الليلة نهاية ”بتوقيت 2028”، هل رؤية ”داليدا” في المستقبل كان حقيقة محتومة أم نتيجة لأفعالها؟

يعد مسلسل ما تراه ليس كما يبدو، عملا مختلفا، حيث يقدم أفكارا فلسفية عميقة في قصص مركزة لا تطول عن الخمسة حلقات.
وفي الحكاية الثانية من المسلسل التي حملت اسم بتوقيت 2028، وستعرض الحلقة الأخيرة منها الليلة، أثار صناع العمل فكرة مميزة من خلال الأحداث يمكن تلخيصها في السؤال الآتي: ماذا لو كُشف لنا المستقبل؟ هل سيتحول إلى وسيلة للنجاة والإصلاح أم لعنة تدمر الحاضر؟
هاجس السيطرة على المصير
منذ بداية الحكاية، نجد البطلة داليدا (هنادي مهنا) أسيرة لمشهد رأته في المستقبل حينما ظنت أنها سافرت عبر الزمن، حيث تكتشف خيانة زوجها مع أقرب صديقاتها عام 2028، هذا المشهد هز كيانها وأعادها إلى حاضرها في 2026 محملة بالشكوك، وتبدأ بعده سلسلة من الأفعال المهووسة من قبل داليدا، أبرزها مراقبة زوجها ومحاولة السيطرة على كل تفاصيل حياتها، لكن المأساة أن محاولاتها المستميتة لحماية زواجها لا تؤدي إلا لتعجيل انهياره.
فجميع التحولات النفسية التي مرت بها داليدا بعد مشهد الخيانة التي رأته في المستقبل، من خلال زرع كاميرات المراقبة لمراقبة الزوج والصديقة، وتتبع هاتف الزوج، ومواجهاتها الدائمة مع زوجها وصديقتها، وردود أفعالها المتوترة، جميعها تعكس حقيقة أنها أصبحت تعيش في سجن من الخوف صنعته بنفسها، هذه التفاصيل تُبرز كيف يمكن للهاجس أن يتحول من مجرد فكرة إلى قوة تدميرية.
والحكاية تضع المشاهد أمام سؤال هام وهو، هل كان من الأفضل لو لم تعرف داليدا شيئًا عن 2028؟ الحقيقة أن ما رأته في المستقبل كان هو الحريق، بينما الشرارة الأولى أشعلتها أفعالها في الحاضر.
الرسالة واضحة، أحيانًا يكون المستقبل انعكاسًا لما نصنعه اليوم، وأن خوفنا مما تخفيه الأيام قد يكون الطريق الأقصر لتحقيق تلك المخاوف.
توقعات النهاية
ومع اقتراب النهاية، حيث ستعرض الحلقة الأخيرة من حكاية بتوقيت 2028 اليوم الأربعاء في السابعة مساء، يبدو أن الأحداث تسير نحو تأكيد هذه الفكرة، ومن المرجح أن تُدرك داليدا في النهاية أن ما شاهدته في 2028 لم تكن حقيقة محتومًا، بل نتيجة طبيعية لأفعالها واختياراتها في 2026.
الخيانة التي كانت تخشاها قد لا تكون مفروضة عليها في المستقبل، بل هي حصيلة الشكوك والصراعات التي زرعتها بيدها، وبذلك تصبح النهاية بمثابة مرآة تعكس أن الإنسان قد يحقق أسوأ كوابيسه حين يحاول الهرب منها، ولقد نجح العمل في أن يجعل المشاهد يفكر، هل من الأفضل معرفة المستقبل، أم أن جهلنا بالغد هو أعظم رحمة؟
تفاصيل حكاية بتوقيت 2028
"بتوقيت 2028" هي ثاني حكايات مسلسل ما تراه ليس كما يبدو، بعد حكاية "فلاش باك"، ومن تأليف نسمة سمير، وإخراج خالد سعيد، وإنتاج العمل شركة "k media" كريم أبوذكري، بالتعاون مع المتحدة للخدمات الإعلامية.
ويُعرض مسلسل "ما تراه، ليس كما يبدو" حصريًا عبر منصتي "واتش إت" و"شاهد VIP" بالإضافة لقنوات dmc، حيث يعتمد على صيغة الحكايات المنفصلة المتصلة، ليقدم في كل حكاية قصة جديدة بأبطال مختلفين.