بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفي صبري حافظ يكتب : لم تعد قمة

الكاتب الصحفي صبري حافظ
-

ضاع رونقها، وخفت هيبتها، وانعدمت جاذبيتها، لم تعد قمة، فقدت جمالها ونضارتها وشبابها، وضربتها الشيخوخة والهزال بعد أن كانت قمة الكرة المصرية والعربية والأفريقية، وامتدت شهرتها لقارات العالم فى وقت كانت وسائل الاهتمام والانتشار أقل مما هى عليه الآن، الملايين بأنحاء المعمورة كانوا ينتظرونها لتناول وجبة كروية فنية من طراز خاص، يحفظون الأسماء ويتغنون بألقاب النجوم، ويتابعون أخبارهم بدءًا من حراس المرمى إلى البدلاء.

ورغم مساحة الانتشار والمتابعة الحالية التى تتزايد يومًا بعد يوم قلّ المهتمين والمتابعين لها، ومعظم الداعمين والمشجعين لا يعرفون حاليًا قائمة فرقهم بالكامل لعوامل كثيرة أصابت الكرة المصرية فى مقتل بعد أن قاد إدارتها مشجعون درجة ثالثة، كان يحلمون يومًا بالتواجد بجوار نجوم السبعينات والثمانينات، فباتوا يديرون شئون اللعبة دون تنفيذ حقيقى لبرامج النهوض الهادفة، تراجع وانكسار فزهد فيها العشاق، وفضلوا معرفة النتيجة بدلًا من متابعتها للاستفادة من وقتها الضائع دون متعة أو جمل فنية تعيد للأذهان فن الزمن الجميل، واتجهت الوجهة والأنظار لدوريات أخرى أكثر ندية تختلف عما يتبارى فيه لاعبونا على ملاعبنا التى لا تقل تدنيًا عن المستوى الفنى للراكضين على مستطيلها الأخضر!

9 جولات من مسابقة الدورى الممتاز، والأداء لا يرقى لمستوى مباريات دورى القسم الثانى بالدول الخليجية، رغم مايردده المحللون بأنه دورى ساخن.. وأين السخونة واللقاءات التى تدفع المشاهد للجلوس ساعتين، وساعة أخرى تحليل الخبراء والمحللين بمختلف القنوات، دون إضافة أو وضع اليد على الأمراض والتشخيص والعلاج، والجمل الكاشفة عن وجود خطط حقيقية بعيدا عن العشوائية- إلاّ من رحم- مع مجاملات لبعض اللاعبين «المقربين» دون الكشف عن مستواهم المهزوز خوفًا من هجوم السوشيال، ففقدت الاستديوهات رونقها، امتدادًا لتراجع الأداء الكروى، وبات المشاهد زاهدا لغياب الفن داخل الملعب والرؤية والحيادية خارجه، وارتداء فانلة الانتماء لهذا الفريق أو ذاك!

الفرق الثلاثة المرشحة للمنافسة على الدورى الأهلى والزمالك وبيراميدز، مستوى مهزوز وأداء متذبذب ونتائج هزيلة، وتخبط غريب، ولا يختلف مستوى الكبار عن الأندية الباحثة عن مكان بدورى الأضواء والشهرة، رغم ما يحصلون عليه من ملايين– لا يتفوق عليهم فيها سوى الدورى السعودي- ومعهم مدربون يتقاضون مرتبات هى «الأغلى» أيضًا، ما دفع ببعض اللاعبين والمدربين الأوربيين نحو الدورى المصرى للمقابل المادى الذى سيتقاضونه سنويًا..! وبعض الأندية بدأت تضع هيكلة لمواجهة التزايد المُطرد فى مرتبات اللاعبين والأجهزة الفنية خاصة فى كرة القدم دون مردود إيجابى ينعكس على الأندية والمنتخب أو المشاهد.

تطورات تضرب الدورى المصرى منذ سنوات تحتاج وقفة جادة، وأولى خطوات الإصلاح وضع سقف معين لمرتبات اللاعبين والمدربين وتقنين النظم التى تحكم اللعبة.

الأندية وحدها غير قادرة على مواجهة هذه الضغوط واستنزاف الموارد مع قلة المدخلات التى تحصل عليها، وهى صرخة تطلقها وتطالب الدولة ممثلة فى وزارة الرياضة لوضع حد للمطالب المادية للاعبين والاستعانة بدول متقدمة فى اللعبة استخدمت العلم والاستراتيجيات للارتقاء بمنظومة القدم من مسابقات وإدارات محترفة عادلة انعكس على المنتخبات بمختلف مراحلها مثل المغرب التى واجهت بشجاعة السلبيات والثغرات دون ترقيع أو مسكنات!

كاتب المقال الكاتب الصحفى صبرى حافظ مدير تحرير جريدة الوفد