بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى جهاد عبد المنعم يكتب: محمد عبد اللطيف.. وزير التعليم الذي يصنع الفارق ويعيد للمدرسة المصرية هيبتها

الكاتب الصحفى جهاد عبد المنعم
-

منذ اللحظة الأولى لتوليه مسؤولية وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أثبت الدكتور محمد عبد اللطيف أنه وزير من طراز خاص، يختلف عن كل من سبقوه، لا فقط في طريقة الإدارة، بل في عمق الرؤية وجرأة القرارات، والأهم من ذلك، في إيمانه المطلق بأن التعليم هو حجر الزاوية لبناء الجمهورية الجديدة. لقد جاء عبد اللطيف محملًا برؤية واضحة، ومشروع وطني كبير، يسعى من خلاله إلى بناء منظومة تعليمية عصرية، عادلة، ومتصلة بالواقع، ومتصالحة مع المستقبل.
ولأنه يعرف جيدًا أن التعليم هو الاستثمار الأهم لأي أمة تسعى للنهوض، فقد اتخذ من تطوير المناهج وإعادة الانضباط داخل المدارس، أولى خطوات الإصلاح الحقيقي، ليعيد إلى الأذهان أسماءً خالدة في تاريخ التعليم المصري مثل رفاعة الطهطاوي وعلي مبارك وطه حسين وقاسم أمين. واليوم، يمكننا أن نضيف بكل ثقة اسم الدكتور محمد عبد اللطيف إلى هذه القائمة المضيئة، بما أنجزه خلال وقت قصير، وما يحمله من طموحات تعيد الأمل لكل بيت مصري في تعليم يليق بأبنائه.
نهج علمي واستراتيجي واضح
ما يميز الدكتور محمد عبد اللطيف عن غيره، هو أنه لا يُدير الوزارة من خلف المكاتب المغلقة، بل من قلب الميدان، حيث المدارس، والمعلمون، والطلاب، وأولياء الأمور. فالرجل يدرك أن التغيير الحقيقي لا يتم عبر التصريحات، بل عبر القرارات الميدانية والرقابة المستمرة والمتابعة الدقيقة. ومن هنا جاءت رسائله الحاسمة والمطمئنة في آنٍ واحد، ليؤكد أن العام الدراسي الجديد سيبدأ دون تأخير في الكتب أو عجز في المعلمين، مشددًا على أن الوزارة لن تقبل بمدارس غير جاهزة أو معلمين غير مدربين.
تطوير المناهج.. عودة للهوية وصناعة للوعي
أحدث ما قدمته الوزارة بقيادة عبد اللطيف هو أكبر عملية تطوير للمناهج الدراسية في تاريخ مصر، دون تحميل الدولة أي أعباء مالية، وهو إنجاز غير مسبوق. هذه المناهج الجديدة ليست فقط تحديثًا في الشكل والمحتوى، بل هي نقلة نوعية حقيقية تعكس فلسفة تعليمية متقدمة، تتبنى روح العصر وتعيد الاعتبار للهوية الوطنية.
فالمناهج الجديدة تضم موضوعات عن المشروعات القومية، وقصص الشهداء، والنماذج الملهمة من الواقع المصري مثل محمد صلاح وأحمد المنسي والدكتورة سميرة موسى، مما يجعل الطالب يرى بلده بعين الفخر، ويتربى على قيم التضحية والانتماء والإبداع، وهو ما أكده الوزير مرارًا بقوله إن التعليم هو الوسيلة الأولى لبناء وعي مجتمعي سليم، يدرك من على حق ومن على باطل.
لا تأخير ولا تقصير.. رسالة طمأنة
في لقاءاته الأخيرة، وجه الدكتور محمد عبد اللطيف رسائل طمأنة قوية إلى أولياء الأمور والطلاب، مؤكدًا أن الوزارة وضعت خطة متكاملة لإنهاء الفترات المسائية للمرحلة الابتدائية بحلول 2027، وتحقيق العدالة في توزيع المعلمين، وسرعة التدخل في حال وجود أي عجز، فضلًا عن تحسين البنية التحتية للمدارس وتوفير بيئة تعليمية آمنة ونظيفة.
كما أطلقت الوزارة مبادرات فريدة، مثل توفير كتب التقييمات المطبوعة مجانًا لجميع المواد، استجابة لمطالب المعلمين وأولياء الأمور، بما يعكس حرص الوزير على تخفيف الأعباء عن كاهل الأسر المصرية، وتوفير أدوات تقييم موحدة وعادلة لجميع الطلاب.
قيادة بروح الإنسان والمعلم أولًا
لم يغفل الدكتور عبد اللطيف عن الدور المحوري للمعلم، فكانت له توجيهات واضحة بتكثيف برامج التدريب باستخدام تقنية الفيديو كونفرانس، وتوفير أدوات الدعم الحديثة، والارتقاء بمكانة المعلم ماديًا ومعنويًا. وهو يؤمن أن المعلم هو العمود الفقري لأي عملية تطوير، ويحرص دائمًا على أن يكون المعلم شريكًا حقيقيًا في رسم ملامح المستقبل.
مدرسة تنبض بالحياة
إن المدرسة في عهد محمد عبد اللطيف، لم تعد مكانًا تقليديًا للتلقين، بل أصبحت نقطة انطلاق لصناعة الإنسان المصري الجديد، الواعي، المبدع، المحب لوطنه. فبفضل المناهج الجديدة، وعمليات التجميل والتشجير، وأعمال الصيانة، عادت للمدرسة هيبتها، وعاد للطالب حماسه، ولولي الأمر ثقته.
إن الدكتور محمد عبد اللطيف، ليس مجرد وزير تعليم، بل هو مهندس نهضة تعليمية حقيقية، يقود بإخلاص ورؤية وجرأة، ويُعيد للتعليم المصري مكانته التي يستحقها. إنه الوزير الذي لا يعد فقط بالتحسين، بل ينفذ، ولا يتحدث فقط عن التطوير، بل يصنعه، ويكفي أن نرى المناهج الجديدة، واستعدادات المدارس، وخطط الوزارة لنقول بثقة: التعليم المصري بأيدٍ أمينة، ووزير التعليم الحالي يكتب فصلًا جديدًا في تاريخ النهضة التعليمية في مصر.

كاتب المقال الكاتب الصحفى جهاد عبد المنعم نائب رئيس تحرير جريدة الوفد ونائب رئيس تحرير موقع بوابة الدولة الاخبارية