الكاتبة الصحفية أمال ربيع تكتب :نحن أمام معركة مصيرية عنوانها الكرامة ونتيجتها النصر

في لحظة فارقة من تاريخ الأمة ومع تصاعد التهديدات التي تحيط بالمنطقة وعودة نغمة العدوان والهيمنة من قبل العدو الإسرائيلي تبرز أمامنا مهمة وطنية لا تقبل التأجيل وهي حماية الجبهة الداخلية المصرية عسكريًا واقتصاديًا استعدادًا لمواجهة محتملة قد تكون الأعنف منذ حرب أكتوبر المجيدة فالمعركة القادمة ليست معركة حدود أو أراضٍ فقط بل هي معركة هوية وكرامة وسيادة وطنية كاملة
لقد أدركت القيادة السياسية والعسكرية المصرية هذه الحقيقة منذ سنوات فبدأت في بناء استراتيجية متكاملة تعيد تشكيل العمق الاستراتيجي للدولة وتُعزز من قدرة الجبهة الداخلية على الصمود في وجه أي عدوان خارجي وفي هذا السياق نحمد الله أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قد نجح في تنويع مصادر تسليح الجيش المصري من عدة دول أوروبية كفرنسا وألمانيا وإيطاليا وغيرها دون الاعتماد الكلي على السلاح الأمريكي الذي أثبت في محطات كثيرة أنه أداة ضغط سياسي قبل أن يكون دعمًا عسكريًا ومما لا شك فيه أن هذا التنوع قد منح الجيش المصري استقلالية في القرار ومرونة في المواجهة ورفع من قدرته على الردع والهجوم كما جعل من قواتنا المسلحة واحدة من أقوى جيوش الشرق الأوسط وأفريقيا وأصبح لدينا قوة عسكرية مدمرة قادرة على الدخول في أي معركة وكسبها بثقة واقتدار
لكن المعركة لا تُحسم بالسلاح فقط بل بصمود الشعب أيضًا ووعيه وقدرته على التحمل وهنا تتجلى أهمية الجبهة الاقتصادية التي لا تقل خطورة عن الجبهة العسكرية إذ لا يمكن لجندي أن يقاتل بكرامة بينما أهله في الداخل يعانون الجوع أو الفقر ولذلك تعمل الدولة المصرية بخطى واثقة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في السلع الأساسية من الغذاء والدواء والوقود كما تسعى إلى بناء مخزون استراتيجي قادر على الصمود في وجه الحصار أو الحرب الاقتصادية التي قد تسبق أي عدوان مباشر من قبل العدو الإسرائيلي
إن حماية الجبهة الداخلية تعني أيضًا تحصين البنية التحتية للمجتمع من الكهرباء والمياه إلى الاتصالات والمستشفيات والمدارس فكل نقطة ضعف هنا ستكون هدفًا للعدو وستُستغل لكسر إرادة المواطن المصري لذلك فإن خطة الدولة تشمل تجهيز الملاجئ وتحصين المنشآت الحيوية وتدريب السكان على سيناريوهات الطوارئ كما تشمل تطوير منظومات الدفاع الجوي والصاروخي لتوفير غطاء حقيقي للمدن والمناطق الحيوية
ولا يمكن تجاهل أهمية الإعلام الوطني في هذه المرحلة إذ يجب أن يتحول الإعلام من منبر للمشاهدة إلى أداة للتعبئة والتوعية وتعزيز الثقة بين الشعب وجيشه ومؤسساته كما يجب أن يواجه الحرب النفسية المعادية التي تسعى لزرع الشك في النفوس وإضعاف العزيمة وإشعال نار الفتنة في الداخل
إننا نواجه عدوًا مراوغًا ومتطورًا لا يُخفي أطماعه في مقدرات الأمة ويعمل ليل نهار على إضعافنا من الداخل قبل أن يُشهر سلاحه ولكننا نملك اليوم قيادة قوية وجيشًا صلبًا وشعبًا جبارًا يعرف طريقه ويثق بقدراته وكما هزمنا العدو في أكتوبر 73 بإمكاننا أن نهزمه مرة أخرى إذا توفرت لنا الإرادة الوطنية والتماسك الشعبي والقيادة الواعية
المعركة القادمة قد تكون شاملة وقد تكون طويلة لكنها إن اندلعت فستكون بإذن الله خاتمة لزمن من الغطرسة وبداية لعصر من الكرامة والانتصار ومن هنا فإن حماية الجبهة الداخلية ليست عملًا حكوميًا فقط بل واجبًا وطنيًا على كل مصري ومصرية أن يشارك فيه بالوعي والعمل والانضباط والدعم الكامل للجيش في كل قراراته وخططه
هذا وقت الاصطفاف لا الخلاف ووقت البناء لا الشك ووقت الاستعداد لا التردد فنحن أمام معركة مصيرية عنوانها الكرامة ونتيجتها النصر بإذن الله