هل تقترب المنطقة من حل الدولتين أم تُجرى الآن تصفية القضية الفلسطينية؟.. عبد المنعم سعيد يُجيب

قال المفكر السياسي الدكتور عبدالمنعم سعيد إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية من بعض الدول الغربية يُعد تطورًا إيجابيًا، لكنه لا يكفي ما لم يتم تأسيس الدولة فعلياً على الأرض.
وأوضح سعيد أن الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي لا يزال مفتوحاً ولم يُحسم بعد، مضيفاً أن الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية "له جذور عميقة ويأتي نتيجة ضغوط محلية داخل تلك الدول، لا سيما من قبل حركات الشباب والمتعاطفين مع القضية الفلسطينية"، مشيرًا إلى أن هناك ثمنًا انتخابيًا تدفعه الحكومات الغربية تجاه مواقفها من هذا الملف، مما جعل القضية الفلسطينية حاضرة بقوة في الخطاب السياسي الغربي مؤخراً.
وأضاف الدكتور سعيد، خلال لقائه في برنامج "ثم ماذا حدث" مع الإعلامي جمال عنايت على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة معقدة، حيث يقف الفلسطينيون أمام فرصة تاريخية لكنها مشروطة بإنهاء الانقسام الداخلي وبناء مؤسسات الدولة. وأكد أن "كل الدول تُبنى من الداخل، لا بالاعتراف الخارجي فقط"، موجهًا نداءً إلى الأشقاء الفلسطينيين لتجاوز الخلافات والانقسامات، مشيرًا إلى أن "الانقسام الفلسطيني، وغياب التجديد الفكري والسياسي، يمثلان عائقًا كبيرًا أمام إقامة دولة حقيقية". وتابع سعيد: "الشكل الحالي للوضع الفلسطيني لا يبعث على التفاؤل، خاصة مع استمرار سيطرة الفصائل المسلحة التي تفتقر إلى رؤية سياسية ناضجة
وأكد الدكتور عبدالمنعم سعيد أن إسرائيل لا تريد دولة فلسطينية، لكن هناك أيضًا فصائل فلسطينية لا تؤمن أصلاً بفكرة الدولة القومية، مشيرًا إلى أن "حماس مثلاً ترفض الاعتراف بفكرة الدولة وتسعى بدلاً من ذلك إلى مشروع أوسع مثل الخلافة الإسلامية".
ولفت إلى أن تصريحات قادة الحركة تُظهر بوضوح هذا التوجه؛ حيث يعتبرون فلسطين مجرد جزء صغير من خارطة الأمة الإسلامية.
واختتم سعيد حديثه قائلاً: "نحن أمام مشهد معقد؛ حيث تُعيق إسرائيل الحل، لكن الفلسطينيين أيضًا مطالبون بإعادة ترتيب بيتهم الداخلي لبناء الدولة المنشودة