بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى عبدالناصر محمد يكتب .. كلاب الشوارع .. وحوش مسعورة !!

الكاتب الصحفي عبد الناصر محمد
-

انتشار ظاهرة الكلاب الضالة فى مختلف الشوارع خاصة فى محافظة القاهرة أصبح أزمة مؤرقة للمجتمع بأسره ، وتزداد سوءا كل عام نظرا للارتفاع الكبير فى أعداد الكلاب والتى يبلغ عددها حاليا فى المتوسط نحو ٣٠ مليون كلب وذلك طبقا لتقديرات وزارة الزراعة.

حالات العقر المبلغ عنها فى مصر بلغت نحو ٥٧٥ عام ٢٠١٩ وظلت فى تزايد بنسبة ٢٠ % حتى تجاوزت نحو مليون بلاغ كل عام ، وتزيد معدلات تلك البلاغات فى فترة الصباح خاصة فى فترة دخول المدارس حيث يتعرض الكثير من التلاميذ لعمليات العقر من الكلاب الضالة المنتشرة فى الشوارع.

ضحايا العقر ترتفع أعدادهم يوما بعد يوم وكثيرا منهم نزلاء الآن فى مختلف المستشفيات ومنهم الطفلة " حنان ٣ سنوات " إبنة حى الجمالية بالقاهرة والتى كانت تلهو منذ بضع أيام مع أبناء الأقارب والجيران فى مدخل العمارة التى تسكن بها جدتها المقيمة فى نفس الحى حيث فجأة دخل العمارة كلب وبدأ يصدر صوتا مخيفاً كما لو كان يعطى جرس إنذار للأطفال الذين فزعوا وهرعوا إلى داخل شقة الجدة فراراً منه غير أن الطفلة حنان إختل توازنها و سقطت على الأرض فأنقض عليها الكلب المسعور ليفترسها وبالفعل غرس أنيابه فى وجهها البرىء مما تسبب فى كسور مزدوجة فى الفك فضلا عن تمزقات واسعة فى الوجه وجروح غائرة فى مختلف أنحاء جسدها.

واقعة أخرى لا تقل إثارة عن واقعة " فتاة الجمالية " شهدتها منطقة السبع بنات بالمحلة الكبرى كان بطلها كلب ضال مسعور وضحيتها عامل أمن بشركة غزل المحلة والذى فوجىء بهجوم الكلب المسعور عليه وقضم أذنه وأصابه بعدة جروح فى وجهه ورأسه وكاد أن يفتك به لولا تدخل الأهالى لإبعاد الكلب بقذفه بالحجارة والعصى لإنقاذ العامل من بين أنيابه.

تسبب العدد الهائل للكلاب فى انتشار مرض السعار " داء الكلب " في جميع أنحاء البلاد، مع وجود أعداد كبيرة من الكلاب والقطط الضالة، خاصة في المناطق الحضرية والسياحية لذا أكد الأطباء البيطريون ضرورة تجنب ملامسة الحيوانات الأليفة.

داء الكلب " هو مرض فيروسي مميت يمكن أن ينتقل من الحيوانات إلى الإنسان عن طريق العض أو الخدوش ويهاجم الفيروس الجهاز العصبي ويمكن أن يسبب الوفاة إذا لم يتم علاجه ، و لا يوجد علاج لداء الكلب بمجرد ظهور الأعراض، ولكن يمكن الوقاية منه، و أفضل طريقة للوقاية من داء الكلب هي التطعيم ضد المرض، كما أن التطعيم مهم أيضًا للحيوانات الأليفة، لأنها يمكن أن تنقل الفيروس إلى الإنسان ورغم هذه الكوارث المتكررة فإن وزارة الصحة تتجاهل التعقيم سواء للإنسان أو للحيوان ، علما بأن وزارة التنمية المحلية تؤكد أن مصر تستود أمصال بتكلفة تبلغ ١.٢ مليار جنيه سنويا.

القضاء على مرض السعال يحتاج إلى منظومة متكاملة تشمل وزارات الصحة والبيئة والتنمية المحلية خاصة حين نعلم أن مرض داء الكلب متوطن في أكثر من 150 دولة بما في ذلك مصر بالطبع و يتسبب في وفاة أكثر من 59 ألف شخص حول العالم سنويا، وأن مصر تمتلك القدرات الطبية والبشرية ما يكفي للقضاء على مرض السعار غير أن التوعية بمخاطر المرض أمر ضروري للقضاء عليه أما تجاهل الأجهزة المعنية يساعد على حدوث المزيد من الكوارث.

لقد بات الكثير من المواطنين يخشون السير ليلا أو نهارا في الشوارع والطرقات العامة ليس خوفا من سرقة أو اختطاف بل خوفا من الكلاب التي تهاجمهم ، وحين يهاجم بعض الأهالى كلبا مسعورا ويقومون بمطاردته لمحاولة القضاء عليه نجد أساتذة التصوير يقومون بعرض هذه الفيديوهات وهم يصرخون من غلظة الأهالى الذين إنتزعت الرحمة من قلوبهم متجاهلين الكوارث التى إرتكبها الكلب المسعور فى حق الضحايا. وأصبح جميع الفئات العمرية معرضة لخطر الإصابة بالسعار إلا أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 14 عامًا هم الأكثر عرضة للخطر.

كل هذه الكوارث لا تعيرها الحكومة أى إهتمام وترضخ لآراء جمعيات الرفق بالحيوان وبعض الأشخاص الذين يدافعون عن حقوق الحيوان والذين لا يدركون حجم الكارثة ولا يقدمون لها أى حلول بل يطالبون بعدم المساس بالكلب الضال ولم نجد منهم من يتطوع ويقوم بمراعاة بعض الكلاب الضالة فى منزله مثلا لأن هذا أمر مستحيل لأن لو كان هناك متطوعون لذلك فإن كل واحد منهم سوف يستضيف على الأقل ٥ آلاف كلب فى منزله حتى تخلو الشوارع من تلك الظاهرة الخطيرة او يقوم بتأجير مساحات شاسعة لإقامة معسكر للكلأب ويكون مزودا بكل الإمكانيات المناسبة للكلاب وهذا أيضا أمر يصعب تحقيقه ، إذاً فالحل أن تقوم الحكومة بإستخدام أساليب الحماية المختلفة كما كان يحدث منذ نحو ربع قرن من خلال إصطياد هذه الكلاب من الشوارع لمواجهة هذه الظاهرة الشاذة التى أصابت المواطنين بأضرار جسيمة.

وسوف يشهد نهاية الشهر الحالى وتحديدا يوم ٢٨ سبتمبر الإحتفال باليوم العالمى لمرض السعار والذى يهدف إلى رفع مستوى الوعى حول داء الكلب والوقاية منه ذلك الذى يتم تنظيمه تحت إشراف التحالف العالمى لمكافحة مرض داء الكلب.

كاتب المقال الكاتب الصحفى عبدالناصر محمد مدير تحرير بوابة الدولة الإخبارية والخبير المالى والإقتصادى