بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفي رامى رشاد يكتب: استغاثة إلى وزير الداخلية... من سكان حدائق الأهرام

الكاتب الصحفي رامي رشاد بمؤسسة اخبار اليوم
-

عندما يحوِّل بلطجي من حديثي الإفراج عنهم من السجون منطقة حدائق الأهرام إلى ساحة للرعب والهلع، مستعرضًا قوته بسلاح أبيض في وضح النهار، نشعر وكأننا أمام مشهد من فيلم "الجزيرة" الشهير، حين قال أحمد السقا جملته الخالدة: "أنا الحكومة يا باشا"... لكن الفارق أن ما يحدث هنا ليس دراما على الشاشة، بل كابوس يعيشه المواطنون ليل نهار، وسيناريو يعصف بالسكينة والطمأنينة في أحد أكبر التجمعات السكنية بمحافظة الجيزة.
الواقعة التي جرت فجر الخميس أمام متجر "خير زمان" لم تكن مشاجرة عابرة، بل كانت علامة صارخة على حالة من الانفلات الأمني الذي صار واقعًا مؤلمًا، بعد أن هاجم مسجل خطر خرج حديثًا من السجن عددًا من المواطنين، وأصاب ثلاثة منهم بإصابات خطيرة مستخدمًا سلاحًا أبيض، قبل أن يحطم سيارات متوقفة أمام العقارات في استعراض سافر للقوة، ثم يختفي دون أن يُلقى القبض عليه. ورغم استغاثات السكان بنقطة الشرطة الوحيدة في المنطقة، فإن محاولات الإمساك بالجاني باءت بالفشل، فلجأ الأهالي إلى تنظيم حملات شعبية للبحث عنه وتسليمه للجهات الأمنية دون جدوى.
في ظل هذا المشهد المتكرر، بات السكان لا يعيشون فقط في حالة من الخوف، بل ينتظرون مصيرًا مجهولًا، أسود اللون، يهدد حياتهم وأسرهم وممتلكاتهم، وعلى رأسها سياراتهم التي أصبحت هدفًا سهلًا للبلطجة وغياب الردع. ووسط هذا القلق المشروع، تتجه أنظار الجميع إلى وزارة الداخلية، التي نُكنّ لها كل الاحترام والتقدير، بقيادة اللواء محمود توفيق، الوزير الذي نجح في تحويل الوزارة إلى مؤسسة أمنية وطنية عصرية، تتحرك بخطى واثقة، وتدير ملفاتها بحزم واحترافية، وتمنح القيادات الميدانية الواعدة المساحة اللازمة لتحقيق الإنجاز على الأرض.

وتأتي ثقتنا الكبيرة في اللواء محمد مجدي أبو شميلة، مساعد الوزير ومدير أمن الجيزة، والذي تم تعيينه مؤخرًا ليقود واحدة من أكبر المحافظات وأكثرها زخمًا في التحديات الأمنية. هذا القائد الذي يتمتع بسيرة أمنية مشرفة، وشجاعة ميدانية مشهودة، أظهرها في مواقف عديدة، ومنها تعرضه للإصابة أثناء تنفيذ حملة في العياط، ليبرهن أنه لا يدير من المكاتب، بل من قلب الشارع، كتفًا بكتف مع رجاله. نحن نعلم أن مثل هذه القيادات لا تتأخر عن اتخاذ القرار الحاسم متى اقتضت الضرورة، وأن إعادة الانضباط إلى منطقة حدائق الأهرام لن تغيب طويلًا عن أعينهم الساهرة.

ومن هنا، نرفع صوتنا بثقة وإيمان إلى الوزير الإنسان، اللواء محمود توفيق، وإلى قائد الجيزة الميداني، اللواء محمد مجدي أبو شميلة، مطالبين بتدخل عاجل يعيد هيبة الدولة إلى الشارع، ويضبط الخارجين على القانون، ويفرض وجودًا أمنيًا ملموسًا من خلال نقاط شرطة ثابتة ومتحركة، ويعجّل بافتتاح قسم شرطة حدائق الأهرام الذي تأخر لسنوات دون مبرر، رغم الكثافة السكانية الهائلة واتساع المنطقة، مع مواجهة ظواهر البناء المخالف والمحلات والمخازن غير المرخصة، وتنظيم المرور الذي تحوّل إلى فوضى مزمنة.

نحن لا نشك في قدرة وزارة الداخلية على الاستجابة، بل نكتب من منطلق ثقة مطلقة بأن ما يُكتب هنا ستصل أصداؤه إلى حيث يجب، وأن الأمن سيعود... ليس فقط بالقانون، بل بعزيمة الرجال.