قنديل: لا قانون دولي أمام أمريكا وإسرائيل.. والتاريخ لا يعترف إلا بمن يواجه الدم بالدم

قال الكاتب الصحفي عبدالحليم قنديل، إن ما يجري اليوم في قطاع غزة ليس وليد اللحظة أو نتيجة لما حدث في 7 أكتوبر كما يروّج البعض، بل هو تنفيذ لمخطط معلن منذ عقود، مشيرًا إلى أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لم يُخفِ مطامعه أبدًا.
وأوضح قنديل، خلال لقائه مع الإعلامية نانسي نور في برنامج "ستوديو إكسترا" على قناة "إكسترا نيوز"، أن نتنياهو نشر في عام 1993، أي قبل 32 عامًا، كتابًا أوضح فيه رؤيته لما يُسمى "إسرائيل الكبرى"، وهو ما يُنفَّذ اليوم بشكل عملي، تحت غطاء "العملية العسكرية"، وليس استجابة لما حدث في 7 أكتوبر كما يروج البعض "عن جهل أو تجاهل".
وأضاف: "نتنياهو لم يخفِ شيئًا، ففي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2023، عرض خريطة إسرائيل كما يتخيلها، تمتد من النهر إلى البحر، وتشمل الضفة الغربية وقطاع غزة"، مؤكدًا أن الحديث عن أن 7 أكتوبر هي من فجرت هذه المطامع، هو ترويج للرواية الإسرائيلية وإن بأقنعة أخرى.
وأشار قنديل إلى أن ما يجري اليوم هو استمرار لمذبحة ممنهجة ضد الشعب الفلسطيني، بدأت قبل عامين، وتم خلالها ترك الفلسطينيين وحدهم في مواجهة آلة عسكرية هي الأشرس في العصر الحديث، مضيفًا: "لم يحدث في تاريخ حركات التحرر الوطني، أن تُرك شعب يُذبح بهذه الطريقة، كما يحدث مع الفلسطينيين".
وتابع: "العدوان الجاري اليوم هو هجمة أمريكية إسرائيلية موحدة، وما يُقال عن وساطة أمريكية أو انتظار أفعال من واشنطن ليس إلا رهان العاجزين"، مشيرًا إلى أن عدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين في القطاع قد يتجاوز ربع مليون شخص من جميع الفئات العمرية.
وقال قنديل، إن الرهان لم يعد على أي موقف عربي أو دولي فيما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، مؤكدًا أن ما يُسمى بـ"المجتمع الدولي" و"القانون الدولي" لا وجود فعلي لهما عندما يتعلق الأمر بأمريكا وإسرائيل، وأنهما لا يعترفا بأي قواعد أو قوانين.
وأوضح قنديل، أن التعويل الحقيقي أصبح على "من يواجهون الدم بالدم"، مضيفًا: "لم يعد هناك شيء آخر يدخل في حساب التاريخ سوى ذلك.
وتابع: "من يختبئون خلف شعارات السلام أو يخشون التورط في الصراع، من بدأوا بالسلام اليوم عليهم فقط أن يقولوا: السلام عليكم".
وأشار قنديل إلى أن ما يجري ليس صراعًا محدودًا، بل جزء من مشروع صهيوني أوسع، يتمثل في "خريطة إسرائيل الكبرى"، والتي تضم أجزاء من سبع دول عربية، بينها مصر، وفق ما هو معلن من قبل أطراف داخل الكيان الإسرائيلي.
وقال: "ما بدأ منذ عامين من عدوان دموي لن يتوقف قريبًا، بل سيمتد لسنوات قادمة، ولن يقتصر على فلسطين فقط، بل قد يشمل أراضي من دول عربية أخرى مدرجة ضمن المشروع التوسعي الإسرائيلي".