”مهرجان عدلي للشطرنج” يشهد مولد نجوم جدد.. الناشئون يفجرون مفاجآت مثيرة ويطيحون بالكبار

دشن اللأستاذ الدولي في لعبة الشطرنج أحمد عدلي، بطل مصر وأفريقيا، وأولمبياد الشباب، ورئيس الاتحاد المصري السابق، فعاليات جديدة؛ من أجل نشر اللعبة على مستوى محافظات مصر، وعلى كافة المستويات، والأعمار.
واستهل مهرجان عدلي الدولي الثالث للشطرنج فعالياته قبل نحو أسبوع في الصالة المغطاة (رقم 4) باستاد القاهرة الدولي.
وسجلت بطولة "عدلي الدولية للشطرنج السريع"، رقمًا قياسيًا في عدد المشاركين بلغ 470 لاعبًا ولاعبة من 11 دولة، في سابقة لم تعرفها البطولات اليومية في مصر من قبل.
وقدمت أكاديمية عدلي للشطرنج عرضا تنظيميا مميزا لبطولة سريعة من 10 جولات في يوم واحد فقط.
وأكد الكابتن أحمد عدلي أن "اليوم كان تحديًا استثنائيًا أثبتنا فيه أن مصر قادرة على تنظيم بطولات عالمية بمستوى احترافي".
فيما أشار الحكم الدولي ورئيس الطاقم التحكيمي الكابتن يوسف نادر إلى أن "نجاح التحكيم لبطولة يشارك فيها 470 لاعبًا عبر 10 جولات متتالية خلال يوم واحد ليس مجرد إنجاز تحكيمي، بل هو شهادة على احترافية الطاقم المتكامل".
الناشئون يقلبون الطاولة على الكبار
وفي مشهد لم تعهده الساحة الشطرنجية، تحوّلت بطولة الشطرنج السريع ضمن مهرجان عدلي الدولي الثالث إلى مسرح مفتوح لانفجار مواهب الفئات العمرية الصغيرة، حيث خطف اللاعبون تحت 14 و16 عامًا الأضواء من عمالقة اللعبة.
افتتاحية متوقعة.. تمهّد للعاصفة
بدأ اليوم بمؤشرات نمطية. فالكبار كالمصنف الأول الأستاذ الدولي حامد وفا (2382)، والاستاذ الدولي محمد عزت (2338)، وديفيد جورج (2310)، افتتحوا انتصاراتهم على حساب لاعبين ذوي تصنيف أقل، في بداية تقليدية رسمت شكلًا أوليًا لمشهد البطولة... إلا أن رياح المفاجآت كانت تشي بقرب العاصفة.
الجولة الثانية.. إشارات تمرد
حافظ الكبار على وتيرة الانتصارات، لكن المدهش كان بروز لاعبين مثل مينا وائل وبلال سعد من الفئات العمرية تحت 16 عامًا، بقدرات تكتيكية ومهارات نفسية أربكت بعضًا من لاعبي التصنيف الدولي.
الجولة الثالثة.. أول سقوط.. وأول عبور
دخلت البطولة منطقة التوازن، مع أول تعادل لاسم كبير مثل الأستاذ الدولي محمد عزت، فيما واصل وفا وديفيد جورج زحفهما نحو القمة، لكن المفاجأة كانت على الطاولات الوسطى، حيث بدأ لاعبو تحت 14 عامًا يفرضون أنفسهم كلاعبين "يحجزون مقاعد متقدمة" وليس مجرد مشاركين.
الجولة الرابعة.. زلزال في قلب الصدارة
عندما خسر المصنف الاول حامد وفا أمام أحمد عبد المنعم، لم تكن مجرد خسارة، بل بداية انهيار للتوقعات. في هذه الجولة، تألق مينا وائل وبلال سعد بشكل مذهل، حيث تميزوا بقدرتهم على امتصاص الضغط التكتيكي، وفرض أسلوب لعب ناضج رغم صغر أعمارهم، فيما وصفه أحد المحللين بأنه "أداء لاعب دولي بجسد مراهق".
الجولتان الخامسة والسادسة.. تمرد الصغار
هاني سيد يهزم ديفيد جورج على الطاولة الأولى، في أكبر مفاجآت البطولة، فيما ظهر اسم مراد أيوب (14 عامًا) ليضيء المشهد بأداء مبهر. كما صعد إلى الساحة لاعبون غير مصنفين، قلبوا الطاولات على خبرات أعتى اللاعبين، ليتحوّل المشهد إلى معركة أجيال ملتهبة.
الجولتان السابعة والثامنة.. عندما يصنع الضغط الأبطال
الصدارة لم تعد حكرًا على الأسماء الرنانة. مينا وائل وفريد وجيه (تحت 16 عامًا) أنهيا الجولة الثامنة في صدارة ترتيب البطولة برصيد 7.5 نقطة، متفوقين على نخبة من أساتذة اللعبة.
في المقابل، تراجعت حظوظ المصنفين الأوائل، مع خسارة المصنف الأول على البطولة الأستاذ الدولي حامد وفا وخروجه من دائرة المنافسة.
الجولة التاسعة.. قمم نارية
تعادل مثير جمع المتصدرين مينا وائل وفريد وجيه على الطاولة الأولى، بينما حقق محمد عزت فوزًا حاسمًا على شريف أشرف، لتتشكل قمة مشتركة من ستة لاعبين: عزت، مينا، فريد، مراد، ديفيد جورج، وأحمد قنديل، برصيد 8 نقاط لكل منهم، ما جعل الجولة الأخيرة بمثابة نهائي مفتوح.
الجولة العاشرة.. الحسم... وانتصار جيل جديد
في لحظات الحسم، أثبت اللاعبون الصغار أنهم الأجدر. فاز كل من ديفيد جورج، ومراد أيوب (14 عامًا)، ومحمد عزت، ليصلوا إلى القمة برصيد 9 نقاط، ويحسم الترتيب النهائي باللجوء إلى نظام كسر التعادل جاءت النتائج النهائية:
- المركز الأول: ديفيد جورج سمير (14 عامًا) – 9 نقاط – كأس البطولة + 7,000 جنيه
- المركز الثاني: مراد أيوب (14 عامًا) – 9 نقاط – 5,000 جنيه
- المركز الثالث: الأستاذ الدولي محمد عزت – 9 نقاط – 4,000 جنيه
وسيتم توزيع جوائز نقدية وعينية للفائزين في الفئات العمرية، وأفضل لاعب غير مصنف،وأفضل لاعبة، وأفضل ناشئ وناشئة.
مفاجآت الجيل الجديد
هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها ثلاثيًا يتكوّن من لاعبين تحت 14 و16 عامًا يفرضون هيمنتهم على صدارة بطولة بهذا الحجم والمستوى.
أسماء مثل مراد أيوب، ديفيد جورج، مينا وائل، فريد وجيه، وإياد الحسيني، باتت على كل لسان. تفوقوا على لاعبين دوليين، ولم يكتفوا بالمنافسة، بل انتزعوا الصدارة عنوة.
عدلي: "نصنع أبطالًا... لا ننتظر الحظ"
قال الكابتن أحمد عدلي – بطل العالم للشباب والأستاذ الدولي الكبير – تعليقًا على هذه الظاهرة:
"نحن في أكاديمية عدلي لا ندرب على النقلات فقط، بل نصنع أبطالًا. رؤية السنوات الخمس القادمة واضحة: ألقاب دولية وأرقام قياسية بأيدي أبناء مصر. ما نشهده اليوم هو ثمار مشروع وطني لبناء جيل شطرنجي حقيقي."
وأضاف: "لدينا أسماء مصرية باتت تتردد عالميًا مثل عبد الرحمن سامح – بطل العالم تحت 10 سنوات – والآن نشهد تفوقًا لافتًا من مينا وائل، ديفيد جورج، مراد أيوب، فريد وجيه، وغيرهم. هؤلاء لا يتعلمون اللعبة فقط، بل يكتبون تاريخها".
إشادة سعودية بالتنظيم
من أبرز الحضور كان نجم وصانع المحتوى الشطرنجي السعودي عبدالله السليمي، الذي وصف المهرجان بأنه "تجربة استثنائية بكل المقاييس"، مشيرًا إلى انبهاره بحجم المشاركة وجودة التنظيم.
وقال السليمي: "هذا المهرجان لا يقل احترافية عن أكبر البطولات الدولية التي حضرتها. التنظيم، الحضور، الحفاوة... كل شيء يليق بمكانة مصر. سأعود للمشاركة في كل نسخة ينظمها البطل العالمي أحمد عدلي، الذي نكن له في المملكة العربية السعودية كل تقدير واحترام".