بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

احذر .. نوبات الغضب قد تكون علامة على إصابة الطفل باضطراب ثنائى القطب

السلوك العدوانى لدى الأطفال
شيماء خالد -

اضطراب ثنائى القطب واحد من الاضطرابات النفسية الشديدة، التي تسبب تقلبات عنيفة في الحالة المزاجية، ينتج عنها نوبات من الهوس والاكتئاب، ويعتقد أن هذا الاضطراب يصيب البالغين، إلا أن بعض الأبحاث أن 65% من البالغين المصابين بالاضطراب ثنائي القطب، تظهر عليهم أعراض الاضطراب قبل سن 18 عامًا، مما يعنى أن الأطفال في أي عمر يمكن أن يصابوا بالاضطراب ثنائي القطب.

ووفقا لموقع "Very well mind"، يرتبط الاضطراب ثنائي القطب الذي يبدأ في مرحلة الطفولة بمسار مرضي أكثر حدة، مقارنة بالأشخاص الذين لا تظهر عليهم الأعراض إلا بعد البلوغ، ويمكن أن يكون التدخل المبكر مفتاح السيطرة على الأعراض.

الأعراض التي يجب الانتباه لها للأطفال

يختلف الخبراء حول الأعراض الدقيقة التي قد تظهر في مرحلة الطفولة والمراهقة، لأنها تبدو مختلفة عن أعراض البالغين، ولكن قد تشمل بعض هذه الأعراض ما يلي :

قلق الانفصال

اضطراب عاطفي مع تقلبات مزاجية متكررة

نوبات الغضب والانفجارات (تستمر حتى عدة ساعات)

الانفعال الملحوظ

الاندفاعية

السلوك العدواني أو المعارض

قابلية التشتيت

فرط النشاط، طاقة أكثر من المعتاد

المشاركة في العديد من المشاريع أو الأنشطة في وقت واحد

حاجة أقل للنوم

الأرق أو التوتر

السخافة أوالحمق

أفكار متسابقة

التحدث بشكل مفرط أو سريع أو مضغوط

العظمة

السلوكيات المحفوفة بالمخاطر

مزاج مكتئب

احترام الذات متدني

الخمول

صعوبة الاستيقاظ في الصباح

كوابيس الليل

أفكار الموت

ويجب ملاحظة أن العديد من هذه الأعراض ليست خاصة بالاضطراب ثنائي القطب، ويمكن أن تعكس مجموعة متنوعة من المخاوف الأخرى عند الأطفال.

تشخيص الاضطراب ثنائي القطب لدى الأطفال والمراهقين

إذا كنت تعتقد أن طفلك يعاني من اضطراب ثنائي القطب، أو أي مشكلة صحية نفسية أخرى، فتحدث إلى طبيب نفسى متخصص لإجراء تقييم شامل، ومن المرجح أن يطلب منك خبير الصحة النفسية مقابلةً أنت وطفلك للحصول على صورة كاملة عن تاريخ حالتك الصحية وظهور العلامات والأعراض الحالية.

في بعض الأحيان، يكون لحالات أخرى، مثل الاكتئاب أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، أعراض مماثلة، لذلك من المهم تقديم أكبر قدر ممكن من المعلومات حول مزاج طفلك وأنماط نومه ومستوى طاقته وشهيته ودورته الشهرية ومشاكله السلوكية وتاريخه الطبي للمساعدة في استبعاد الاحتمالات الأخرى.

علاج الاضطراب ثنائي القطب في مرحلة الطفولة

الاضطراب ثنائي القطب هو اضطراب يستمر مدى الحياة، ويجب إدارته طوال حياة الشخص، وقد يتطلب العلاج إجراء تعديلات بمرور الوقت مع استمرار نمو الدماغ، وقد تؤدي التقلبات في الهرمونات وتجارب الحياة إلى تفاقم الأعراض.

وقد يتضمن علاج الطفل المصاب بالاضطراب ما يلي:

الأدوية: قد يصف الطبيب النفسي أدويةً لضبط مزاج طفلك، بما في ذلك مثبتات المزاج ومضادات الاكتئاب ، لكن من المهم مراقبة أدوية طفلك والحذر من الآثار الجانبية، و قد يستغرق إيجاد الدواء المناسب والجرعة الصحيحة بعض الوقت، إذ لا يوجد دواء واحد يناسب جميع المصابين بالاضطراب ثنائي القطب.

٠لعلاج بالكلام: قد يثقف المعالج طفلكَ حول الاضطراب ثنائي القطب، ويقدم جلسات علاجية لمساعدته على اكتساب استراتيجيات تنظيم المشاعر وسلوكيات تأقلم صحية، تُساعده على إدارة الأعراض ومنع الانتكاس، وغالبًا ما يشمل العلاج أفراد الأسرة أيضًا لمعالجة مشاكل العلاقات، ومشاكل إدارة السلوك، أو استراتيجيات تُساعد الأسرة بأكملها على التأقلم مع المرض النفسي للطفل

إدارة الذات: يمكن للطفل تعلم طرق التعامل مع أعراض الاضطراب ثنائي القطب، وتحديد محفزاته، ووضع روتين يساعد على منع الانتكاس. يُعدّ اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة النشاط البدني، والحصول على قسط كافٍ من النوم أساسًا ممتازًا للاستقرار.

الاستشفاء النفسي. قد يلزم البقاء في المستشفى أحيانًا إذا شكّل الطفل خطرًا كبيرًا على سلامته، مثل وجود محاولة أو أفكار انتحارية، أو إيذاء النفس، أو الذهان، هي بعض الأسباب المحتملة التي قد تستدعي بقاء الطفل المصاب بالاضطراب ثنائي القطب في المستشفى.

قد يطلب منك المعالج أو الطبيب النفسي تسجيل مزاج طفلك، أو أنماط نومه، أو سلوكه. إن تسجيل تقدم طفلك يساعد مقدمي العلاج على تحديد مدى فعالية العلاج أو الأدوية في الحفاظ على استقرار مزاج طفلك .

يكون العلاج أكثر فعالية عندما يتعاون الطفل والوالدان والأطباء والمعالجون النفسيون ومقدمو العلاج الآخرون كفريق واحد. لذلك ، من المهم حضور مواعيد طفلك، وطرح الأسئلة، والتواصل مع مقدمي العلاج الآخرين، ومواصلة التثقيف حول احتياجات طفلك النفسية.

الحالات المرضية المصاحبة

يعاني العديد من الأطفال المصابين بالاضطراب ثنائي القطب من مرض عقلي إضافي، أو إدمان، أو اضطراب سلوكي، وقدّرت بعض الأبحاث أن ما بين 60% و90% من الشباب المصابين بالاضطراب ثنائي القطب قد يعانون أيضًا من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط .

وتعد اضطرابات القلق وتعاطي المخدرات واضطرابات السلوك التخريبي، من بين المشكلات الأكثر شيوعًا التي قد يواجهها الأطفال المصابون بالاضطراب ثنائي القطب .

الدعم في المدرسة

من المهم التعاون مع مدرسة طفلك إذا شُخِّصَ باضطراب ثنائي القطب، ويمكن لمسئولي المدرسة مساعدتك في وضع خطة تُناسب تعليم طفلك على أفضل وجه، حيث تعتمد احتياجات طفلك الأكاديمية على أعراضه وما يترتب عليها من مشاكل أكاديمية وسلوكية.

وإذا كان طفلك يواجه صعوبات أكاديمية، فقد تقدم المدرسة خدمات لضمان حصوله على تعليم جيد. على سبيل المثال، قد تتمكن المدرسة من تقديم جدول زمني مُعدّل أو تصريح دخول يسمح لطفلك بزيارة المرشد الإرشادي عند الحاجة.

الدعم في المنزل

يؤثر الاضطراب ثنائي القطب على العائلة بأكملها، لذا من المهم العمل معًا لمساعدة طفلك على إدارة الأعراض، لذلك تعلّم قدر الإمكان عن الاضطراب ثنائي القطب وأحدث خيارات العلاج، وتأكد من أن أفراد عائلتك الآخرين على دراية به أيضًا، ومن المهم أن يفهم الإخوة ما يمكن توقعه.

تحدث مع طفلك بانتظام حول العلاج والمسائل المتعلقة به، حيث من المرجح أن يرفض تناول الدواء في مرحلة ما، خاصةً إذا ظهرت عليه آثار جانبية أو تطلب الأمر إجراء فحوصات دم، قد يرغب أيضًا في التوقف عن تلقي العلاج.