بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى أحمد جلال عيسي يكتب : تحالف الخيانة .. كيف يدير الإخوان وإسرائيل منصات واحدة ضد القاهرة ؟!

الكاتب الصحفى أحمد جلال عيسى
-

صدق أو لا تصدق ، في اللحظة نفسها التي تم حظر حسابي من متابعة أو التعليق على شبكة “رصد” الإخوانية الإخبارية ، وجدت نفسي أحظر أيضاً من التعليق أو متابعة صفحة “إسرائيل بالعربي” التابعة للموساد ، قد يظن البعض أن الأمر محض مصادفة ، لكن التجربة التي مررت بها كشفت ما هو أخطر بكثير من مجرد تطابق في أسلوب الحملات الإعلامية.

كأي مواطن مصري ، تابعت خلال الأسابيع الماضية تلك الهجمة المدفوعة التي تحاول صرف الأنظار عن المجازر اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق أهلنا في غزة ، عبر إطلاق اتهامات باطله لمصر بأنها تشارك في حصار القطاع ، قراءة الأخبار المفبركة التي تبثها هذه المواقع عبر شبكات التواصل الاجتماعي كانت كافية لأن أقرر أن التصدي لهذه الأكاذيب ، من باب انه واجب وطني لا يحتمل الانتظار.

بدأت أكتب وأعلق بالحقائق ، و أكشف بالوثائق كيف أن مصر وحدها، التي قدمت أكثر من ٧٠٪ من المساعدات لأهل غزة والضفة ، و لا تزال هي الطرف الوحيد الذي يواجه ضغوط الاحتلال ، ينتظر في كل مرة إذناً عسكرياً إسرائيلياً بدخول الشاحنات المحملة بالغذاء والدواء ، ومع كل تعليق أو كشف ، كانت هذه الشبكات تعجز عن الرد بالمنطق او الحقيقه ، وتلجأ بدلاً من ذلك إلى حظر حسابي الشخصي من التعليق أو حتى من مجرد المتابعة ، المدهش أن هذا الحظر لم يأت فقط من شبكة “رصد” الإخوانية ، بل أيضاً من صفحة “إسرائيل بالعربي”.

هل هي مصادفة أن يتم التعامل معي بالطريقة نفسها من شبكتين تبدوان في الظاهرمتناقضتين؟ ، المدهش أن بحثي عن هوية مسؤولي الصفحتين كشف أن ١٢ مشرفاً من إداريي “رصد” الإخوانية ، هم أنفسهم ومن خلال لجانهم الإلكترونية ، يديرون الصفحة الإسرائيلية الناطقة بالعربية ،، أي أن الرابط بين الطرفين ليس خيطاً واهياً ، بل حبل سري مباشر، يكشف شراكة سياسية وإعلامية في خدمة هدف واحد و هو ضرب مصر وتشويه دورها الإقليمي .

تاريخ جماعة الإخوان كله خيانة وبيع للوطن ، هذه ليست شعارات ، بل وقائع موثقة عبر التاريخ آخرها ما جرى الشهر الماضي ، حين خرج العشرات من أذناب الجماعة في وقفة احتجاجية أمام السفارة المصرية في تل أبيب ، محميين برعاية جيش الاحتلال الإسرائيلي ، الجيش نفسه الذي ارتكب مذابح متتالية راح ضحيتها أكثر من ٦٥ ألف فلسطيني منذ بداية الحرب على غزة ، أي خيانة أوضح من أن يقف “إخواني” يهتف ضد مصر تحت حماية دبابة إسرائيلية ؟! .

خيانتهم باتت مكشوفة للعالم اجمع لم يعد ينطلي علي احد خطابهم المضلل عن “المقاومة”، الشعوب العربية رأت بأعينها كيف تحولت هذه الجماعة إلى أداة في يد الموساد ، تهاجم مصر وتعمل على تشويه أي جهد عربي مخلص لدعم الفلسطينيين ، عشرات المصريين في الخارج وقفوا أمام سفارات بلادهم لحمايتها من محاولات الاعتداء التي خططت لها الجماعة الإرهابية الإخوانية ، ليؤكدوا أن المصري الحقيقي ، في الداخل أو الخارج ، يرفض أن يترك سفارته نهباً لخونة البنا.

ما جرى في الإمارات يوم ٢٧ يوليو ٢٠٢٥، بعد أعلان الدولة عن مشروع مشترك مع مصر لتحلية المياه وتوصيلها إلى مليون مواطن في غزة ، في واحدة من أنبل المبادرات الإنسانية. لكن لم تمض سوى أيام حتى هاجم أحد عناصر الإخوان السفارة الإماراتية في بروكسل ، و أغلق احد عناصر الجماعه أبوابها بالجنازير، متهماً الإمارات بالمشاركة في حصار غزة ،، أي منطق هذا ؟ ، فقط لأن قراراً صدر من تل أبيب إلى أذرعها الإخوانية بتنفيذ الاعتداء وتشويه المشروع .

هذه ليست أحداثاً منفصلة ، بل حلقات متصلة ضمن حملة ممنهجة ، بدأت قبل إعلان الاحتلال الإسرائيلي عن الهجوم البري على غزه و الهدف واضح إظهار مصر،

لا إسرائيل ،، كالمسؤولة عن معاناة الفلسطينيين ، تمهيداً لتمرير مشروع التهجير الجماعي لأهلنا في غزة ، لكن ما لا يريدون الاعتراف به أن المجاعة التي تضرب القطاع اليوم ليست بسبب مصر ، بل بسبب اتفاق مباشر بين إسرائيل وحماس ، حيث تُقتل العائلات الفلسطينية على يد من يدّعون الدفاع عنها علي يد حماس التي خرجت من رحم الإخوان ، دورها الوحيد هو تنفيذ أوامر الاحتلال بالحرف ، حتى لو كان الثمن هو دماء عشرات الآلاف من الأبرياء.

من قلب المأساة ، يظل المشهد الأكثر وضوحاً هو مشهد الشاحنات المصرية المحملة بالمساعدات وهي متوقفة لساعات وأيام عند المعبر، في انتظار “التصريح الإسرائيلي” للدخول ، و قد وثقت الأمم المتحدة ، بجميع منظمتهاهذه الأطنان من المساعدات ، و الاتحاد الأوروبي ، و الأمين العام للأمم المتحدةبذات نفسه ،

كلهم شاهدوا باعينهم أن العائق ليس القاهرة ، و لم يكن يوما كذلك ، وإنما الاحتلال. ورغم ذلك ، يصر “الإخوان” على الكذب ، لأن مهمتهم ليست الدفاع عن غزة ، بل عن إسرائيل .

بعد موجة الاعترافات الدولية بدولة فلسطين ، وبعد أن بات قادة إسرائيل أنفسهم مهددين بالملاحقة الجنائية الدولية ، في كل دول العالم لم يجد الاحتلال أمامه إلا ذراعه الإخواني ، لتصدير الأكاذيب وتبرئة المجرم الحقيقي ، و محاولة إلصاق التهمه بمصر ، لكن الحقيقة أكبر من قدرتهم على التزييف ، مصر ستظل الدولة التي قدمت وما تزال تقدم دماءً ومساعدات ومواقف دفاعاً عن القضية الفلسطينية ، بينما سيظل الإخوان كما كانوا دائماً الوجه الآخر للموساد ، كل ما يفعلونه اليوم من هجوم وتحريض ليس إلا محاولة يائسة لإنقاذ إسرائيل من عزلتها الدولية .

المعركة لم تعد فقط على الأرض في غزة، بل أيضاً على الشاشات وصفحات التواصل الاجتماعي. معركة وعي تحاول الجماعة أن تنتصر فيها بالكذب والتضليل ، لكن ما دامت الحقائق تُكشف ، وما دام الشعب المصري يعرف جيداً من خان ومن دفع الثمن ، فلن ينجحوا في حرف البوصلة ، الخيانة لها تاريخ ، والجماعة لم تحيد عنه يوماً ، من تحالفهم السري مع الاستعمار البريطاني ، إلى دعمهم عمليات الاغتيال ، إلى اتفاقاتهم الخفية مع واشنطن وتل أبيب ، وصولاً إلى ما نشهده اليوم من إدارة مشتركة لصفحات مشبوهة ،تنطق باسم إسرائيل وتبث سموم الإخوان .

كاتب المقال الكاتب الصحفى أحمد جلال عيسى مدير تحرير جريدة الاهرام