الفائزون في مسابقة ”الذرة لتمكين إفريقيا 2025” يزورون روسيا للتعرف على التكنولوجيا النووية

حظي أربعة عشر شابًا موهوبًا من ست دول إفريقية بفرصة فريدة لزيارة أهم منشآت الصناعة النووية في روسيا والتعرف على ملامحها الثقافية الغنية
في أغسطس 2025، قام الفائزون في النسخة الثامنة من مسابقة الفيديو "الذرة لتمكين إفريقيا" برحلة خاصة إلى روسيا استمرت خمسة أيام، زار خلالها المشاركون من جنوب إفريقيا ومصر وكينيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وبوروندي وناميبيا أبرز المواقع النووية الروسية، واتطلعوا على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا النووية.
شملت الجولة زيارة الأكاديمية التقنية لروساتوم في مدينة أوبنينسك، التي تُعد مركزًا رائدًا للتدريب المهني وتطوير المهارات في القطاع النووي، حيث أتيح للمشاركين التعرف على المؤهلات والخبرات اللازمة للعمل بكفاءة وأمان في مجال الطاقة النووية.
كما تضمنت الزيارة محطة أوبنينسك للطاقة النووية، أول محطة نووية في العالم تم ربطها بالشبكة الكهربائية، والتي تحولت اليوم إلى متحف تذكاري وبحثي. وخلال الجولة تعرف الفائزون على تاريخ تطور الطاقة النووية والبروتوكولات الأمنية التي أرست معايير هذا القطاع على مستوى العالم.
وفي موسكو واصل المشاركون برنامجهم بزيارة جناح "الذرة" ATOM في مجمع المعارض القومي (VDNH)، حيث تُعرض مسيرة الصناعة النووية الروسية وإنجازاتها على مر العقود ال80 الماضية. ومن المقرر أن يستضيف VDNH في سبتمبر 2025 المنتدى الدولي "الأسبوع الذري العالمي"، الذي يأتي احتفاءً بالذكرى الثمانين لانطلاق الصناعة النووية الروسية. كما شمل البرنامج الثقافي زيارة أبرز المعالم التاريخية في موسكو، مثل الساحة الحمراء والكرملين، مما أتاح للمشاركين فرصة التعرف على التراث الثقافي الروسي بشكل اعمق وفي اجواء ترفيهية.
وعن مشاركتها في هذه الرحلة، اشارت فرح أشرف، إحدى الفائزات من مصر:
"بصفتي متخرجة من قسم الهندسة النووية، قضيت سنوات أدرس الطاقة النووية بشكل نظري، لكن الوقوف داخل محطة أوبنينسك – مهد الطاقة النووية السلمية – جعل المعرفة تتحول إلى واقع ملموس. رؤية جهاز محاكاة مفاعل VVER-1200، وهو النموذج نفسه الذي يُستخدم في محطة الضبعة النووية المصرية، منحني إحساسًا بأنني أعايش المستقبل. إلا أن ما جعل هذه الرحلة حقًا تجربة لا تُنسى هو أنني شاركتها مع عقول لامعة من مختلف أنحاء إفريقيا. خلال أيام قليلة أصبحنا أصدقاء وأصبحنا نتشارك نفس الحلم ونفس المستقبل. تخيلوا ما يمكن أن نحققه معًا – ليس فقط عبر الحدود، بل عبر التخصصات – لبناء مستقبل افضل لقارتنا بالعلم والمعرفة والاتحاد."
ومن جانبه، قال مراد أصلانوف، مدير مكتب روساتوم في مصر:
"المستقبل لا يخصنا نحن، بل يخص أولئك الذين يملكون الشجاعة والقدرة على صياغته. إشراك الجيل الجديد في القضايا التي تحدد ملامح عالمهم – من الطاقة النظيفة إلى الابتكار والاستدامة – لم يعد خيارًا، بل ضرورة استراتيجية. مبادرات مثل "الذرة لتمكين إفريقيا" لا تقتصر على إشباع فضولهم، بل تؤسس لجسور مستدامة من المعرفة والثقة المتبادلة والصداقة لتتجاوز الحدود. ومع احتفالنا بمرور 80 عامًا على انطلاقة الصناعة النووية الروسية، من الملهم بحق أن نرى شباب القارة الإفريقية يجتمعون — لا ليتعلّموا عن الذرة فحسب، بل ليعيدوا تصوّر مكانهم في هذا العالم، ويدركوا أنهم قادرون على بناء المستقبل الذي يستحقونه ."
ومنذ انطلاقها عام 2015، لعبت مسابقة "الذرة لتمكين إفريقيا" دورًا مهمًا في رفع الوعي وتعزيز فهم مسؤول ومستند إلى المعرفة للطاقة النووية باعتبارها خيارًا آمنًا وواعدًا ضمن مشهد الطاقة في القارة الإفريقية.
تُعد مؤسسة الطاقة الذرية الحكومية الروسية "روساتوم" شركة عالمية متعددة المجالات، تضم أصولًا في قطاعات الطاقة والهندسة والإنشاءات، وتضم أكثر من 450 شركة ومؤسسة يعمل بها نحو 420 ألف موظف حول العالم.