الطب التجددي النسائي يعيد الأمل للمرأة العصرية

في خطوة جديدة تُبشّر بعصر من التقدم الطبي المخصص للمرأة، كشفت الدكتورة شفاء الأحمد، استشارية النساء والتوليد وطب النساء التجددي، عن أحدث ما توصل إليه الطب الحديث في مواجهة آثار التقدم في العمر، مؤكدة أن "المرأة العصرية لم تعد مضطرة للاستسلام للشيخوخة".
وخلال حديث خاص، أوضحت د. شفاء أن الطب التجددي النسائي يشهد تطوراً غير مسبوق، مستنداً إلى الأبحاث الحديثة والتقنيات الطبية المتقدمة التي تمكّن النساء من استعادة شبابهن وحيويتهن بشكل آمن وعلمي. وأشارت إلى أن هناك 21 تجربة سريرية مسجلة حتى فبراير 2024 لاستخدام الخلايا الجذعية في علاج قصور المبيض المبكر، ما يفتح الباب أمام ملايين النساء حول العالم.
وأكدت أن أحد أبرز الاكتشافات يتمثل في تحديد الخلايا الجذعية المسؤولة عن تجدد بطانة الرحم، مما يوفر حلولًا جديدة لمشاكل الخصوبة والتغيرات الهرمونية المرتبطة بالعمر. كما أشارت إلى تحولات إيجابية في النظرة العلمية للعلاج الهرموني بعد مراجعات الجمعية الدولية لانقطاع الطمث لعام 2024، والتي أكدت انخفاض المخاطر عند النساء تحت سن الستين.
واعتمدت د. شفاء بروتوكولات تشخيصية متقدمة تشمل تحاليل هرمونية شاملة، فحص احتياطي المبيض، وكثافة العظام باستخدام DEXA، مع تخصيص العلاج لكل حالة بناءً على تحليل دقيق. ويتضمن العلاج استخدام الهرمونات الحيوية المتطابقة المعتمدة من FDA، بالإضافة إلى التستوستيرون والخلايا الجذعية عند الحاجة.
كما تناولت في حديثها العلاجات التجددية مثل حقن الخلايا الجذعية في المبيض، والعلاج بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية، والإكسوسومات لتجديد الأنسجة المهبلية، مشيرة إلى نتائج واعدة في هذا المجال.
وشددت د. شفاء على أهمية النمط الغذائي، موصية بأوميغا 3، فيتامين D3، K2، المغنيسيوم، والكولاجين، ضمن خطة غذائية علمية لمكافحة الالتهاب ودعم الصحة العامة، إلى جانب برنامج رياضي يشمل تمارين القوة والمقاومة والتمارين القلبية المتقطعة والمستمرة.
وأبرزت أهمية إدارة التوتر بالصحة النفسية، من خلال التأمل وتمارين التنفس واليوغا والعلاج المعرفي السلوكي، مؤكدة أن الصحة الجسدية والنفسية وجهان لعملة واحدة.
كما استعرضت أحدث تقنيات العيادة، بما في ذلك أجهزة الترددات الراديوية مثل Thermage وVenus Freeze، والليزر المتقدم لتجديد البشرة والأنسجة المهبلية، إلى جانب الحقن بـPRP وPRF والإكسوسومات.
وفي إطار المتابعة، أوضحت د. شفاء أن السنة الأولى تشمل فحوصات كل ثلاثة أشهر لمراقبة الاستجابة للعلاج، يليها تقييم نصف سنوي يشمل تحاليل هرمونية وصحة القلب والرحم والثدي.
وشددت على ضرورة إدارة المخاطر عبر الإقلاع عن التدخين، برامج إنقاص الوزن، والمراقبة الجينية، مؤكدة أن العلاج الناجح يعتمد على التزام المرأة بخطة علاجية شاملة.
واختتمت برسالة إلى المرأة العربية: "العمر ليس عدوًا بل مرحلة يمكن التعامل معها بعلم ووعي"، داعية النساء إلى استشارة الأطباء المختصين في الطب التجددي النسائي لوضع خطة علاجية مخصصة تعيد لهن الصحة والحيوية.