طريقة الغذاء الأفضل لمرضى الثعلبة.. تحسن صحة الشعر

تُعد الثعلبة من أكثر اضطرابات الجلد إرباكًا لمن يصابون بها، إذ لا تُفقدهم جزءًا من شعرهم فحسب، بل تمسّ ثقتهم بأنفسهم. وبينما ترتكز العلاجات الطبية التقليدية على تهدئة المناعة الذاتية المسئولة عن تساقط الشعر، بدأت الأبحاث الحديثة تُسلّط الضوء على دور التغذية كعامل مساعد في تقوية الشعر وإبطاء فقدانه.
وفقًا لتقرير نشره موقع Everyday Health، فإن اتباع نظام غذائي متوازن يمد الجسم بالعناصر الضرورية لتجديد الخلايا قد يكون أحد أسرار استعادة الشعر لقوته الطبيعية، خاصة عندما يُستخدم بالتوازي مع العلاج الدوائي الموصوف من طبيب الجلدية.
الغذاء كجزء من العلاج لا بديلاً عنه
يوضح الأطباء أن النظام الغذائي لا يعالج الثعلبة مباشرة، لكنه يُهيّئ البيئة الداخلية للجسم ليصبح أكثر قدرة على التجاوب مع العلاج. فكل بصيلة شعر هي وحدة حية تعتمد على تدفق الدم والغذاء الكافي من البروتينات والمعادن والفيتامينات.
ويقول الأخصائيون إن أي نقص مزمن في المغذيات الأساسية قد يجعل الشعر هشًا وسهل التساقط، حتى دون وجود سبب مناعي.
ولهذا، يُنظر إلى الطعام بوصفه خط دفاع داعمًا، لا كبديل للأدوية أو العلاجات الموضعية.
1. البروتين.. حجر الأساس لنمو الشعر
يتكوّن الشعر في معظمه من بروتين يُسمّى الكيراتين، لذا فإن قلة البروتين في الغذاء تُضعف قدرة البصيلات على إنتاج خصلات قوية.
ينصح الأطباء بتضمين مصادر متنوعة مثل الأسماك، والدواجن، والبيض، والبقوليات، وحتى بعض الحبوب الكاملة الغنية بالأحماض الأمينية.
وتشير دراسات التغذية الإكلينيكية إلى أن الأشخاص الذين يتناولون كميات كافية من البروتين يتمتعون بشعر أكثر كثافة وقدرة على مقاومة التساقط المرتبط بالثعلبة.
2. الحديد.. الطاقة التي تُغذّي البصيلات
يُعد الحديد عنصرًا محوريًا لنقل الأكسجين إلى بصيلات الشعر.نقصه يؤدي إلى بطء نمو الشعر أو تساقطه في مساحات واسعة.
توصي اختصاصيات التغذية بتناول السبانخ، والعدس، والفاصوليا البيضاء، والكرنب، والشوكولاتة الداكنة، فهي مصادر غنية بالحديد النباتي.
ولتحسين امتصاصه، يُفضل الجمع بين هذه الأطعمة ومصادر فيتامين “ج”، مثل الفلفل الحلو أو عصير البرتقال الطازج.
3. أحماض أوميجا 3.. توازن فروة الرأس
تُشير الأبحاث إلى أن أحماض أوميجا 3 الدهنية تساعد على خفض الالتهابات الدقيقة في الجلد، وهي عامل رئيسي في حالات الثعلبة.
يمكن الحصول عليها من سمك السلمون، والماكريل، والجوز، وبذور الشيا والكتان.
كما أن تناول هذه الأحماض بانتظام يدعم صحة فروة الرأس، ويُحافظ على مرونة بصيلات الشعر ويقلل من التهيّج الناتج عن التوتر المناعي.
4. مضادات الأكسدة.. درع وقاية ضد التوتر الخلوي
يتعرض الشعر يوميًا لمؤثرات بيئية وأكسدة داخلية تُضعف البصيلات.
الفيتامينات C وE تعمل كمضادات أكسدة قوية تحمي الخلايا وتُحفّز إنتاج الكولاجين الضروري لتماسك الأنسجة.
توجد هذه العناصر في الفلفل الملون، والكيوي، والطماطم، والبروكلي.
ويوصي الأطباء بإدخالها في الوجبات اليومية للحفاظ على فروة رأس أكثر حيوية.
5. البيوتين: العامل الخفي وراء الكيراتين
يُعتبر البيوتين (فيتامين B7) عنصرًا رئيسيًا في دورة نمو الشعر.
نقصه يرتبط بوضوح بتساقط الشعر وهشاشته.
وتتوفر مصادره الطبيعية في البيض المطهو جيدًا، والمكسرات، والبطاطا الحلوة، وكبد الدجاج.
وينصح المختصون بعدم الإفراط في المكملات المحتوية على البيوتين دون استشارة الطبيب، إذ إن الحصول عليه من الغذاء يبقى الخيار الأكثر أمانًا وفاعلية.
ماذا يجب أن تتجنب؟
يحذر الأطباء من الأطعمة فائقة المعالجة الغنية بالسكر والزيوت المكررة، إذ إنها تزيد الالتهابات الداخلية وتؤثر سلبًا في الدورة الدموية الدقيقة المغذية لبصيلات الشعر.
كما يُفضل تقليل المشروبات الغازية والوجبات الجاهزة، واستبدالها بوجبات متوازنة غنية بالخضراوات والبروتين النباتي.
البُعد النفسي في رحلة العلاج
يلفت خبراء الجلدية إلى أن الضغوط النفسية والقلق قد تكون محفزًا رئيسيًا لانتكاس الثعلبة.
لذلك يُنصح بمرافقة العلاج الغذائي والطبي بأساليب دعم نفسي وسلوكي تساعد المريض على استعادة ثقته بنفسه وتخفيف القلق المرتبط بالمظهر.
ويؤكد الأطباء أن الشفاء يبدأ من الداخل — من توازن الجسم والعقل معًا

