واشنطن: انهيار اقتصاد روسيا سيجبر بوتين على التفاوض

أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، استعداده لفرض عقوبات جديدة على موسكو، وذلك بعد ساعات من تنفيذ روسيا أضخم هجوم جوى على أوكرانيا منذ اندلاع الحرب عام 2022.
ورداً على سؤال للصحفيين فى البيت الأبيض عمّا إذا كان يعتزم فرض عقوبات إضافية على روسيا، قال ترامب: "نعم، أنا مستعد"، من دون أن يقدّم تفاصيل أخرى.
يأتى ذلك، عقب تصريحات لوزير الخزانة الأمريكى سكوت بيسنت قال فيها إن المزيد من الضغط الاقتصادى المشترك بين الولايات المتحدة وأوروبا يمكن أن يجبر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين على الدخول فى محادثات سلام مع أوكرانيا.
وأوضح فى مقابلة مع قناة "إن بى سي" أن "فرض عقوبات ورسوم جمركية ثانوية على الدول التى تشترى النفط الروسى قد يؤدى إلى انهيار كامل للاقتصاد الروسي، وهذا ما سيدفع بوتين إلى طاولة المفاوضات".
وشدد بيسنت على أن نجاح هذا النهج يتطلب التزام الشركاء الأوروبيين، قائلا إذا قامت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى بذلك معا، فسنصبح فى سباق بين إلى متى يمكن للجيش الأوكرانى أن يصمد مقابل المدة التى يصمد فيها الاقتصاد الروسي".
وأكد أن إدارة ترامب "مستعدة لزيادة الضغط على روسيا"، رغم إحباط البيت الأبيض من عدم إحراز تقدم فى وقف القتال بعد أكثر من 3 سنوات من الحرب.
وهدد ترامب سابقا بمعاقبة الدول المستوردة للنفط الروسي، لكنه اكتفى حتى الآن بفرض رسوم إضافية على واردات الطاقة من الهند، فى حين تجنّب استهداف روسيا والصين مباشرة.
تأتى هذه التصريحات فى أعقاب أكبر هجوم جوى روسى منذ اندلاع الحرب، إذ أطلقت موسكو أكثر من 805 طائرات مسيّرة و13 صاروخا على كييف ومدن أوكرانية أخرى، مما أسفر عن مقتل 5 أشخاص بينهم امرأة ورضيعها، وألحق أضرارا بمبنى مجلس الوزراء فى قلب العاصمة للمرة الأولى.
وأثار الهجوم إدانات غربية واسعة، إذ وصف الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون الضربات بأنها "عشوائية" ودليل على "انغماس روسيا فى منطق الحرب والترهيب"، فى حين اعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن "الكرملين يسخر من الدبلوماسية وينتهك القانون الدولى ويقتل بلا تمييز".
وكشف الاتحاد الأوروبى أنه يعمل على إعداد الحزمة الـ19 من العقوبات ضد موسكو تشمل قيودا جديدة على الطاقة والقطاع المالى وتشديد الملاحقة لـ"أسطول الظل" الروسي.
فى المقابل، قالت موسكو إن الضربات موجهة ضد منشآت عسكرية وصناعية ومطارات أوكرانية، فى حين دعا الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى إلى "رد عملي" عبر تشديد العقوبات وتزويد بلاده بمزيد من الأسلحة.
وتستمر الهجمات الجوية المتبادلة بين البلدين، فى ظل جمود مساعى التسوية بين البلدين، رغم محاولات الرئيس الأميركى دونالد ترامب عقد مفاوضات مباشرة بين الرئيسين الروسى فلاديمير بوتين والأوكرانى فولوديمير زيلينسكي.
وتتقدم القوات الروسية على خط الجبهة شرق وجنوب أوكرانيا منذ أكثر من عام، مستغلة نقص القوات والعتاد الذى يعانيه الأوكرانيون.