بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

لطفي لبيب.. جندي «الكتيبة 26» الشاهد علي لحظة العبور

لطفى لبيب
محمد محفوظ -

حالة من الحزن عاشها الوسط الفني والثقافي المصري، اليوم الأربعاء، برحيل الفنان القدير لطفي لبيب، عن عمر ناهز 77 عامًا، بعد مشوار فني طويل ومتنوع، تميز فيه بالحضور الخاص، والأداء البسيط العميق، والقدرة على انتزاع الضحكة دون افتعال.

الكتيبة ٢٦

خدم في الجيش المصري أثناء حرب أكتوبر 1973، ودوّن تجربته في كتاب "الكتيبة 26"، الذي يُعد من أبرز الشهادات الفنية على تلك المرحلة، من خلال سيناريو سينمائي.

لطفي لبيب يتحدث عن عبور القناة

استعاد الفنان لطفى لبيب في حواراته التلفزيونية ذكريات الحرب، عندما قضى ٦ سنوات فى الجيش، وشهد انتصار 6 أكتوبر وشارك فيه وكان انتصارا ساحقاً، كما وصفه.

وقال لطفي لبيب فى برنامج «واحد من الناس» للإعلامى د. عمرو الليثى أنه تخرج سنة ٧٠، ثم التحق بالقوات المسلحة، وظل بها لمدة ٦ سنوات، وكان من ضمن أول كتيبة عبرت القناة.

لحظة العبور

وأضاف لطفي لبيب: كنا لا نهاب الموت أو قوات العدو، ومن أصعب لحظات عبور كانت لزميلى سيد عبدالرازق وهو يستشهد والذى قال: «حد ياخد مكانى يا جماعة»، كما كان استشهاد الشهيد أحمد حمدى من سلاح المهندسين لحظة مؤثرة جداً فى كل المشاركين فى العبور، وكان من أعز أصدقائى على الجبهة الشيخ عبدالفتاح صقر.

وبكى لطفى لبيب عندما تذكر صديقه لأنه توفى منذ فترة قصيرة، وكان نعم الأخ خلال فترة الحرب وبعدها وحتى وفاته ولم يتركه، بحسب وصفه.

وتابع لبيب: «لحظة العبور لحظة فريدة إحنا انتصرنا انتصارا ساحقا، وأصعب اللحظات أيضا كانت حين أخذ أخى النقيب إكرام أسيرا، وكنت فى ثغرة الدفرسوار، وعندما سمعت صوته فى الإذاعة الإسرائيلية بكيت بشدة».

وأضاف «لبيب»: كنت خايف أنزل إجازة أقول لأهلى إيه إن أخويا أسير، والحمد لله تم تبادل للأسرى وهو الذى جاء أخدنى بعد فك الثغرة.

وفى مداخلة هاتفية قال إكرام شقيق الفنان لطفى لبيب إنه أثناء الأسر كان يعتقد أنه توفى من شدة الهجمات الإسرائيلية، وقالوا لنا «لو في حد عاوز يتكلم فى الإذاعة، فقلت أنا النقيب إكرام لبيب، بطمن أخويا لطفى».

وتابع أنه عند عودته كانت والدته متطوعة للعمل فى المستشفيات لتمريض الجرحى، وعندما رجعت بكت بشدة وطلبت منى أن أذهب، ولا أعود إلا ومعى لطفى، وبالفعل ذهبت للكتيبة ٢٦ مشاة ووجدته وناديته، ولم يصدق أننى أنا.

وأشار «لطفي لبيب» إلى أنه قدم فيلما بعنوان «الكتيبة ٢٦»، ونشر السيناريو الخاص به فى كتاب منذ ما يقرب من ١٥ عاما، وتحدثت فيه عن بطولات الجيش المصرى، ومنهم النقيب سيد البرعى الذى أسميه المجنون لأنه أول من احتل النقطة الحصينة، وطالب المدفعية بضرب النقطة الحصينة، وهو موجود أعلاها، وبالفعل احتل النقطة الحصينة وسط قذائف المدفعية.

محنة المرض

أُصيب في السنوات الأخيرة بجلطة دماغية أثّرت على قدرته الحركية، وقرر الابتعاد عن الساحة الفنية، لكنه ظل حاضرًا في قلوب محبيه، حيث لم يتخلَّ يومًا عن تواضعه، وروحه الإنسانية، وذكائه الفني.

برحيله، يفقد الوسط الفني أحد أعمدته الذين أثروا الفن المصري بأداء راقٍ، وموهبة حقيقية، وشخصية أثرت في الأجيال الجديدة من الفنانين.