بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : فلننطلق لتصويب المسار إنطلاقا من الإفتتاح الرائع والإنجاز التاريخى للمتحف الكبير .

محمود الشاذلى
-

فخور بحضارتنا العريقه ، وماسطره الأجداد من أمجاد سيظل يحكى عنها التاريخ كثيرا وطويلا بإنبهار شديد ، هكذا قلت ذات يوم فى لقاء جمعنى بالسفاره المصريه ببرلين بحضور رفيع المستوى فى القلب منهم السفير بدر عبدالعاطى وزير الخارجيه والذى كان سفيرا لمصر بألمانيا فى ذلك الوقت ، والسفير محمد العرابى وزير الخارجيه السابق ، جاء ذلك على خلفية زيارتى لمتحف برلين خاصة الجناح المصرى حيث كنت فى مهمه صحفيه وبرلمانيه لألمانيا ، تجدد الفخر قبل ساعات وأنا أتابع هذا الإبهار الذى أدركته فى حفل إفتتاح المتحف المصرى الكبير قبل ساعات ، والذى جسد عظمة المصريين ، مقدرا هذا الجهد الكبير المبذول ليخرج الإحتفال بتلك الصوره الرائعه ، الإحترام مقدر لكل من له رؤيه تحمل نقدا طال جانبا من جوانب الإحتفال ، بل إننى أرى ذلك من الطبيعى ، ولايمثل أى نوع من القلق ، رافضا نعت أصحاب هذا الرأى بأى سلبيه كنعتهم بعدم الوطنيه سيرا على نهج بغيض سابق طال كل من له رؤيه لاتتفق مع متصدرى المشهد سياسى كان أو حزبى أو حتى مجتمعى ، يبقى أنه رغم النقد والتحفظات لبعض مراسم الحفل إلا أنه لايمكن على الإطلاق إنكار هذا الحدث العالمى الذى أبهر كل وفود العالم ، وهذا الجهد العظيم المبذول الذى أكد على عالمية الإنسان المصرى .

ثبت يقينا إنطلاقا من هذا الحدث العظيم أن المصرى قادر على صنع المستحيل متى توافرت لديه الإراده ، الممزوجه بتوفير الإمكانات ومنحه صلاحيات ، تجعله صاحب قرار ، وعلى أى صورة أو من أى منطلق فإن المصرى مبدع حتى فى المتناقضات ، لذا دائما وأبدا نتمنى أن يكون منطلق الإبداع مايصب فى صالح الوطن ، ويعظم الإراده الوطنيه ، ويعمق المحبه ، ويجعل المسئوليه منطلقا فى الحياه لدى الجميع ، بالضبط كما أدركنا فى هذا الإبداع الذى طال الإحتفال بالمتحف الكبير .

لعل الحسنه الطيبه فى تلك الإحتفاليه المبهره أنها أخرجتنا صراحة من الأجواء المحبطه التى طالت كثر خاصة البسطاء من أهالينا الطيبين المكون الرئيسى للمجتمع المصرى ، ومعهم قطاع كبير من المثقفين والساسه الذين آثروا ان يبتعدوا عن هذا المشهد الإنتخابى العبثى حفاظا على تاريخهم ، وذلك تأثرا بما أدركه الجميع من هزل طال العمليه الإنتخابيه فيما يتعلق بإختيار الأحزاب للمرشحين ، ومأساة مرشحى القائمه المحظوظه والناجح كل من فيها قبل الإستفتاء ، والمال السياسى الفاسد الذى أصبح محور حديث كل جموع شعبنا العظيم ، إلا المعنيين بالأمر الذين لاذوا بالصمت المريب ، مع أنهم لو تحدثوا لأراحوا وإستراحوا ، شريطة أن يكون منطلق حديثهم نفى قاطع لما قيل ، ولاضير من التصدى القانونى لمن يعلن ذلك ، أو الإقرار بما قيل والتعهد بتصويب المسلك ، وتهذيب النفس ، وتطهير تلك الأحزاب من داخلها ، وهذا أمر سيلقى كل من يعظمه الإحترام الشديد ، لأننا فى مجتمع بشرى الخطأ فيه من الطبيعى وليس ملائكى .

أرى أن الصمت الذى لاذ به من طالهم ذلك يضر بهم أبلغ الضرر ، أشخاصا ، وكيانات حزبيه ، بل إن ذلك يؤكد ماقيل ويرسخ لإنعدام الثقه ، والتى يتبعها سلبيه قاتله لاشك يتاثر بها الوطن كثيرا وطويلا ، يضاف إلى ذلك وللتأكيد فإن التعامل بنفس النهج مع الملايين التى تحدث بشأنها كثر دون رد أو توضيح ، أو تعقيب ، أو حتى رفض ، والإكتفاء بالنظر للجميع نظرة تعجب ومصمصة الشفاه ، خاصة بعد طرح أسماء للترشح معظمهم لايفكون الخط فى المعترك السياسى ، وماحدث فى تلعثم بعض النواب بمجلس الشيوخ أثناء تلاوتهم لليمين إلا خير دليل .

قد يرى البعض أن تناول أمر ماشاب العمليه الإنتخابيه وإختيار المرشحين يخرج عن سياق تناول هذا الحدث العظيم المتمثل فى إفتتاح المتحف المصرى الكبير ، لكننى أرى أن ذلك فرصة تاريخيه يتعين التفاعل معها لتعظيم المكون الحقيقى للمجتمع المصرى ، الذى دشن لهذا الحفل المبهر ، وشيد المتحف بهذا المستوى العالمى ، متمنيا أن ننطلق فى التطور والإبداع من هذا الحفل الرائع ، وماتضمنه المتحف الكبير ، مع إلقاء الضوء على تفاصيل تشييد المتحف .