشريعية والرقابية ، يعنى البرلمان تاريخ عظيم ، ونائب الشعب حدد معالمه الدستور لذا فدوره أيضا عظيم ، من أجل ذلك كان الترشح حق دستورى لكل الشعب شريطة أن يكون لديه القدره على تحمل تلك المسئوليه الوطنيه الكبيره ، لذا أتمنى أن يظل شامخا كيف ؟ تابعونى .

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .