بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

وول ستريت جورنال: الولايات المتحدة تسعى لكبح جماح إسرائيل التي ازدادت جرأة

جيش الاحتلال
مها عبد الفتاح -

ذكرت صحيفة /وول ستريت جورنال/ الأمريكية أن الولايات المتحدة تسعى حاليا لكبح جماح إسرائيل بعد أن ازدادت جرأة في المنطقة .

وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم، إن إسرائيل ازدادت جرأة لشعورها بالانتصار في سلسلة من الهجمات العسكرية الأخيرة، وتواجه واشنطن الآن صعوبة في التكيف مع ذلك وتسعى لكبح جماح إسرائيل.

وبحسب الصحيفة، أعربت إدارة الرئيس الأمريكي ترامب في الأيام الأخيرة عن إحباطها من الإجراءات الإسرائيلية في سوريا وغزة.

وتتزايد، على وجه الخصوص، انتقادات أنصار ترامب من حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" (ماجا) لدعمه لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يخشون أن يجر الولايات المتحدة إلى مستنقع حروب إقليمية.

وأشارت الصحيفة إلى تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو عقب الهجمات الإسرائيلية الأخيرة في سوريا بأن الولايات المتحدة ساعدت في التوسط في اتفاق لتهدئة الوضع بعد وصفه الاشتباكات بين إسرائيل وسوريا بأنها سوء تفاهم .

وعلى صعيد منفصل، واجهت إسرائيل إدانة واسعة النطاق، بما في ذلك من إدارة ترامب، بعد أن قصفت كنيسة كاثوليكية في غزة، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص. وزعمت إسرائيل أنه كان حادثا.

وقد أعلن البيت الأبيض الأسبوع الماضي أن ترامب "فوجئ" بالقصف في سوريا والضربة التي استهدفت الكنيسة الكاثوليكية ، ويعكس هذا التنافر جزئيا موقع القوة الجديد الذي أصبحت تشعر به إسرائيل بعد سلسلة من الحروب التي خلفت لها خصوما إقليميين بارزين، وفقا لمسؤولين ومحللين سابقين .

ويرى المحللون إن إسرائيل أصبحت تشعر بالقوة الآن، موضحين أن هذا الأمر لا يشكل بالضرورة خبرا سارا إلى الولايات المتحدة، فهذا الشعور يدفع إسرائيل إلى تجاوز حدودها، مما يُطيل أمد حروبها في غزة وخارجها .

ونقلت الصحيفة عن دان شابيرو، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، إن التوترات بشأن التفجيرات الأخيرة في سوريا وغزة تنبع جزئيا من الرسائل الأمريكية المتضاربة وسوء الفهم الإسرائيلي.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن البيت الأبيض ينسق بشكل وثيق مع إسرائيل ويتمتع بنفوذ كبير على نتنياهو لأنه يعلم أن "الولايات المتحدة هي حرفيا السبب الوحيد لوجود إسرائيل".

وأضاف المسؤول أن ترامب يتحدث مباشرة إلى نتنياهو عند ظهور أي مشاكل، موضحا أنه بعد أن ضربت القوات الإسرائيلية الكنيسة في غزة، تحدث الرئيس الأمريكي إلى نتنياهو وحثه على إصدار بيان يوضح ما حدث.

وقالت الوول ستريت جورنال إن التحركات الإسرائيلية تُثير غضب مؤيدي ترامب من حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى". وكان هدف ترامب أثناء الانتخابات هو إخراج الولايات المتحدة من المنطقة وإنهاء التدخل الأمريكي في الحروب الخارجية بشكل عام حتى تتمكن من مواجهة الصين. وهم يرون أن نتنياهو حتى الآن يقود ترامب للتصرف ضد رغباته.

ويقول بعض المسؤولين والمحللين الأمريكيين السابقين إن نفوذ ترامب على نتنياهو أكبر من نفوذ الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، الذي ضعف موقفه مع تناحر زملائه الديمقراطيين حول النهج العسكري الإسرائيلي في غزة.

ورغم معارضة حملة "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، لا يواجه ترامب تمردا من الجمهوريين في الكونجرس يهدد بعرقلة سياسته تجاه إسرائيل. وهذا الوضع يتيح له مجالا أوسع للتعامل مع العلاقة المتغيرة باستمرار.

ويرى محللون آخرون أن واقع العلاقة أكثر تعقيدا بكثير. فبينما تبيع الولايات المتحدة إسرائيل أسلحة متطورة وتدافع عنها بنشاط ضد الهجمات، لن يقطع أي رئيس أمريكي الدعم تماما لتوجيه رسالة إلى إسرائيل. ويدرك نتنياهو ذلك ويتصرف وهو يعلم أنه لا يستطيع حقا فقدان الدعم الأمريكي مهما فعل.

وأضافت الصحيفة أن الفجوات بين الجانبين هي أيضا نتيجة لموقف أمني أكثر صرامة من جانب إسرائيل منذ الهجوم المفاجئ الذي قادته حماس في 7 أكتوبر 2023. وتعكس التدخلات الإسرائيلية في لبنان وسوريا وإيران جميعها حسابات مفادها أن إسرائيل لا تستطيع تحمل انتظار التهديدات لتتحقق، بل يجب عليها تنفيذ إجراءات هجومية لإحباطها مع تناميها.

ويرى ستيفن كوك، الباحث البارز في مركز أبحاث مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، أن نتيجة ذلك هي أن ترامب يجد صعوبة، تماما مثل جميع أسلافه، في جعل إسرائيل متوافقة تماما مع الولايات المتحدة.

وقال كوك: "المشكلة بالنسبة للرؤساء الأمريكيين هي أن الإسرائيليين مصممون على حل مشكلتهم الأمنية، وليس مجرد إدارتها".