بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : أتعايش الصدق إنطلاقا واقعنا السياسى والحزبى والبرلمانى .

محمود الشاذلى
-

بالحق أقول ، مرارا وتكرارا وكل الوقت يطيب لى التأكيد على أن هذا الوطن نفتديه بأرواحنا ، نزود عنه كل مكروه وسوء ، ونتمنى الخير لكل أبنائه ، وماتوجيه النقد لبعض الإخفاقات التى تطال كثر ماهى إلا محاوله جاده ومخلصه لتجاوز الأزمات والتنبيه للإخفاقات ، وتصويب المسار ، من يقول بغير ذلك قولا واحدا هو مغرض ، ويحاول إسكات كل من له رؤيه تصب فى صالح الوطن الغالى ، ليكون فى الصداره ينعم بمقدرات الوطن كما غيره ينعمون ، وليذهب الشعب وكل المخلصين من القاده والمسئولين إلى الجحيم ، أجد من الأهمية التأكيد على ذلك ليعى الجميع أهمية أن نسمع بعض ، ونعظم كل رأى محترم .

إنطلاقا من ذلك مؤلم أن أقول أن واقعنا السياسى والحزبى والبرلمانى سمك لبن تمر هندي دلالة ذلك تلك الفضيحه فى إنتخابات النواب التى كشف عنها موقع الأيام المصريه من أن السيره الذاتيه لأحد المرشحين بالمنصوره تضمنت أنه إعلامى ومذيع ومقدم برامج ، وحاصل على الدكتوراه بدبلوم صنايع ، ومرشحه أخرى بحلوان صاحبة شركة مقاولات وسجلت أنها حاصله على معهد صحافه ، ونائب رئيس حزب ، يستقيل ويخوض معركة الفردي ممثلا لحزب آخر ، و10 رؤساء أحزاب ضمن تعيينات مجلس الشيوخ ، و 4 أعضاء بمجلس النواب الحالى تم تعيينهم بمجلس الشيوخ ، وهم عبد الهادي القصبي، أحمد العوضي ، ميرال الهريدي ، وعماد خليل ، ولاأعرف كيف لأحدا فيهم ينتقد الحكومه وجميعهم من أتى بالتعيين ، وتلك دلاله على عدم قدرتهم خوض الإنتخابات لتهاوى المنظومه الحزبيه .

المؤلم أن الدوله عندما أرادت تصدير أنها تتخذ إجراءات رادعه حيال كارثة دفع الملايين لقيادات حزبيه ثمنا لمقعد بالبرلمان ، أعلنت الأجهزه الامنيه عن القبض على رئيس حزب ونجله وبعض أعضاء الحزب متلبسين بتلقى أموال من أشخاص لترشيحهم للحصول على مقعد بالبرلمان ، لكن هذا التصرف غير مقنع لأنه بالضبط كمن عاقب الحرامى الغلبان وترك الحيتان الكبار ، لذا كان يتعين أن يتم تطهير الأحزاب الكبيره التى طالها ذلك ، لأنه لاأحد يزعم أن أمر دفع الملايين ينطلق من إشاعات مغرضه لأن كل الشعب أدرك ذلك وعايشه ، وكذلك فعل من دفعوا الملايين .

أتفق تماما مع ماأورده اللواء صلاح شوقى أمين حزب الجبهة بسوهاج ، والتى نبهتنى أننى لاأغرد وحدى بالحق وفق معطيات صادقه ، وأسانيد حقيقيه ، جاءت تلك الإستقاله لرئيس الحزب كاشفه لهذا التردى الذى طال واقعنا الحزبى ، ومؤكده على ماسبق وغيرى من طرح تتعلق بتلك القضيه ن حيث اكد على أن ماشهدناه من ممارسات فى إنتخابات مجلس النواب الحاليه صادما ، وتغييب إرادة أبناء الحزب وإستبدالها بمعايير غامضه لاتمت إلى العداله بصله ، مشيرا إلى تعميق نهج الإقصاء ، وإفقاد العمل الحزبى معناه ، وإختتم الإستقاله بالتأكيد على أنه لم ولن يكون شريكا فى تزييف الوعى ، وتهميش المخلصين ، تلك الإستقاله خطيرة المضمون تجعلنى وللمره المليون أقول بصراحه إن ظاهرة دخول رجال الأعمال المعترك السياسى ، والدفع بهم لعضوية البرلمان رسخت لحقيقه مريره مؤداها أن عضوية البرلمان مدفوعة الثمن ، خاصة بعد اليقين بدفع الملايين ولعب المال السياسى الفاسد دورا هاما فى إختيار عضو البرلمان ولاعزاء للشعب المسكين . لأنه لايحق أن يطلب مواطنا طلبا من نائب ، وإن طلب من الطبيعى ألا يستجيب له لأنه حصل على عضوية البرلمان بماله ، بل إن من يدفع تلك الملايين لايمكن أن يطلب منه أحدا شيئا .

نعـــم .. بح الصوت لتصويب الخلل ، وإحترام إرادة الشعب ، وحقه فى إنتخاب ممثليه بالبرلمان ، وضرورة التمسك بأن تكون الإراده الشعبيه منطلقا لنائب بالبرلمان ، لكن دون جدوى ، بل إستشعر كثر وأنا منهم أن المعنيين بهذا الأمر أذن من طين وأذن من عجين ، الأمر الذى معه كان التأكيد لنعذر أمام الله تعالى ، وكل الشعب ، والأجيال القادمه ، داعين الله تعالى أن يلهم أبناء الوطن من أصحاب القرار الرشد فى الأمر كله .

خلاصة القول .. إن ماتم رصده من مهازل ، وماأدركناه من وقائع يجعلنا مدينين بالإعتذار الشديد للوزير كمال الشاذلى ، والدكتور فتحى سرور رحمهما الله ، وكل الساسه الذين خرجوا من رحم الحزب الوطنى الذين نعتناه بالفساد ، وقادته بالإفساد ، لأن ماإنتقدناهم عليه بشأن تلك القضيه لايساوى شيئا مما نتعايشه الآن واقعا حقيقيا بكل بجاحه ووقاحه ، بل وإستفزاز ، وكأن هناك من يريد أن يقول لنا إرزعوا دماغكم فى الحيط ، قولوا ماتريدون وسنفعل مانريد ، وسنأتى بمن نشاء نوابا وبالطريقه التى تريدها ، ومن لايعجبه ذلك فاليشرب من البحر شريطة أن يستأذن .

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .