هيئة الكتاب تصدر «فورمالين.. حكاية امرأة هزمت السرطان» لجمال مصطفى سعيد

صدر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، كتابًا جديدًا بعنوان «فورمالين.. حكاية امرأة هزمت السرطان» من تأليف الدكتور جمال مصطفى سعيد، وتقديم الدكتور علي الدين هلال.
يجمع الكتاب بين الأدب والعلم، ليعكس شخصية مؤلفه الذي يجمع بين خبرة الطبيب الجراح وشغف المثقف المهتم بقضايا الإنسان والمجتمع.
فورمالين.. حكايات إمرأة هزمت السرطان
يأتي العنوان الرئيسي «فورمالين» إشارة إلى المادة التي تُستخدم لحفظ الأنسجة الطبية، بينما يكشف العنوان الفرعي «حكاية امرأة هزمت السرطان» عن الجانب الإنساني للعمل، ومنذ الصفحات الأولى، يمزج المؤلف بين السرد الأدبي والمعلومات الطبية، مقدّمًا للقارئ حكاية إنسانية مؤثرة إلى جانب توعية علمية تهدف لتصحيح المفاهيم الخاطئة حول مرض سرطان الثدي.
يتناول الكتاب قصة أم سماح التي تخوض رحلة شاقة مع المرض، فيروي المؤلف تفاصيلها من زوايا متعددة: العلاقة بين المريض والطبيب في مصر، الصعوبات النفسية عند إبلاغ المريض بحقيقة إصابته، وتأثير المرض على الروابط الأسرية والاجتماعية، وتظهر في القصة مواقف إنسانية صادقة، مثل لحظة عودة الطبيب من إجازته في الإسكندرية إلى القاهرة في أول أيام العيد للكشف على المريضة، في مشهد يختلط فيه الواجب المهني بالثمن الذي يدفعه على حساب أسرته.
ويعرض المؤلف جانبًا آخر من تجربته المهنية، كالتوازن الصعب بين مسئوليته تجاه مرضاه، وضغوط إدارة المستشفى، والتزامه بالقانون وضميره المهني، مشيرًا إلى التناقض الذي يعيشه الأطباء حين يقابلون المرضى في لحظة ضعف وانكسار، ثم يتبدل موقف هؤلاء بعد الشفاء.
تاريخ مرض سرطان الثدي
إلى جانب القصة، يقدم الكتاب خلفية تاريخية عن سرطان الثدي منذ الحضارة المصرية القديمة، مرورًا بالطب اليوناني، وصولًا إلى إنجازات الطب الحديث، كما يعرّف القارئ بأهم المصطلحات الطبية والجهود المؤسسية في مصر لمكافحة المرض.
ويرى الدكتور علي الدين هلال في تقديمه للكتاب أن المؤلف لا يكتب كطبيب فقط، بل كإنسان ينقل خبرة واسعة من الممارسة المهنية والحياة اليومية، ليضع القارئ أمام نص يجمع بين التشويق الأدبي والفائدة العلمية.
ويعيد الكتاب للأذهان تجارب إنسانية مشابهة، مثل ما سجلته الراحلة أنيسة حسونة في كتابها «بدون سابق إنذار» حين واجهت المرض بصلابة وأمل.
بهذا، يمثل «فورمالين» إضافة مهمة للمكتبة العربية، إذ يمنح القارئ مادة أدبية وإنسانية ثرية، إلى جانب جرعة معرفية طبية مبسطة، تجعل منه عملًا يستحق القراءة والتأمل.