بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتبة الصحفية امال ربيع تكتب :ثلاث عقارب... لا إخوة!

الكاتبة الصحفية امال ربيع
-

جاءني زميل يشكو، والهمُّ يتدفق من عينيه قبل لسانه، يشكو من ثلاثة إخوة — لا، بل ثلاثة عقارب — خرجوا من نفس الرحم، لكنهم لم يعرفوا معنى الرحم، ولا طعم الحنان، ولا قيمة الدم الذي يجمعهم.
أطلق عليهم اسم"العقارب"، ولم يكن ذلك تشبيهًا، بل توصيفًا دقيقًا لثلاثة أشخاص خلعوا ثوب الأخلاق، وارتدوا جلد الخسة، وساروا في دروب الظلام.

يحملون أسوأ ما في البشر من صفات: جحود لا يعرف شكرًا، ونكران جميل يفوق كل خيانة، وطمعٌ مسعور لا يشبعه شيء.
يتصارعون على المال كما تتصارع الوحوش على فريسة، لا يهمهم إن كان هذا المال حلالًا أم حرامًا، مشروعًا أم مسروقًا، ما دام سيزيد أرصدتهم وينفخ كروشهم.
يشربون الخمر والحشيش حتى تفقد عقولهم آخر ذرة إنسانية، ويسبّون كل من يعترض طريق فسادهم، ويهددون الضعفاء، حتى وصلت وقاحتهم إلى حد محاولة الاعتداء على جارتهم المسنة، تلك السيدة الضعيفة التي لم تُؤذِ أحدًا في حياتها.
ولولا أن ابنها كان حاضرًا، وسارع بعمل محضر رسمي ضدهم، لرأت تلك السيدة ما لا يتوقعه عقل، ولا يحتمله قلب.
لقد تجاوزوا حدود الشرف والانوثة، وتخلوا عن كل معاني النخوة.
بل الأعجب من ذلك أن هؤلاء الثلاثة سيدات.. لا يعرفن العيب! لا حياء يمنعهن، ولا خلق يردعهن، وكأن الحياء الذي هو تاج المرأة، قد انتُزع من رؤوسهن.
يرفعن أصواتهن بالسباب، ويتمادين في الظلم والافتراء، بلا خجل ولا ضمير.
تراهن يلهثن وراء المال الحرام كما يلهث العطشان خلف السراب، حتى لو دُفن الحياء، وماتت الرحمة، واشتعلت الفضيحة.
أما عن أخيهم الذي جاء يشكو، فهو لا يريد سوى أن يحيا بسلام، يأخذ حقه الشرعي في الميراث، بعد قسمة عادلة، لكنهم يطمعون في كل شيء. لا يكتفون بنصيبهم، بل يسعون لاغتصاب ما ليس لهم، حتى لو تطلب الأمر إيذاء من يقف في طريقهم.
إنهم لا يعرفون الرحمة، ولا يمتّون للأخلاق بصلة، يتاجرون بكل شيء: بالدم، بالشرف، بالضمير.
فيا أيها الناس... احذروا أمثال هؤلاء هؤلاء العقارب قد يتوارون خلف قناع المودة حينًا، لكنهم لا يترددون في لدغ أقرب الناس إليهم حين تحين الفرصة.
لا تأمنوا لمن عرفتم فيه الطمع، فالجائع للمال لا يشبع، والساقط في الحرام لا يرتفع، ومن اعتاد أكل الحقوق لن يعرف يومًا طعم البركة.
اللهم قِنا شرّ القُرْب من مثل هؤلاء، ولا تبتلينا بإخوة، هم في حقيقتهم أعداء.