الزراعة تُطلق حملة تحصين شاملة لحماية الثروة الحيوانية من العترة الجديدة للحمى القلاعية

أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي عن إطلاق حملة تحصين شاملة تبدأ يوم السبت المقبل الموافق 16 أغسطس، ضد العترة الجديدة SAT1 من فيروس الحمى القلاعية، في إطار خطة استباقية لحماية الثروة الحيوانية في مصر من خطر وبائي داهم، تم رصده في عدد من دول الجوار.
وأكد السيد علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن التحرك السريع جاء في ضوء منظومة دقيقة للإنذار المبكر قادتها الهيئة العامة للخدمات البيطرية، بالتنسيق مع مركز البحوث الزراعية، بعد رصد انتشار متسارع للعترة الجديدة إقليميًا، ما استدعى تدخلاً فوريًا لحماية الأمن الغذائي القومي.
وأوضح "فاروق" أن الوزارة تبنت خطة طوارئ متكاملة شملت تفعيل القوافل البيطرية في جميع المحافظات، مع التركيز على المناطق الحدودية، وتنفيذ حملة "طرق الأبواب" للوصول إلى المربين في القرى، بالتعاون مع العمد والمشايخ وكبار العائلات لضمان تغطية شاملة وسريعة.
وأشار الوزير إلى أن فرق الهيئة العامة للخدمات البيطرية نجحت، بالتعاون مع معهد بحوث الصحة الحيوانية، في عزل العترة الجديدة وتشخيصها جينيًا بدقة، ما أتاح لمعمل الأمصال واللقاحات البيطرية إنتاج اللقاح الملائم في وقت قياسي، بجودة عالية ومعايير دولية. كما تم التأكد من سلامة وكفاءة اللقاحات المنتجة عبر المعمل المركزي للرقابة على المستحضرات البيطرية والبيولوجية.
وأشاد وزير الزراعة بدور وحدة التحول الرقمي وخطها الساخن (19561) في تسريع رصد الحالات، والتواصل الفعال مع المربين، مما ساهم في الاستجابة السريعة لأي بلاغ أو حالة اشتباه. كما وجّه الشكر لكافة العاملين في الوزارة على ما وصفه بـ"النموذج الناجح للعمل الجماعي المؤسسي" في مواجهة التحديات الوبائية.
من جانبه، قال المهندس مصطفى الصياد، نائب وزير الزراعة، إن هذه الحملة تأتي استكمالًا لجهود الوزارة في دعم وتنمية الثروة الحيوانية، مشيرًا إلى أن مشروع "البِتلو" ساهم في تمويل نحو 500 ألف رأس ماشية، ما حسن دخول أكثر من 45 ألف أسرة ريفية، بقيمة تمويل تجاوزت 9 مليارات جنيه. وأكد أن نسبة الاكتفاء الذاتي من اللحوم ارتفعت من 40% قبل 2014 إلى أكثر من 60% في 2025، رغم الزيادة السكانية.
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور حامد الأقنص، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، أن الهيئة رفعت حالة التأهب القصوى منذ لحظة رصد العترة الجديدة، وتم توجيه المديريات في المحافظات باتخاذ كافة التدابير اللازمة لضمان سلامة الماشية. وأوضح أن اللجان الاستشارية والعلمية التابعة للهيئة قدمت توصيات علمية دقيقة كانت حجر الأساس في التصدي للفيروس بمنهج علمي ومنظم.
كما أشار الدكتور عادل عبد العظيم، رئيس مركز البحوث الزراعية، إلى أن فرق معهد بحوث الصحة الحيوانية بقيادة الدكتورة سماح عيد، نجحت في إجراء التشخيص الجيني للعترة الجديدة، بينما تولى معهد الأمصال واللقاحات، بقيادة الدكتور محمد سعد، إنتاج اللقاح في فترة وجيزة. وأضاف أن معمل الرقابة، تحت إشراف الدكتور سمير عبد المعز، أجرى مراجعة دقيقة لجميع دفعات اللقاح لضمان مطابقتها للمعايير الدولية.
وأكد "عبد العظيم" أن المركز يعمل وفق استراتيجية تقوم على البحث التطبيقي، ورفع كفاءة العنصر البشري، وضمان جودة الإنتاج العلمي، ما أسهم في التعامل السريع والفعال مع الأزمة.
واختتم وزير الزراعة تصريحاته بالتأكيد على استمرار متابعة الموقف الوبائي لحظة بلحظة، وتكثيف العمل الميداني، وتفعيل خطوط التواصل مع المواطنين لضمان بيئة إنتاجية صحية وآمنة، مشيرًا إلى أن الوزارة ستواصل تنفيذ الإجراءات الوقائية لحماية الثروة الحيوانية، باعتبارها أحد أركان الأمن الغذائي المصري.