بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : ٱفة الشعارات وخطورتها على الوطن وتحيه لمحافظ الدقهليه .

محمود الشاذلى
-

أمام الحفاظ على الوطن الغالى لاشيىء يعلو عليه ، لاأحزاب ، ولاسياسه ، ولاإنتخابات ، بل يتعين أن يكون الوطن محور الإهتمام ومنطلق الحوار ، وأن تكون مناقشة أحواله بصراحه ، وبحث قضاياه بصدق ، هو الأساس على أرضية تعظيم الإيجابيات ، ومعالجة السلبيات ، والإنتباه للإخفاقات حتى ولو كانت بحسن نيه والعمل على ضبط إيقاعها ، والتوقف فورا عن نهج الإستقطاب المحموم للبحث عن بطوله زائفه ، أو الطبل والزمر والنفاق لإضفاء حاله من الإبداع الخادع ، تلك قناعاتى وماإستقر فى وجدانى وضميرى ، مرجع ذلك تلك الحاله من القلق التى تنتابنى على الوطن الغالى بعد إدراك تنامى المزايدات الرخيصه بحقه بالداخل والخارج ، دون إدراك أن الخلاف على الوطن أو الإقتراب من مقدراته خيانه ، ولتعظيم ذلك يتعين أن نعظم الرأى الآخر القائم على الموضوعيه والإحترام ، والحجه والبيان ، لتحقيق غاية نبيله تتمثل فى تقوية الجبهة الداخليه بصدق ، وحصار أى تصدير السلبيه والإحباط لجموع الناس .

كل ذلك مرهون تحقيقه بالتصدى لنهج الشعارات ، الذى بات منطلق حياتنا وأحد أبرز محددات تعاملاتنا ، تلك الٱفه غاصت فى أعماقنا إلى الدرجه التى معها بات هناك مبدعين لمفرداتها ، والناس فى تيه مذبهلين عند سماع من يطلقونها ، وكذلك المثقفين ، تجلى ذلك فيما تابعته من أحاديث لمرشحين فى إنتخابات مجلس الشيوخ ، حتى أننى ومعى كثر تملكنا الحزن لتنامى تلك الظاهره المرضيه المريبه التى إنتقلت عدواها للمسئولين حتى مستوى الوزراء والمحافظين ، شعارات عظيمه ، وتصريحات براقه ، لكن لاترجمه لهم فى واقع الحياه ، لذا يستمع إليها الناس بسخريه ممزوجه بإستخفاف .

أتحدى أن مرشحين كثر يفهمون مضامين مايطلقونه من شعارات تلك التى يسمعها المواطن البسيط منهم بإذبهلال ، وحتى المتعلمين ، ولعل التصريحات الخطيره التى سبق وأن طرحها النائب ياسر عمر وكيل لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب وأمين عام حزب مستقبل وطن بأسيوط جسدت هذا النهج بحق ، ولولا ماأعقبها من تصريحات متوازنه لقادة الحزب لفقد الحزب كثيرا حاضنه شعبيه لدى المواطنين الذين يتابعون عن كثب مايدور دون ضجيج ، ويؤلمهم التصريحات الشعبويه لمرشحى الشيوخ التى تعظم حزب وتقزم كل الأحزاب ، تلك الأحزاب التى قبلت بأن تكون أحزاب سنيده ، تبتهج بما يمنح لها من مقاعد بالبرلمان ، لذا فقدنا الإبداع ، وتلاشى المفكرين ، وإنتهى اصحاب الرؤيه الذين كانت تعج بهم تلك الأحزاب ، بل جميعهم من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين إلى الوسط إلى أحزاب الهتافات الإنبعاجيه أصبحوا يتزاحمون فى الإشاده بحزب الأغلبيه ، أملا فى الحصول على جزء من التورته ولو مقعد بالبرلمان أو مقعدين ، حتى أدرك الشباب أن كل ماتركه هؤلاء من إرث نضالى ماهو إلا إرث خادع بإمتياز ، وكان يمكن لهم الحفاظ على رؤيتهم الوطنيه حتى ولو على يسار حزب الأغلبيه .

كثيرا أتوقف بإعجاب شديد حيث أتابع مايحدث فى إجتماعات لكبار المسئولين مع معاونيهم ، خاصة الوزراء والمحافظين ، جميعها بلا إستثناء أكثر من رائعه ، نهجا وكلمات ومعنى ، حيث تؤكد على السرعة في التعامل مع أي ملاحظات أو شكاوى يتم رصدها من خلال الجولات الميدانية ، أو القنوات الرسمية ، فى تاكيد على أن المواطن لن ينتظر طويلًا ليشعر بتحسن الأداء ، وأن أي تأخير غير مبرر في التدخل يُعد تقصيرًا يستوجب المحاسبة ، جميعهم يؤكدون على أن التحرك وفق رؤية واضحة تعتمد على التواجد الميداني ، والشفافية في المتابعة ، وتحقيق التوازن بين رفع كفاءة الأداء وتلبية احتياجات المواطنين ، والتأكيد على أن التنسيق الكامل بين كافة الجهات التنفيذية هو الأساس في تحقيق نتائج ملموسة يشعر بها المواطن على أرض الواقع ، لكن تبقى تلك المعانى النبيله لايتجاوز تأثيرها قاعة الإجتماعات ، الإستثناء الوحيد قيام اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهليه بالإتصال بالمواطنين وذلك من الموبايل الخاص به ، للتأكد من حل شكاوى إنقطاع المياه الخاصه بهم والمسجله بالشركه ، حيث كان يتواجد في مقر شركة المياه وذلك لمتابعة شكاوى المواطنين وهذا نهج شديد الإحترام بحق ، يستحق عليه التقدير والتوقير .

بالمجمل لانكاد نستريح من شعارات المرشحين لمجلس الشيوخ والكلمات الفخيمه التى أشك أن من يقول بها يعرف تفسيرا لها دقيق ، إلا ونجد هذا النهج الرائع للمسئولين ، الذين لايدركون ومعهم المرشحين أصحاب الشعارات المٱسى الكثيره التى يئن منها المواطنين من الوجع فى كل ربوع الوطن ، والتى كثيرا يطرحونها وأنا فى القلب منهم كنائب تشرف بثقة الناس بحق ، وككاتب صحفى متخصص منوط به الإنطلاق بمصداقيه فى الكتابه ، وأحد الساسه الذين لهم رؤيه حزبيه ، والتى آخرها ماطرحته بشأن كارثة المخطط الإستراتيجى للشوارع ببلدتى بسيون المدينه ، والقرى ، والعزب ، والتى مزقت بيوت الناس وأرضهم أشلاء ، وتمسك المهندسين والمهندسات برؤيتهم رغم أنها تحتوى على تعذيب الناس ، لكن لاتصدى من المسئولين لتلك المشكله أو حتى إنتباه لها ، ولو بتشكيل لجنه حيادية من كلية الهندسة لبحث تلك الأزمه وتكون فيصل بين مايتمسك به المهندسين بقدسية هذا المخطط ، ومايجده أهل العلم والتخصص ، فكيف إذن يستجيبون لشكاوى الناس .

الٱن ادركت لماذا لانتقدم ، ولايحقق المسئولين إنجازا يدركه المواطنين على الأرض ، ولماذا يبتسم المواطن للشعارات التى يسمعها فى المؤتمرات من مرشحى الشيوخ ، ومايصدر من تصريحات للمسئولين خاصة أعضاء الحكومه عقب كل إجتماع لأن جميعها للإستهلاك المحلى لامردود إيجابى عليه منها ، بل إن القناعه باتت راسخه عند هذا المواطن البسيط أصل هذا الوطن الغالى بأن الشعارات هى محددات لواقع الحال وليس الأفعال ، وهنا يحضرنى المقولة المنسوبة لسيدنا علي بن أبي طالب رضى الله عنه والتى تتكرر دومًا على لسان الدعاة والمصلحين ، والتى مؤداها " فعل رجل في ألف رجل خير من قول ألف رجل لرجل" ومعناها أن الأفعال أقوى تأثيراً من الكلام ، فهل ينتبه لذلك أبناء الوطن من المرشحين والمسئولين ويتفاعلوا مع مضامينه ويجعلوه واقعا فى حياتنا . على أية حال قلت ماقلت لله ثم الوطن إنطلاقا من أمانة القلم الذى تشرفت بحمله ، فلستَ مسئولًا عن النتائج لأننى لا أملكها ، لكنّنى مسئولا عن الجهد لأننى أملكه ، ويبقى الأمر لله تعالى من قبل ومن بعد .

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .