بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الخبير التربوى الدكتور ناصر الجندى يكتب :المعلم: نبض الأمة

الخبير التربوى الدكتور ناصر الجندى
-

المعلم ليس مجرد وظيفة، بل هو قلب ينبض بالحياة في جسد الأمة، وروح تسري في عروق الأجيال. إنه مهندس العقول، وغارس القيم، وصانع المستقبل. تقديره ليس خيارًا، بل ضرورة حتمية لنهضة أي مجتمع.
من زاوية النقابي، المعلم إنسان له حقوق وكرامة. يستحق بيئة عمل آمنة، دخلًا كريمًا يضمن له حياة مستقرة، وفرصًا للتطور المستمر. لا يمكن لمعلم أن يبدع وهو يصارع هموم الحياة. النقابة هنا لتقف درعًا وسندًا، تدافع عن حقوقه المادية والمعنوية، وتضمن له الاحترام الذي يليق بعظيم رسالته.
أما من منظور المسؤول التنفيذي، فالمعلم هو المحرك الأساسي لعجلة التنمية. هو الجندي الذي يحوّل الخطط التعليمية إلى واقع ملموس. لذا، يجب تسليحه بأحدث الأدوات، وتدريبه على أساليب التعليم المبتكرة، وتزويده بالمناهج التي تواكب تحديات العصر الرقمي. الاستثمار في المعلم هو استثمار في مستقبل الوطن.
الحقيقة الجوهرية أن هاتين الرؤيتين ليستا متناقضتين، بل متكاملتين. فالمعلم الذي يشعر بالأمان والتقدير (الرؤية النقابية) سيكون أكثر عطاءً واستعدادًا لتبني التطور (الرؤية التنفيذية). والعكس صحيح، فالمعلم المتمكن تقنيًا ومهنيًا سيقدر قيمة دوره ويدافع عن حقوقه.
الفجوة بينهما كارثة. فإهمال الحقوق يقتل الإبداع، وإهمال التطوير يجمد العطاء. التكامل هو سر القوة. عندما يتحد النقابي والتنفيذي، يدركان أن احترام المعلم ليس غاية، بل هو المفتاح السحري لتعليم قوي، وأجيال واعدة، ومستقبل مشرق لأوطاننا. المعلم هو القدوة، هو الشعلة، هو كل شيء.